آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-07:30م

فن


الإرهاب والقاعدة في السينما الأمريكية.. رؤى متعددة!

الأربعاء - 19 مارس 2014 - 11:32 م بتوقيت عدن

الإرهاب والقاعدة في السينما الأمريكية.. رؤى متعددة!
من فيلم “المملكة”2007 الذي يتحدث عن أحداث العنف والإرهاب التي حدثت في السعودية

عبدالمحسن المطيري- المجلة

كانت هناك العديد من التوجهات لدى الأستديوهات في “هوليود” لإنتاج أفلام متعلقة بالمنظمات الإرهابية. نجد خلال الأربعة عقود الماضية العشرات من الأفلام التي أنتجت بميزانيات عالية تستعرض في قصتها الرئيسة بعض المنظمات المصنفة بالإرهاب، ولها مواجهات مع القوة الأعظم في العالم خصوصًا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

لتنظيم القاعدة النصيب الأعلى في الأفلام السينمائية في هوليود، خصوصًا في السنوات العشر الأخيرة. في السابق وقبل صعود القاعدة كانت هناك بعض الأفلام تقدم بعض الشخصيات الروسية كزعماء لمنظمة إرهابية صغيرة. نلاحظ في تلك الأفلام تجنب واضح من هوليود لتقديم الاستخبارات السوفيوتية “KGB” كعدو كليشيهي إرهابي نظرًا لحساسية العلاقات بين الدولتين خصوصًا أثناء فترة الحرب الباردة. فيما نجد أن المحصول الإجمالي للأفلام السينمائية في هوليود يكاد يخلو من منظمات مصنفة بالإرهاب من وجهة نظر بعض الدول الكبرى، مثل الجيش الجمهوري الإيرلندي الحقيقي، مع الحزب الشيوعي الفليبيني، وحالة الجيش الأحمر الياباني. في العام ٢٠٠٠ وبالتحديد بعد تفجير المدمرة “يو إس إس كول” من قبل تنظيم القاعدة، أصبحت القاعدة العدو الأول للولايات المتحدة الأمريكية، وتضاعف اليقين لدى الشعب الأمريكي بعد الهجوم الأكثر دموية على أراضي الولايات المتحدة في العام ٢٠٠١، مما شكل أرضية خصبة في هوليود للعمل على إنتاج أفلام تدور حول فلك تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية الإسلامية الأخرى.

للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي نصيب من الطرح السينمائي الهوليودي تجاه التنظيمات الجهادية، في العام ٢٠٠٥ قدم المخرج السينمائي الشهير “ستيفن سبيلبرغ” تجربته الأولى التي تتعامل مع الإرهاب مع فيلم “ميونيخ Munich” والذي كان خطه الرئيس حول الصراع المعقد في الشرق الأوسط على المستوى الاستخباراتي الدولي. تبرز أهمية هذا الفيلم بسبب موقف المخرج “ستيفن سبيلبرغ” النائي بالنفس، ومحاولاته الواضحة في عدم الإدلاء بأي تصريح قد يفهم منه دعمه للحكومة الإسرائيلية. ولا ننسى أن للمخرج بعض التصريحات الشهيرة التي تتضمن بعض التحفظات تجاه تصرفات الجيش الإسرائيلي

 

. تصف أحداث الفيلم المثير للأسئلة الطريقة التي قررتها الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) من أجل تصفية أعضاء منظمة أيلول الأسود، والتي قامت بعملية ميونيخ الشهيرة في العام ١٩٧٢، وذلك باحتجاز ومن ثم قتل عدد من اللاعبين التابعين للبعثة الرياضية الإسرائيلية، أثناء فترة الألعاب الأولمبية في ألمانيا. في الفيلم نجد أن هناك محاولة واضحة من المخرج لإيجاد منفذ موضوعي غير منحاز لتقديم قصته الحساسة، ركز المخرج بحكم يساريته على الجانب الإنساني لكل الأطراف؛ في محاولة منه لعدم استفزاز طرف على حساب ترضية الطرف الآخر.

فيما كانت المخرجة الأمريكية “كاثرين بيغلوا” واضحة في فيلمها السينمائي المثير للجدل “ساعة الصفر: ظلام، ثلاثين Zero Dark Thirty” في تقديم ما حدث بشكل موضوعي، ولكن بشكل أكثر إدانة ربما لجهاز المخابرات الأمريكية والطريقة التي تمت من أجل إيجاد مكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. واجهت المخرجة بعض التحديات أثناء عرض فيلمها في الولايات المتحدة، وذلك بمواجهة حادة مع بعض المسؤولين في وكالة الأمن القومي، مع المخابرات الأمريكية، وبعض الصقور داخل البيض الأبيض، والذي انتقدوا الفيلم والمخرجة بسبب تقديمها لحقائق مغلوطة من وجهة نظرهم في طريقة عرض القصة التي كانت السبب وراء إيجاد بن لادن.

 

قدمت هوليود أيضًا الفيلم الأشهر ربما على مستوى الشرق الأوسط وهو “المملكة The kingdom”. نجد في هذا الفيلم إعادة لما حدث في الرياض بعد تفجير مبنى المحيا السكني، والتنسيق الأمني بين الرياض وواشنطن في تعقب أفراد من تنظيم القاعدة متهمين بالتخطيط للهجوم. للفيلم بعض الملاحظات في التفصيل، سحبت المنامة الفيلم من دور السينما؛ ربما لتحفظ الرياض على بعض التفاصيل التي قدمها الفيلم خصوصًا من الجانب الأمني، والذي شرحته أحداث الفيلم بأن لواشنطن الفضل الأكبر في تصفية بعض أعضاء القاعدة، وليس للداخلية السعودية الدور الأهم.

أفلام أخرى قدمت القاعدة والإرهاب ولكن بشكل مختلف عن السائد، مع فيلم “يونايتيد ثلاثة وتسعين United 93″ نجد المخرج “بول غرانغراس” يتعامل مع الحدث المتعلق بتنظيم القاعدة بشكل توثيقي بحت بعيدًا على إبداء رأي، أو محاولة منه للإدانة لدرجة أن بعض الجمهوريين اتهمه بالتعاطف مع المختطفين. فيما فضلت بعض الأفلام في سينما هوليود تقديم الإرهاب من دون أن يكون مرتبطًا بمنظمة دولية أو سياسية مثل فيلم “الحصار The Siege”. في الطرف الآخر من هوليود هناك أفلام قدمت الإرهاب من قبل مواطنين أمريكيين، والأكثر جذبًا من تلك الأفلام هو فيلم “الصخرة The Rock” والذي لم يقدم شخصيات إرهابية لمواطنين أمريكان فحسب، بل وضعنا أمام مقاتلين سابقين في البحرية الأمريكية قرروا الانقلاب على الحكومة، وتهديدها بهجوم كيماوي إن لم يتم تنفيذ مطالبهم في القريب العاجل.

للأفلام الوثائقية نصيب أيضًا من المواد التي تتعلق بالقاعدة والتنظيمات الإرهابية، ويبرز فيلم المخرج اليساري مايكل مور “فهرنهايت Fahrenheit 11/9″ على اعتباره الفيلم الأكثر انتشارًا ونجاحًا على مستوى النجاح النقدي والجماهيري. يعرض الفيلم بتفاصيل معتبرة ما حدث قبل وأثناء وبعد هجوم الحادي عشر من سبتمبر، ويقدم الفيلم من ضمن أقسامه موادًا مصورة يتم عرضها للمرة الأولى في صالات السينما لتنظيم القاعدة في أفغانستان. فيما يقدم الفيلم الوثائقي الطريق إلى التاسع من سبتمبر The Path to 911″ وهو من إنتاج قناة ABC أحداث هامة وتقارير تعرض لأول مرة حول تنظيم القاعدة وعلاقته الوثيقة بالهجوم.