آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-05:34م

العالية وذورة الحدث

الأربعاء - 12 أبريل 2023 - الساعة 05:34 ص

أزال الصباري
بقلم: أزال الصباري
- ارشيف الكاتب


يعجبني في العالية التدرج المنطقي في الأحداث، وتكاتف  تلك الأحداث  والأفكار   وتوترها لتخدم الفكرة الأم والحدث الأهم.. فالتفاصيل الأولى هي من شكلت الاحتقانات الأكبر التي جاءت على شكل أحداث أكثر إثارة سواء من قبل جماعة الحق المتمثل  الشيخ ومناصريه أو من قبل جماعة الشر   الأمير وأياديه الخفيه،  وبطبيعة العقل البشري الذي لا يلتفت للأحداث الصغيرة إلا حين ينفجر حدث أكبر مجهول الأسباب، فيعود ليتذكر كل التفاصيل ويربطها ببعضها البعض محاولا الوصول لطرف يقوده لمعرفة السبب، هاذا ما نشاهده في العالية،فقد جاءت بأحدث تصل بك لقمة الإثارة  لتصعد بأحداث أخرى ستكون أشد إثارة دون شك.

في العالية تتوتر الأحداث الصغيرة لتحدث عقدة لأحداث أكبر وأكبر، وقد نجح المخرج وليد العلفي  والكاتبة نور في خلق ذروة عالية لكل حدث تقريبا، حتى ليخالها المشاهد نهاية الإثارة، لكن تلك الذروة  تشبه كثيرا الشرارت الأولى لكل ثورة،إذا تعد كل شرارة ثورة كما يعد هنا كل حدث مهم ذروة. 
سنجد بالمقابل ارتفاع وانحدار في قوة جريان الأحداث،وتلك وسيلة أخرى من وسائل التشويق، فسنجد  صوت الحق يختفي ويضعف ثم يصمت، ويعود مرة أخرى ليظهر،  وسنجد تذبذب أصوات أهل القرية بين مستكين للظلم ومؤيد ورافض، وسيتقسمون بين مصدق للشيخ و مكذب ومنافق أيضا، وهذه الأصوات المتضاربة هي من ستخلق للصمت صوتا وللصوت صدى يتردد سرا وعلانية.

لقد شاهدنا الظلم يتضح شيئا فشيئا،  وتأملنا كيف أصبحت  القرية  ترى الظلم الذي لم يكن يراه سوى شداد الذي قرأ وأطلع  وتشكلت عنده ملامح الرفض، وعادة ما ينفجر رفض الناس للظلم ليس لأنهم شاهدوا الظلم لأول مرة،فالظلم  لا يأتي فجأة والرفض لا يتكون فجأة أيضا، بل تشكل الوعي الفردي  وتحوله لوعي جمعي هو الذي يصنع الرفض ويجعل الظلم جريمة واضحة ويجعل الظالم مجرما يستحق العقاب.

في الحلقة العشرين من مسلسل العالية نجد توتر  وتواتر الأحداث، حتى تكاد تراها الذروة الختامية للمسلسل، في حين هي ليست كذلك، وسأخالف  د. قائد غيلان  في خوفه الذي عبر عنه، بأنه يخشى أن المخرج لن يجد أحداث تصل بالمشاهد إلى الذروة مرة أخرى فيضطر لمطمطة الوقت بتفاصيل عاديه، فبرأيي ماحدث في الحلقة عشرين وسابقتها من هروب شداد وهلال وخيانة ابن الأخ، ثم الحدث الأهم وهو  اتهام ظبية بشرفها ماهي إلا رفع مستوى الظلم  ليحدث شيئين الأول ايقاظ القرية من سباتها، والثاني فتح الأبواب أما الظالمين ليتمادوا أكثر، ويقظة القرية يقابلها تمادي الظالمين هما ما سيحركان الأحداث القادمة ويصعدان بالإثارة إلى أعلى مستوى،  إذ لابد لهذا الظلم من نهاية وهذا ما ينتظره المشاهد، وتلك النهاية لن تأتي إلا بالانفجار الجمعي الذي أوقدته الأحداث السابقة  ذلك ما أتوقعه في بقية الحلقات وأتمنى ألا يخيب توقعي.