آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-09:44م

أخبار وتقارير


عدن في عين «الإرهاب» مجدداً: آلاف العناصر عاجزون عن حماية المدينة!

الخميس - 16 نوفمبر 2017 - 12:30 م بتوقيت عدن

عدن في عين «الإرهاب» مجدداً: آلاف العناصر عاجزون عن حماية المدينة!

العربي - احمد الحسني

صعّد تنظيم «الدولة الإسلامية»، أخيراً، من هجماته في مدينة عدن، مستهدفاً، خلال أسبوع واحد، مقرّين لقوات الأمن العام وقوات «الحزام الأمني»، التي تدعمهما دولة الإمارات، بعمليتين انتحاريتين أوقعتا أكثر من مئة قتيل وجريح، بعدما وصل مقاتلو التنظيم إلى داخل المباني الأمنية المحصنة.

تطورات تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول نجاعة العمل الأمني في المدينة. تقول القيادة الأمنية إنها نجحت في ضرب الخلايا الإرهابية في عدن، بعدما أعلنت «تطهير» المنصورة ومناطق أخرى في المدينة من عناصر التنظيمات المتشددة قبل عام ونصف عام، بدعم من دولة الإمارات التي أنشأت قوات عسكرية يفوق عددها أربعين ألف جندي في الجنوب، منها أكثر من خمسة عشر ألف عنصر في عدن، مهمتها مكافحة «الإرهاب»، إلا أن المدينة لا تزال تشهد عمليات اغتيال وحوادث تقطع وخطف وسطو متكررة، كان آخرها يوم الجمعة الماضي الذي سُجّلت خلاله ثلاث عمليات اغتيال.

ومع التصعيد الأخير، ووصول مقاتلي تنظيم «الدولة» إلى المقرات الأمنية واقتحامها، يُخشى أن تكون معاقل الأمن الرئيسة قد أضحت تحت رحمة المفخخات والأحزمة الناسفة. ارتفعت أصوات جنوبية لتحمّل القوات المدعومة من الإمارات مسؤولية تردي الأوضاع.

وفي تداعيات تلك التطورات، ارتفعت أصوات جنوبية لتحمّل القوات الأمنية المدعومة من الإمارات مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية في مدينة عدن، والفشل في الكشف عن عملية قبل وقوعها، فيما طالبت أصوات أخرى بإخراج مقرات القوات من داخل المدن تلافياً لسقوط ضحايا مدنيين. وتداول نشطاء جنوبيون ساخرون مداخلة لمدير أمن عدن، اللواء شلال شايع، لقناة «الغد المشرق»، يتحدث فيها عن أن «قواته كافحت الإرهاب، وأفشلت أكبر عملية في الوطن العربي وفي العالم وفي التاريخ».

ويرى مراقبون أن فشل الأمن في مكافحة «الإرهاب»، على الرغم من وجود كم هائل من العسكرييين والأمنيين داخل معسكرات مدينة عدن، إنما مردّه إلى غياب جهاز موحد للاستخبارات، إضافة إلى التوتر والصراع بين القوات المدعومة من الإمارات من جهة، وبين القوات التابعة لهادي من جهة أخرى، على النفوذ والسيطرة على المناطق الحيوية داخل المدينة، كالصراع الذي نشب على المطار في فبراير الماضي، وعلى ميناء الزيت قبل أسابيع بين القوتين.

وفي موازاة تصعيد تنظيم «الدولة» عملياته في عدن، تشهد محافظة أبين عمليات شبه يومية ينفذها عناصر تنظيم «القاعدة» ضد قوات «الحزام الأمني»، على الرغم من إعلان قائد اللواء الأول دعم وإسناد في «الحزام»، منير اليافعي، قبل أسابيع، «تطهير» كامل محافظة أبين من عناصر التنظيم، الذي نفذ، اليوم الأربعاء، ثلاث عمليات استهدف فيها مواكب لـ«الحزام» في مودية والوضيع.

ويطرح خبراء ومحللون، إزاء الأوضاع الأمنية في عدن، تساؤلات من قبيل أنه إذا كان بمقدور المئات من العسكريين المدربين إنهاء تواجد الجماعات المسلحة في الجنوب، فكيف تعجز العشرات من الأجهزة والكتائب والمجموعات المسلحة التي تديرها الإمارات عن إنهاء خطر الجماعات «الإرهابية»؟ في إجابة ذلك، يرى البعض أن لدول «التحالف»، وفي مقدمها الإمارات، مصلحة في إبقاء الوضع جنوبي اليمن في «دوامة من العنف والفوضى»، كذريعة لاستمرار وجودها العسكري في الجنوب، وإحكام سيطرتها على منافذ وجزر وثروات البلد.