آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-04:37م

اليمن في الصحافة


اليمن: مغامرة شبابية لاكتشاف هضبة عدن والدروب السبعة

الأربعاء - 12 فبراير 2014 - 06:33 م بتوقيت عدن

اليمن: مغامرة شبابية لاكتشاف هضبة عدن والدروب السبعة
مغامرة شبابية لاكتشاف هضبة عدن والدروب السبعة - المصريون

عدن(عدن الغد)المصريون

 يقول الشاب جلال هيكل (20 عاما) إن الرحلة التي قام بها مع عشرات من النشطاء الشباب في مدينة عدن إلى النصف الآخر غير المأهول من جبل شمسان 'كانت مثيرة وممتعة'. ويضيف: 'كنت أتطلع للقيام بهذه الرحلة منذ مدة'.

وهذه هي المرة الأولى التي يصعد فيها أكثر من 140 شابا لسبر أغوار جبل شمسان وهضبته، على ارتفاع 500 متر، والدروب السبعة التي يحتضنها الجبل، وتربط بين حصون ومعابد أثرية تطل على واد يشق الهضبة نحو البحر.

وشهدت الأعوام الثلاثة الماضية تنظيم رحلات صغيرة، استغلت ارتخاء القبضة الأمنية، وقبل ذلك كان آخرون يتعرضون في رحلات متفرقة لإطلاق نار من جنود في ثكنات عسكرية مرتفعة تطل على البلدة القديمة 'كريتر'.

وأطلق اسم 'كريتر'، ويعني بالعربية 'الفوهة'، على البلدة القديمة في العهد البريطاني لوقوعها في فوهة بركان جبل 'شمسان' الخامد. ومن غير الواضح أسباب تسمية الجبل بهذا الاسم، لكن حرفي الألف والنون يحلان محل 'أل التعريف' في بعض اللهجات المحلية القديمة، بما يعني أن الجبل اسمه 'جبل الشمس'.

ثقافة تاريخية وجيولوجية

وشمل خط سيرة القافلة برج الصمت، مهلكة الفرس، كهوف البوميس، مستجمع البوميس، الدروب السبعة، والقلعة التركية في أعلى قمة للجبل.

وفي مراحل متفرقة من الرحلة إلى الأعلى، تحلق عشرات الشباب حول الخبير الجيولوجي معروف عقبة للاستماع لمحاضرات قصيرة عن أهمية الجبل والهضبة وما يكتنزانه من معالم وآثار، بينها 'كهوف البوميس' التي قال إنها 'كهوف لحجر الخفاف وتمثل نظاماً منجمياً راقياً لاستخراج خلطة الملاط التي تعد رابطة لوحدات البناء في كل المنشآت الأثرية القديمة في عدن، كالصهاريج والقلاع والحصون، وهي خلطة تماثل خلطة الأسمنت البوزلاني التي ابتكرها الرومان وتفوقها كفاءة'، وأضاف: 'إذا كان لدىلفراعنة سر التحنيط فلدينا سر البوميس'.

وفي الطريق مرت القافلة على 'مهلكة الفرس' وهي مبنى أثري قديم يعود لأتباع الديانة الزرادشتية ويقع في أكمة برج الصمت في الجزء الشمالي الشرقي من هضبة عدن، وكان يستعمل لتجفيف جثث الموتى في طقوس خاصة.

والتقط المشاركون في القافلة صوراً تذكارية فوق أحد الدروب السبعةن وهي سدود قديمة تحتفظ بشكلها المعماري القديم، وقال عقبة إنها 'تؤدي دورها الوظيفي في السيطرة على مياه السيول الناتجة عن هطول الأمطار في أعالي الهضبة'، وأشار إلى مساعٍ حكومية 'لتغييرها وتغيير وظيفتها وطمس نمطها والدور الوظيفي، بعد أن تم تغيير خمسة من الدروب بالفعل وتحويلها من حواجز سيطرة إلى سدود تخزينية، وهذا مغاير لطبيعة الوظيفة في منظومة السيطرة والتصريف لمياه الأمطار في مدينة عدن التي بناها الأجداد'.

إيقاعات جديدة

واجتذبت الدعوة إلى الرحلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مهتمين في مجال الرحلات الاستكشافية، ومصورين محترفين، وعددا من هواة اقتناء الصخور والمخلفات البركانية وعازفين ونجوم محليين.

وقال المصوّر علاء السيد: 'كان لزاماً أن تكون قمة جبل شمسان من أهم الأماكن التي تجب زيارتها والتقاط الصور من الأعلى'. ويضيف: 'عندما علمت بالرحلة كنت من أول المسجلين في القائمة، ومن أكثر المتشوقين للوصول إلى القمة، خصوصا أنني سأصعد إلى هناك للمرة الأولى، وسألتقط صوراً من زوايا جديدة'.

وتخللت الخط الزمني للرحلة وصلات موسيقية وأغانٍ عربية وغربية أداها مغنون وعازفون أحضروا معهم آلات موسيقية للترفيه، وتحلق حولهم مستمعون شاركوا في ترديد كلمات الأغاني وصناعة إيقاعات خاصة بالتصفيق المنظم.

لوحة بشرية لعدن

وبدأت الدعوة إلى الرحلة، التي تبناها منتدى 'عدن أجين'، قبل أسبوع من انطلاقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وسجل الراغبون في المشاركة أسماءهم لضمان تحقيق رقم قياسي ومناسب في عدد المسجلين.

ورافق القافلة عنصرا تمريض من 'الهلال الأحمر' لضمان توفير رعاية صحية للمشاركين، وقال منسق الرحلة الشاب مازن شريف إن أحداً لم يصب بشيء خلال الرحلة 'باستثناء شد عضلي أصيب به أحد المشاركين'. وأضاف: 'هذه أول مرة يشارك هذا العدد الاستثنائي في رحلة جماعية. حققنا هدفاً هو كسب أكبر قدر ممكن من المعرفة، إلى جانب قدر واسع من المرح والمغامرة، وكتبنا اسم عدن بلوحة بشرية شارك فيها نحو 100 شاب لأول مرة، وعلى هذا الارتفاع'.

*من أنيس البارق