آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-05:34م

أخبار وتقارير


كاتب سعودي يتحدث عن بعد طائفي في تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم ويقول انه كان يجب تقسيم اليمن إلى إقليميين شمالي وجنوبي

الخميس - 27 فبراير 2014 - 09:50 ص بتوقيت عدن

كاتب سعودي يتحدث عن بعد طائفي في تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم ويقول انه كان يجب تقسيم اليمن إلى إقليميين شمالي وجنوبي
أشار الفضيل أن فكرة التقسيم الفيدرالي قد تم القبول بها لحل أزمة الجنوب الذي ضاق ذرعًا بمظلوميته من بعد حرب عام 1994م،

الرياض(عدن الغد)المدينة السعودية :

انتقد كاتب سعودي بارز من خطة التقسيم التي طرحتها الحكومة اليمنية قبل أسابيع وقضت بتقسيم البلاد إلى ستة اقاليم مؤكدا ان المقسّمون لم يراعوا  موضوع الانسجام المناطقي والتناغم الاجتماعي في بعض الأقاليم، علاوة على البعد التاريخي موضحا انه كان يجب ان يتم اخذ نظام التقسيم الفيدرالي من إقليمين شمالي وجنوبي.

وقال الكاتب في صحيفة المدينة السعودية د. زيد علي الفضيل في مقال نشرته صحيفة المدينة السعودية اليوم الخميس تحت عنوان (أقاليم اليمن الستون ) أن التقسيم الأخير لليمن كرّس الانفصال الطائفي بين الزيدية والشافعية، كما هو الحال مع إقليم آزال الزيدي بامتياز الذي يضم محافظة ذمار وصنعاء وعمران وصعدة، وإقليم الجند الشافعي بامتياز الذي يضم محافظتي إب وتعز؛ كما لم يراع التوازن الديمغرافي بين الأقاليم، فإقليم يبلغ تعداد سكانه ثمانية ملايين نسمة، في حين يبلغ تعداد إقليم آخر مليون نسمة تقريبا؛ ولم يهتم أيضًا بالتوازن الاقتصادي، فإقليم حضرموت يكتنز الثروة النفطية، في حين تعيش بعض الأقاليم على هامش الحياة لندرة الماء وشظف العيش بين سكانها.

وأكد الفضيل أن إشكالات التقسيم لا تتوقف عند ذلك وحسب، حيث لم يراع المقسّمون موضوع الانسجام المناطقي والتناغم الاجتماعي في بعض الأقاليم، علاوة على البعد التاريخي، حيث تم ضم شبوة والمهرة إلى حضرموت، لتصبح الأخيرة مركزًا والآخر هامشًا يحيط به، وقد كانتا في تاريخهما متنًا مستقلًا، حيث إمارة بيحان بشبوة، ومشيخات المهرة المستقلة، إلى غير ذلك من مشيخات وإمارات الجنوب اليمني، التي كان لها وجودها المادي والسياسي المحلي المستقل إلى وقت سابق؛ وهو ما يُنبئ مستقبلا بإمكانية حدوث اهتزازات في إطار إقليمي الجنوب، ناهيك عن الأقاليم الشمالية، التي أخشى ما أخشاه أن يبلغ تعدادها مستقبلًا ستون إقليمًا حد قوله .

وأشار "الفضيل" أن فكرة التقسيم الفيدرالي قد تم القبول بها لحل أزمة الجنوب الذي ضاق ذرعًا بمظلوميته من بعد حرب عام 1994م، وطالب الحراك الجنوبي ومعه الحزب الاشتراكي بتقسيم اليمن إلى إقليميين فيدراليين شمالي وجنوبي، بهدف إعادة الفرصة لتصحيح مسار الوحدة، وبالتالي فقد كان جدير بالمقسّمين أن يأخذوا هذا الأمر بالاعتبار، لكنهم وبدلًا عن ذلك عمدوا إلى تعميق الأزمة بتقسيم الجنوب إلى قسمين، وكان قد استأنس الوحدة الجغرافية والسياسية، ثم جاؤوا إلى الشمال الذي لا يعاني أبناؤه من فكرة الوحدة السياسية، فعمدوا إلى تجزئته إلى أربعة أقاليم، أليس ذلك تجزئًا للمجزأ كما يُقال؟ وهل سيخدم التقسيم الفيدرالي بهذا الشكل المواطن اليمني؟ أم أنه سيُكرِّس في ذهنه فكرة الانفصال وبناء كيانات مستقلة؟ لاسيما وأن الدولة المركزية تكاد اليوم تكون غائبة من محيط العاصمة، فكيف بمختلف الأقاليم..؟!