آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-03:30ص

فن


ما بعد الأوسكار.. وأفلام لم تذكر!

الأحد - 16 مارس 2014 - 04:10 م بتوقيت عدن

ما بعد الأوسكار.. وأفلام لم تذكر!
من فيلم Inside Llewyn Davis للأخوين كوين

المجلة

أكثر الأسئلة التي يمكن أن تسمعها ما بعد حفل توزيع جوائز الأوسكار هي: هل فاز الأفضل والأكثر استحقاقًا؟ والسؤال الآخر وهو ما يبدو أنه أكثر أهمية لدى غير المتابعين تحديدًا هو : هل هذه الأفلام هي الأفضل خلال عام 2013 ؟

ومع تكرر السؤال يمكن أن تتكرر الإجابة ذاتها، فيمكن أن يكون الجواب إجمالاً: نعم لقد فاز الأكثر استحقاقًا، أو نعم هذه الترشيحات هي الأفضل إجمالاً وليس بالمطلق. ولكن حينما نريد الإجابة التفصيلية، وأن نكون أكثر تحديدًا فعندها سيطول الجدال وربما يحسم الموضوع كون الأمر يعود في أغلبه إلى اختلاف الذائقة أو حتى ربما اختلاف معايير التقييم الفني.

ومن جهتي لأني أعتقد أنه لم يكن هناك شيء مفاجئ في توزيع الجوائز الأساسية على وجه الخصوص، وبالتالي لم يكن هناك ما يمكن اعتباره أمرًا محبطًا ومظلومية ظاهرة سواء في جوائز الأداء والتمثيل، أو جوائز الكتابة والتقنية، أو حتى اختيار الفيلم الأفضل، فبالرغم من أني أميل لتفضيل ثلاثة أفلام كانت مرشحة على الفيلم الفائز “12 Years a Slave ” هي رائعة سكورسيزي المجنونة The Wolf of Wall Street وفيلم “سبايك جونز” الفائز بأفضل نص أصلي Her ودراما الكسندر باين الطريفة Nebraska إلا أنني كنت سجلت توقعي في حصول فيلم المخرج المثير للجدل بموضوعاته ستيف ماكوين “اثنا عشر عامًا من العبودية” كونه الفيلم الأقرب لمواصفات الفيلم الأوسكاري بموضوعه وملحميته ولم يكن خافيًا ذلك الحس العام بتتويج الفيلم في منافسة حادة مع فيلم الفضاء ذي الصورة المذهلة Gravity والذي اكتفى بجائزة مستحقة هي “الإخراج” للمخرج المكسيكي البارع بنجاحات فيلمية سابقة “الفونسو كوران” بجانب جوائز تقنية أخرى في التصوير والصوت والتحرير والمؤثرات. وفي النهاية فقد كان فيلم “ستيف ماكوين” جيدًا للغاية، ومؤثرًا في موضوعه وقصته ولا يمكن الامتعاض من فوزه مطلقًا.

لكن ما يمكنني على الأقل الامتعاض منه هو عدم دخول بعض الأفلام لسباق الترشيح ابتداء رغم تفوقها على كثير من الأفلام المرشحة، وبالرغم من عودة ترشيح عشرة أفلام لجائزة أفضل فيلم في السنوات الأخيرة إلا أن الأكاديمية اكتفت بترشيح تسعة أفلام فقط، ولم ترَ المقعد العاشر مستحقًا لبعض الروائع التي شاهدناها عام 2013 وعلى رأسها الفيلم الذي أراه الأفضل أمريكيا خلال هذا العام، وهو تحفة الإخوة كوين الأخيرة المرشحة لأوسكار أفضل تصوير Inside Llewyn Davis والذي يحكي قصة أسبوع من المعاناة مابين مفارقات الأحداث والمواقف الطريفة والشخصيات الغريبة التي تواجه مغنيًا شعبيا في الستينات يبحث عن النجاح يرويها الإخوة كوين بسحرهم الخاص والفريد في انتزاع الدهشة من المشاهدين ومنحهم الكثير من المتعة.

ثم هناك الجزء الثالث والأخير الذي يواصل فيه المخرج “ريتشارد لينكلاتر” إبداعه في النص ورسم الشخصيات مع قصة جيسي “إيثان هاوك” وسيلين “جولي ديلبي” في Before Midnight وارتباطهما بعد أن شهدنا انطلاقة رائعة مع الجزء الأول عام 1995 في أول لقاء ما بين الشاب الأمريكي الكاتب “جيسي” والفتاة الفرنسية الجميلة “سيلين” حينما يلتقيان في أحد القطارات في أوروبا، ويقضيان ليلة وحيدة معًا في فيينا في Before Sunrise قبل أن يعود المخرج “لينكلاتر” عام 2004 ليجمعها بعد تسع سنوات في فرنسا حين جولة الكاتب “جيسي” للتعريف بكتابه الجديد في فيلم Before Sunset ثم يعود مرة أخرى وبعد تسع سنوات أيضًا ليقدم هذا الجزء الثالث مشاركًا أيضًا النجمين “إيثان وجولي” كتابة هذا الفيلم بعد أن عاشا شخصيتيهما خلال عقدين. فيما يجدر الإشارة إلى أن الفيلم كان قد حل سباق الترشيح عبر أوسكار أفضل نص مقتبس، والتي حصل عليها فيلم اثنا عشر عامًا من العبودية.

أما الفيلم الثالث والذي أضعه ضمن قائمة أفضل أفلام 2013، والتي لم ترشح للأوسكار فهو فيلم المخرج “نواه بامباتش”، والذي سبق وأن رشح لأوسكار أفضل نص أصلي عن فيلمه “الدراما الكوميدية الجيدة” عام 2005 The Squid and the Whale قبل أن يحقق –برأيي- إنجازه الأفضل كتابة وإخراجًا عبر فيلمه الأخير هذا Frances Ha والذي يحكي قصة فتاة غير مستقرة – أدت دورها براعة الممثلة “غريتا غيرويغ” والتي كانت هي الأخرى تستحق ترشيحًا أوسكاريًا، حيث تؤدي شخصية فتاة بشخصية غريبة وجذابة ومفعمة بحياة منطلقة تعاني أكثر من مشكلة في وقت واحد، ما بين ابتعاد صديقتها المقربة والبحث عن سكن وعمل وتعثرها في هوايتها المفضلة كراقصة باليه. بالرغم من أن شهرة الفيلم وتوسع عرضه خلال عام 2013 إلا أن بدايات عرض الفيلم كانت سبتمبر 2012 وطاف العديد من المهرجانات السينمائية الشهيرة، وحقق جوائز عدة خاصة للممثلة “غريتا” والتي رشحت أيضا كأفضل ممثلة عن فيلم كوميدي أو موسيقي في جوائز الغولدن غلوب الأخيرة.

وأخيرًا فإن هذا الحديث العابر كان فيما يخص الأفلام الأمريكية في ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم، حيث إن هناك حديثًا سيكون أكثر إثارة حينما نتطرق لجائزة أفضل فيلم أجنبي، والأفلام التي ترشحت، وتلك الأفلام التي لم تذكر مطلقًا، فيما كان لها صدى واسعًا في محافل سينمائية أخرى كالفيلم الفرنسي الحائز على سعفة كان الأخيرة Blue Is the Warmest Color للمخرج التونسي الأصل عبداللطيف كشيش.

*من فهد الأسطاء

ناقد سينمائي ومحرر الصفحة السينمائية في جريدة الشرق الاوسط من 2004 الى 2009. رئيس مجموعة تلاشي السينمائية ومدير موقع سينمانا وعضو مؤسس لموقع سينماك
More Posts