فضل أغلب لاعبي المنتخب الجزائري المحترفين في أوروبا تغيير الأجواء مستغلين فتح أبواب الانتقالات الشتوية من اجل التخلص من متاعب دكة الاحتياط التي لازموها طوال مطلع الموسم في وقت كانوا بحاجة ماسة للعب بانتظام مع أنديتهم لتعزيز فرصهم في المشاركة ضمن صفوف الخضر في نهائيات كأس العالم الصيف المقبل بالبرازيل خاصة ان الناخب الوطني البوسني وحيد خليلوزيدش توعد غير الجاهزين بالإبعاد عن لائحة الـ 23 لاعباً .
وتعكس كثرة انتقالات لاعبي الخضر في أوروبا و تداولهم مع حلول كل سوق الصعوبات الجمة التي يجدونها مع أنديتهم لأسباب تبقى في بعض الأحيان أسباباً غير مفهومة.
و عرف اليوم الأخير تحركات جزائرية مكثفة للظفر بعقد لصاحبه بإيجاد نادٍ يضمن له فرصة اللعب ضمن التشكيل الأساسي مع وجود تحفيز معنوي يساعده على تحقيق ذلك ، لذلك اختار غالبيتهم الانتقال إلى أندية تصارع من اجل البقاء ضمن النخبة أو أندية تبحث الصعود و العودة إلى الأضواء .
و في ظل شح العروض المالية و تراجع مستواهم فضل كوادر الخضر الانتقال بنظام الإعارة الذي يساعدهم على إتخاذ قراراً أفضل في نهاية الموسم خاصة في حال التألق.
و عرف ميركاتو جزائريي أوروبا هجرة كبيرة نحو الدوري الإيطالي بعد تجارب فاشلة في إسبانيا ، و هي بطولة أصبحت تناسبهم خاصة مع الأندية التي تتواجد وسط الترتيب و لو أن ذلك أصبح خيار عربياً و ليس جزائرياً فقط .
و في وقت حسم العديد من المحاربين أمرهم منذ مدة فإن آخرون بقي مصيرهم معلقاً حتى الساعات الأخيرة التي سبقت إغلاق باب الانتقالات الشتوية ، و كان بالإمكان استمرار معاناتهم في ظل تشدد الأندية و رفضها المغامرة بلاعبين غير جاهزين.
هجرة كبيرة إلى إيطاليا
ففي إيطاليا انتظر المهاجم اسحاق بلفوضيل حتى اليوم الأخير من السوق لينهي مسلسلاً مكسيكياً طال انتظار حلقته الأخيرة والتي جاءت عكس جميع التوقعات التي حاولت التقارير الإعلامية التنبؤ بها ، فبعدما كان مرشحا بقوة لمغادرة ناديه إنتر ميلانو للعب خارج إيطاليا و وتحديداً بالانتقال للعب في الدوري الإنكليزي بعدما تقدمت له عرضين من ناديي ويست هام و كوينز بارك رينجرز الإنكليزيان فاجأ الجميع ووافق على عرض إعارة حتى يونيو قيمته 400 الف يورو فقط لينتقل بموجبهإالى نادي ليفورنو الإيطالي الذي يقاتل من اجل تفادي الهبوط لدوري الدرجة الثانية .
وتعقدت مأمورية بلفوضيل بسبب فشله في نيل ثقة المدرب الإيطالي والتر ماتزاري طيلة مرحلة الذهاب فضلا عن تواجده على ذمة ناديي بارما و الإنتر، حيث سيبدأ و بلفوضيل اللعب في ليفورنو بجانب مواطنه المدافع جمال الدين مصباح الذي يواصل تقهقهره مع نهاية كل ميركاتو، فبعدما كان في ميلان قبل سنتين غادره نحو بارما و قبل أن يلجأ هو الآخر بالانتقال إلى ليفورنو معاراً على أمل استرجاع مستواه قبل المونديال.
وفضل متوسط الميدان حسن يبدة العودة إلى أجواء الكالتشيو من بوابة اودينيزي معاراً ، بعدما فضل مغادرة غرناطة الإسباني بعد معاناته من إصابة في الركبة حرمته من خوض أغلب مباريات الليغا .
و يأمل يبدة ان يكرر تجربته الايطالية الناجحة بعدما سبق له أن تألق هناك موسم 2010-2011 مع نادي نابولي حيث ساهم مع كافاني و هامسيك في انتزاع بطاقة التأهل لدوري أبطال أوروبا رغم انه خاض تلك التجربة معاراً فقط من بنفيكا البرتغالي.
و انضم المدافع فوزي غلام إلى كتيبة محاربي الكالتشيو بعدما انتقل إلى نابولي قادماً إليه من سانت ايتيان الفرنسي بعقد يمتد حتى يونيو 2018 مقابل أكثر من خمسة ملايين يورو ، و هي أفضل صفقة جزائرية في الميركاتو الشتوي المنقضي و جاءت بعد تألق اللاعب غلام في الدوري الفرنسي منذ موسمين و أيضاً مع المنتخب حيث حجز لنفسه مكانا أساسياً .
انتدابات متنوعة في إنكلترا وإسبانيا وفرنسا
و اضطر المهاجم المثير للجدل رفيق جبور إلى مغادرة سيفاس سبور التركي بعد أشهر قليلة من انتقاله إليه كشفت صعوبة اندماجه مما جعله يخشى تفويت الفرصة على نفسه لمرافقة المحاربين إلى البرازيل فاختار الانضمام إلى نوتينغهام فوريست الإنكليزي والذي يلعب له مواطنه جمال عبدون وهو النادي الذي ينافس للصعود إلى الدوري الممتاز في إنكلترا .
و كان الظهير الأيمن ياسين كادامورو قد أعلن مبكراً عن مغادرته لنادي ريال سوسيداد الإسباني الذي لم يعد مدربه يعتمد عليه إلا نادراً منذ تعرضه للإصابة ، حيث أختار ياسين البقاء في الليغا بالانضمام إلى ريال مايوركا الذي يكافح للبقاء في دوري الأضواء الإسبانية ، وهو ما سيساعده على رفع نسبة جاهزيته ، شأنه في ذلك شأن المدافع المحوري كارل مجاني الذي منيت تجربته اليونانية ضمن نادي اولمبياكوس بالفشل و اضطر للعودة إلى الدوري الفرنسي الذي يعرفه جيداً بعد ستة أشهر فقط حيث وقع لنادي فالنسيان ، وهو الفريق الذي يناسب إمكانياته الفنية و البدنية حيث يمتلك افضلية في اللعب مع التشكيل الأساسي.
و عكس هؤلاء فضل كل من مدحي لحسن و نبيل غيلاس البقاء مع فريقيهما ، فالأول يلعب ضمن خيتافي الإسباني و الثاني مع بورتو البرتغالي رغم أنهما لم يلعباً كثيراً في المرحلة الأولى من الموسم الحالي ، وبحسب تقارير إعلامية فإن القرار اتخذ بعدما حصلا على ضمانات من مدربيهما بلعب مباريات أكثر .
و برأي متابعين لشؤون محترفي الجزائر فانهم نجحوا في كسب معركة السوق بتغييرهم و حصولهم على فرصة آخرى للعب في مونديال البرازيل ، و تبقى تنتظرهم معركة الميدان التي تحتاج لنفس طويل وتضحية كبيرة خاصة ان الكثير منهم بلغوا سن الثلاثين و فرصتهم في خوض مونديال آخر تبدو ضعيفة .
و ارتاح المدرب خليلوزديش لهذه الانتقالات لأنها ستساعده على ضمان الاستقرار و الاحتفاظ بجل العناصر التي صنعت التأهل للنهائيات و تفادي التغيير الاضطراري الذي ينبذه أغلب مدربي المنتخبات المتأهلة بسبب ضيق الوقت.
