آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-09:09ص

ضياع النفس

السبت - 30 مارس 2024 - الساعة 03:57 ص

القاضي عبدالناصر سنيد
بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


بين أيدينا شيطان صغير نختصه بذلك الحبوالدلال نضعه دائما قريب من أعيننا ، تجذب اي حركه أو صوت او اهتزاز  يصدر عنهاهتمامنا ، نعمل بكل سخاء  على شراء الزينةوالإكسسوارات الفاخرة له بل نجعل مظهره يمثل ذاك الانعكاس من مظهرنا.

التلفون بمظهره الحالي ليس هو التلفونالذي تم اختراعه ليكون صله تواصل وفخر للبشرية ، بل تطور هذا التلفون وبشكل مثير ،فقد أصبح هذا التلفون يمتلك صفة الجوال لا نه أصبحت لدينا القدرة على اصطحابهمعانا اينما ذهبنا ولم يكتفي المطورون بذلك بل تجاوز  التلفون تلك المهمة الأساسية التي تم اختراعهمن أجلها  واصبح ذلك التلفون يمتلك صفةالذكاء واصبح تقريبا يقوم بكل المهام التي كان الشيطان يجهد نفسه محاولا القيامبها  اناء الليل واناء النهار ، وقام بهذه المهمةبكل كفاءة واقتدار والتي جعلت ابليس يطير فرحا ، واهم هذه المهام  هو سرقة الوقت ، فيستطيع هذه الجوال على ضالةحجمه  و بكل مهارة أن يسرق انتباهنا بضعامن الساعات يوميا ، يدخلنا  فيها في غياهبالفراغ يجعلنا نحوس بشغف  في تلك الشبكة العنكبوتيةمن غير حسيب أو رقيب .

خلال ذاك الوقت يأخذنا الجوال الى عالممن  المجهول يعرض علينا كل انواع الضياعابتداء من ضياع الوقت وانتهاء بضياع النفس ونحن في قمة من المتعة والأثارةوالتركيز غير مبالين بما يحدث لنا ، باعتقادي بأن المستفيد الأكبر من هذا الاختراع هو  الشيطان الذي ذهب حتما  في اجازه مفتوحه فلم يعد يتبقى له من العمل سوىالوسوسة وقريبا سوف يتولى الذكاء الصناعي هذه المهمة .

ختاما اضعنا واهدرنا الكثير من الوقتلأننا لازلنا لا نعير الوقت ذاك الاهتمام فالوقت هو أثمن ما نملك وارخص ما نهدر.