آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

أدب وثقافة


الثور الولهان

الأحد - 26 يناير 2014 - 03:39 م بتوقيت عدن

الثور الولهان

عدن ((عدن الغد)) خاص:

كتب / م. جمال باهرمز  

 

كان ياما كان ..هناك دولتان

الاولى بأعلى الوادي

والثانية بأسفله في أجمل الوديان

لشعبان متجاوران متحابان

الاولى ابتلت من الله بحكام من ذئاب

عباقرة في اللف والدوران

والثانية يحكمها مجموعة من الثيران

اذكاها زعيمها المسمى

الثور الولهان

يتغنى بالوحدة ومن اجلها يعزف اجمل الالحان

طلب الذئب يوما توحيد الاوطان

واسرد بحماسة العربان

فلنوحد شعبينا ونجعل افراحنا تزدان

ونتعايش في وطن واحد مثل الاخوان

وبدا يخطب في الملا فرحان

لقد كسب شعبينا الرهان

وأصبح لنا دوله

وعلم واحد يرفرف في كل مكان

كان الذئب في التمثيل فنان

واعطى للثور الوجه الجميل والامان

ثورنا الولهان غبي في السياسة

واخطأ حين قرا وجوه الخلق بالفراسة

ولم يعتمد على النصح والمنطق والدراسة

وطبعه عنيد ولم يقرا ذاكرة الزمان

كيف يؤمن الذئب حين سلمه أجمل الاوطان

وصار ما خطط له وما كان

وانتشرت الذئاب في دولة الثيران كالسرطان

وصودرت المزارع

وبيعت المصانع

وسرح كل عامله وعامل

وجن البعض وهو عاقل

وهاج ثورنا الولهان

وغضب وهرب وانسحب الى مربع النسيان

وامسى الحلم جحيما وهوان

احالوا الوطن الى جيفة للديدان

وعلى جثث الضحايا تنعق وتتجمع الاف الغربان

وانقلب النور ظلام والفسحة زحام والبراءة انتقام

تغربت في اوطانها الثيران

وشعبه يعد اثار الرصاص في الاجسام وفي المنازل

وأصبح البكاء اللحن الوحيد

بل لحن الحياة الجديد

واطول الالحان

تغيرت في بلاده الاسماء والمشاعر والالوان

وتغير الزمان

وتاه الطريق عن المكان

وصار حزينا وحيدا بلا ملك ولا صولجان

وشعبه يئن كل لحظه بحزن

تلبسته الاحزان

مضرجا بدمائه مثقلا بهمومه

يتنفس قنابل الدخان

البحر من خلفه

والذئاب تتجه كل يوم بإشكال جديده نحوه

شعبا اعزل على الشطان

تتحرك نحوه جحافل العبيد

لتشرب الدم والقتل تريد

حين افتى عالمهم الشيطان

شعبا لديه من الهموم

المستجدة في كل ليله ويوم

ما يبكي الحيطان

  لا يفارقه الحزن كظله كانه اولاده واهله

وأصبح بسببه في ارضه

مذلا مهان

  هذا ما كتبه لشعبك الرحمن

فأدعو الرحمن بالرحمة والغفران

ولأتسأل يوما ذئبا جيعان

عن الحق والعدل و ما جاء به القران

فالذئب الجائع سعران

وعقله يسيره شيئان

اولها مخالب ولسان

وثانيها انياب واسنان

لاتعرف معروفا وعرفان

وتجازي الاحسان بالخذلان والنكران

وكلامك عندها بهتان

وحقوقك خليك في المنزل  احسن لك زعلان

وافعالك انت الغلطان

وحياتك في قصة كان

واحد اثنان

فجر غضبك كالبركان

وازرعه في الاركان

واطلب عودة كل ماكان

اعطني الحق والعدل

واعطني بلادي

وخليك انسان