تفردت مدينة عدن بالعديد من العادات الشعبية التي لازمتها على ممر السنين، وحيال ذلك استطاع المخرج الشاب عبدالرحيم الميوني أن يسلط الضوء على ما يدور من أحاديث ومراسيم يومية في مقاهي عدن العتيقة، حيث أطلق مؤخرا فيلمه الوثائقي (شاي ملبن) ليشاركه في الإخراج رضوان فارع، وتكفل حسام عرب بالتصوير، ليتقاسم مهمة المونتاج عبدالله بابكر و أيمن السقاف.
وأوضح الميوني أنه تم تصوير الفيلم في عام 2011 وشارك به في مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية، وتأهل الفيلم للمرحلة الثانية ثم تعثر حظه في مواصلة النجاح للنهائيات، إلا أن التجربة كانت جيدة ومفيدة على حد قوله، مشيرا إلى أن مضمون الفيلم يحكي عن بعض مقاهي عدن القديمة، ليبرز تجمع الناس حول كأس الشاي على اختلاف انتماءاتهم السياسية والثقافية والرياضية، واحتدام الحيث بينهم في مختلف شئون الحياة.
وتخلل الفيلم فقرة عن كيفية صناعة الشاي الملبن أو الشاهي "العدني" الذي اشتهرت به مقاهي مدينة عدن. بينما أشار الميوني أن ظهور الحاج محمد صالح او المعروف بالمزماز شكل إضافة قوية للفيلم بإدخاله جو المرح والموسيقى هو يعتبر من أول مؤسسي فرقة الليوة الشعبية في عدن، وساهم في حفاظ التراث الشعبي للمدينة، وكان له دورة رئيسي في الفيلم حيث قام بتقديم بعض الأغاني الشعبية العريقة بالإضافة إلى تأليفه مجموعة من الأغاني الحصرية للفيلم.
يذكر أن مقهى الشجرة بالشيخ عثمان كان المكان الرئيسي للتصوير وهو يعتبر من أقدم المقاهي العدنية إذ تجاوز عمره الـ 100 عام، ويقال أنه أول مقهى أدخل الراديو في شبه الجزيرة العربية، وساهم في نشر الموسيقى العربية، وكان الناس يجتمعون في المقهى ويستمعون لأنواع الموسيقى المختلفة إلى هذا الوقت.
*من علاء مولى الدويلة
