آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-01:57م

حيّوا حماس والقسّام!

الأحد - 28 أبريل 2024 - الساعة 01:26 م

صدام الحريبي
بقلم: صدام الحريبي
- ارشيف الكاتب


بعد أن كانت حركة حماس لا يتجاوز أنصارها ومن يدافعون عنها أعضاء ومؤيّدو جماعة الإخوان المسلمين في الدول العربية والإسلامية، وكانت تتعرّض للإساءة من الكثيرين بسبب التحريض، ها هي اليوم تتجاوز ذلك ويصبح أنصارها بمئات الملايين من غير العرب والمسلمين، فنجد اليوم أصحاب الضمائر من مختلف الأديان والأجناس والأعراق يفاخرون بحماس المقاومة ويتمنّوا أن ينالوا شرف أن يكون فيها.
لقد وصلت حماس لهذا الاستحقاق والتشريف العالمي ليس بمساعدة الأنظمة التي كانت وما زالت تخذلها بل وتتآمر عليها حتى الآن، بل بفضل الله، ثم تمسّكها بمبادئها وإصرارها على تحقيق الهدف، وعدالة القضية التي تقودها، فحماس فخرنا وهي منّا ونحن منها.
لقد حقّقت حماس اليوم للشعوب العربية والإسلامية ما لم تحقّقه الأنظمة والجيوش والأموال العربية خلال عقود، ولذلك كسبت حب العالم ، ووالله لو أن انتخابات حرة ونزيهة أقيمت في كل دول العالم لفازت بها حماس ومن يسير على نهجها، وقد جرّب النظام العالمي ذلك بعد ثورات الربيع العربي ثم هرع بجنون لإنقاذ أرِبّته الذين ظل يربيهم خلال عقود من أجل حماية مصالحه وإذلال الشعوب.
عندما كنتُ طفلا، كنتُ أنشد لحماس في المدرسة والمهرجانات التي كان يقيمها الإصلاح، وكان البعض يسخر مني وزملائي كثيرا، لكن يعلم الله ويشهد أننا رغم صغر سننا إلا أننا لا نتأثر، بل إن من يسخر منا ونحن ننشد لحماس يجدنا في اليوم التالي في مكان آخر ونحن نفاخر بحماس وقسّامها، وللأمانة كان هؤلاء قلة قليلة، لأن اليمني بفطرته كان وما زال يقدّس القضية الفلسطينية بشكل لا يتصوّره أحد.
أتذكر ذات مرّة ونحن نجمع تبرعات عبر مكتب حماس في تعز، مرّ أحد أمراض النفوس وقال لنا: أين تذهبوا بهذه الأموال أنتم وحماس؟ هل يشتروا بها الفلل؟ وأثناء محاولتنا الرد عليه، إذا برجل رفع صوته عليه وكاد أن يضربه ويهين كرامته، حينها جرّ ذلكم المريض أذيال الخزي وذهب بعد أن كاد أن يفقده الرجل الشهم كرامته، كنتُ حينها أقول لأحد الأصدقاء: كم أود أن أكون ناطقا باسم حماس والقسّام حتى ولو ليوم واحد!
عموما حماس يقف خلفها رجال لا يمكن أن يتنكّروا لها مهما وصلوا إلى المناصب أو امتلكوا الأموال، فهناك أمر كبير يجمعهم، وهذا سر نجاح هذه الحركة الأولى على الإطلاق، ولا أتحدّث هنا عمّن يبحثوا عن مصالح تافهة بوقوفهم مع حماس وما أكثرهم، ومع ذلك فالحركة اليوم لا ترفض أي صوت يقف إلى جانبها مهما كانت أهدافه، وهذا ما يجب.
أخيرا، انتصرت حماس نصرا ساحقا وهذه حقيقة وليس ادّعاء أو مجرّد عاطفة، وقد حقّقت أنواع من الانتصارات، ويكفي أنها ركّعت ليس الكيان الصهيوني فحسب، بل كذلك النظام العالمي الذي يدعمه ومعهم المتصهينين، وكذلك يكفي أنها نالت تأييد كل شعوب العالم بدون استثناء.
فالتحية والسلام على حماس والقسّام ولا عزاء للجبناء والقتلة والسفّاحين، ومن باعوا أنفسهم وكرامتهم مقابل اللا شيء، وتنكّروا لإسلاميتهم وعروبتهم.