آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-08:40م

أدب وثقافة


وداعاً مدينتي

الثلاثاء - 04 أكتوبر 2016 - 11:39 ص بتوقيت عدن

وداعاً مدينتي

كتب / بشار الطيب

نسافر على وقع دقات القلوب المتسارعة وإيقاعات نبضها الجريحة، والتّنهيدات الموجعة وأدعية الأمهات وصلواتها، لا تلوي على شيء.

تمخر عباب الغربة.

نسير على غير هدى خلف الأسوار البعيدة علّنا نجد ضالتنا في المدن القريبة!

ربّانها شديد الصّرامة ترتسم على محياه علامات الضيق والحيرة، ويمطرنا بوابل من الأسئلة، مستنكرًا: كيف تركت مدينتك أيها الشقي  ؟

سؤال فجر في مكامن ذاتي وأعماق روحي الدّفينة بركانًا من الشّوق والشّجن.. سأكتب حكاية  غربتي بمداد دموع الأمهات، وآهات الثّكالى فوق الجسور  البعيدة، وفي ظلال  وديانها الخضراء ، وليالي  ربيعها ،الجميلة  حكاية بلادي  الجريحة  وكل الطّيور التي هجرت مدينتي .

طيور بلا أجنحة تجتر الأحزان والحنين في الغربة، تتجرّع مرارة كؤوس الأوجاع المترعة على أرصفة الذكريات .

سأبحث في ثنايا الذّاكرة عن أجمل لحظات عمري، وملاعب الصّبا علّها تهدهد أوجاعي المزمنة!!

سقى الله تلك الأيام الغابرة حيث القلوب تشعّ دفئًا وألقًا، تهب النّسمات في رياض الأفنان السّاحرة.

سنرجع مهما طال الزمان، وسينفض شجر  وديننا عنه غبار الحقد والكراهية ، لتعود أوراقه خضراء يانعة تكسوة المحبة والرحمة .

سنكتب فوق أرصفة  الذكريات ودروب الغربة ومرافئ التّيه... حكاية وطن لا تسعه الكلمات، ويهيم في حبه العشّاق ويتلذّذ بذكره السّمار، ستروي الأرض حكاية أبنائها الطّيبين الذين روّوا بدمائهم ثراها فأنبتت لنا اغصان الحرية  واليمن الجديد. مدينتي ...

✍بشار الطيب

نسافر على وقع دقات القلوب المتسارعة وإيقاعات نبضها الجريحة، والتّنهيدات الموجعة وأدعية الأمهات وصلواتها، لا تلوي على شيء.

تمخر عباب الغربة.

نسير على غير هدى خلف الأسوار البعيدة علّنا نجد ضالتنا في المدن القريبة!

ربّانها شديد الصّرامة ترتسم على محياه علامات الضيق والحيرة، ويمطرنا بوابل من الأسئلة، مستنكرًا: كيف تركت مدينتك أيها الشقي  ؟

سؤال فجر في مكامن ذاتي وأعماق روحي الدّفينة بركانًا من الشّوق والشّجن.. سأكتب حكاية  غربتي بمداد دموع الأمهات، وآهات الثّكالى فوق الجسور  البعيدة، وفي ظلال  وديانها الخضراء ، وليالي  ربيعها ،الجميلة  حكاية بلادي  الجريحة  وكل الطّيور التي هجرت مدينتي .

طيور بلا أجنحة تجتر الأحزان والحنين في الغربة، تتجرّع مرارة كؤوس الأوجاع المترعة على أرصفة الذكريات .

سأبحث في ثنايا الذّاكرة عن أجمل لحظات عمري، وملاعب الصّبا علّها تهدهد أوجاعي المزمنة!!

سقى الله تلك الأيام الغابرة حيث القلوب تشعّ دفئًا وألقًا، تهب النّسمات في رياض الأفنان السّاحرة.

سنرجع مهما طال الزمان، وسينفض شجر  وديننا عنه غبار الحقد والكراهية ، لتعود أوراقه خضراء يانعة تكسوة المحبة والرحمة .

سنكتب فوق أرصفة  الذكريات ودروب الغربة ومرافئ التّيه... حكاية وطن لا تسعه الكلمات، ويهيم في حبه العشّاق ويتلذّذ بذكره السّمار، ستروي الأرض حكاية أبنائها الطّيبين الذين روّوا بدمائهم ثراها فأنبتت لنا اغصان الحرية  واليمن الجديد.