حينما تحررت عدن في عام 2015 كانت الآمال كبيرة والطموحات عالية.
توقع الجميع أن تكون هذه المدينة التي عانت من ويلات الحرب نموذجًا للنجاح والاستقرار ونافذة أمل لبقية المناطق اليمنية التي لا تزال ترزح تحت حكم الحوثيين.
لكن بعد قرابة عقد من التحرير ماذا تحقق على الأرض؟
الجواب الصادم: لا شيء سوى المزيد من المعاناة
السلطات التي تعاقبت على حكم عدن والمناطق المحررة لم تقدم سوى الفشل
لم تبنِ دولة
لم تحافظ على الأمن
لم توفر الخدمات
بل تحولت عدن إلى مدينة طاردة لسكانها تغرق في الأزمات ويغيب عنها الاستقرار.
الفوضى الأمنية في كل زاوية.
الخدمات شبه منهارة.
الكهرباء حلم بعيد المنال.
الرواتب لا تصل وإن وصلت فهي لا تكفي لمواجهة الغلاء الفاحش وانهيار العملة.
الفقر يزداد يومًا بعد يوم وأصبح المواطن لا يجد قوت يومه.
إذا كانت هذه هي تجربة المناطق المحررة فكيف يمكن إقناع من لا يزالون تحت حكم الحوثيين؟
هل سيقبلون بسيناريو عدن بعد تحريرهم؟
أم أنهم سيرفضون تكرار هذه التجربة الفاشلة؟
اليمنيون اليوم أمام خيار تاريخي:
إما أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم أو يظلوا رهائن لصراعات سياسية حولتهم إلى وقود لحروب لا تنتهي.
عدن ليست نموذجًا يُحتذى به للأسف.
نقول لكل من تولى إدارة أو مسؤولية: المنصب الذي تشغله ليس من أجل عائلتك أو قبيلتك بل هو أمانة لبناء وطن يستحقه الجميع.
وهذا ما يجب أن يكون في أذهان كل من يفكر في السلطة.