آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-01:11ص

أخبار وتقارير


إلى وزارة الصحة.. مناطق مديرية لودر في مرمى نيران الأمراض

الإثنين - 06 يناير 2014 - 04:12 م بتوقيت عدن

إلى وزارة الصحة.. مناطق مديرية لودر في مرمى نيران الأمراض
مستشفى لودر - عدن الغد

لودر ((عدن الغد)) خاص

تقرير – فهد البرشاء

ما أن حط الشتاء رحالة في مناطق مديرية لودر والذي يتسم بالجفاف والبرودة الشديدة حتى بدأت العيادات والمستوصفات الصحية تعج بالمرضى بمختلف الأعمار والأشكال , ومن مختلف المناطق التي يقع معظم سكانها تحت خط الفقر..

أينما يممت وجهك تشاهدهم فرادى وجماعات,راجلين , راكبين , كلا يحمل  همه والمه, ويحمل المه أبنه أو أبنته أو زوجته أو قريبه,,البعض بالكاد تحمل أقدامه التي تتعثر بين الفينة والأخرى, والبعض يسانده الآخرين دون أن تخلو خطواته من الترنح والسقوط,والبعض الآخر يأتون به حملا على الأكتاف والأعناق..

تعج بهم العيادات وتتزاحم بهم الأسرة البعض منهم لا تدري أهو حيا أو ميت, والبعض يشق الكون الفسيح بآهاته وأنينه, والبعض الآخر ينوح حوله أهله وذويه..

أمراض..اوبئة..أسقام.. أنتهكت الكل دون إستثناء , صغار وكبار..لاتفرق الأوبئة والأمراض التي أتت بها (برودة) الشتاء بينهم فلا ترحم شيخا كبير أو طفلا صغير, وما أن تستسيم بالجسد حتى تشد وثاقها حولها وتنهكه وتسيطر عليها..

فقدان للشهية, برودة شديدة, حمى تتنقل بين الداخل والخارج,صداع, الالام في المعدة,إنهاك شديد,كلها أعراض تصيب المرضى وتتشابه إلى حد كبير فيما بينهم,إلا تفتك بالبعض وتهتك قدسية أجسادهم فلايسطيعون مقاومتها أو مجابهة مدها الذي يضرب بقوة الإعصار ويجرف كالتيار..

 

مصادر طبية في مديرية لودر قالت أن حالات كثيرة كشفتها المعاينات للمرضى تتشابه في أعراضها إلا أنها تختلف من شخص لأخر من حيث مقاومة الجسد لها ومن حيث إصابتها للوظائف الحيوية في جسد المريض..

وأكدت ان معظم تلك الحالات التي كشفت هي (حمى فيروسية) تصيب جهاز المناعة لدى المريض وتنهكه تماما فلا يستطيع الخلاص منها أو مقاومتها..

كما كشفت أن بعض المرضى بعد التحاليل المخبرية لهم ومعاينة حالاتهم ظهر لديهم أعراض حمى (الضنك) التي أثبتتها التحاليل المخبرية وكذلك الأعراض التي يشكوا منها المريض..

 

 

 

 

حمى الضنك وأمراض الكبد الفيروسية

يقول الدكتور / أحمد عمير احد الأطباء في مستشفى لودر أن هناك أمراض فيروسية منتشرة في المنطقة مثل حمى (الضنك) وأمراض الكبد الفيروسية خاصة الــ(HAV) و(HBV) وأمراض الحصبة وغيرها من الأمراض الفيروسية..

وأردف بالقول : إلا أن الأكثر إنتشارا في هذه الأيام هي أعراض حمى(الضنك) والتي أثبتها الفحوصات المخبرية وكذلك الأعراض التي يشكوا منها المريض والتي تتمثل في ( زكام – حمى شديدة – صداع في الرأس – الم خلف العينين – أوجاع شديده في العظام )

وأرجع الدكتور/ عمير سبب إنتشار هذه الأمراض والفيروسات إلى عدم مكافحة العنصر الناقل لهذا المرض وهو البعوض وعدم توفر مصارف لمياة الصرف الصحي للمياة, وكذلك المياة الراكدة والمكشوفة,إضف إلى ذلك عدم وجود الوقاية للعامل الصحي وخاصة عمال المختبر والإطباء وغيرهم..

الأوبئة منتشرة

الدكتور/ صالح الطلي – مالك أحد العيادات الطبية في مدينة العين يؤكد ماسلف للدكتور/ عمير عن إنتشار  الأوبئة في مناطق مديرية لودر والتي ظهرت في الكثير من المرضى المرتادين لعيادته الطبية حيث قال: لاحظنا من بداية فصل الشتاء إنتشار الكثير الأمراض والأوبئة التي يعاني منها المرضى في مختلف المناطق والتي ظهرت جليا على ملامحهم وكشفت عنها الفحوصات المخبرية ومن تلك الحالات ( الإسهال الشديد وعددها 70 حاله – وإلتهاب الجهاز التنفسي العلوي وعددها120 حاله – والتهاب الجهاز التنفسي السفلي وعددها15حال)..

إضف إلى ذلك حالات مشتبهه (لحمى الضنك) والتي تم إحالتها إلى عدن للتأكد منها وتفاديا لانتشارها بين المواطنين..

ويضيف الطلي: نحن من خلال توافد المرضى علينا نلاحظ إنتشار غير طبيعي للأوبئة منذ بدايات فصل الشتاء مما يدل على أن الفيروسات والأوبئة منتشرة بشكل ملفت ومخيف وإلا لما وجدت الكثير من الحالات المرضية التي ما أن تصيب الشخص حتى تفقده المناعة والشهية وتصيبه بأعياء شديد لا يستطيع مقاومته..

ثم يردف : بالإضافة إلى ماذكر سلفا من الأمراض فهناك حالات نزلات برد شديد تجاوزت الــ170 حالة , كما ظهرت حالات (التيفوئيد) والتي بلغت (10)حالات..

ويكمل حديثه : والأدهى من هذا وذاك ظهور حالات سرطان حيث توفي منها البعض ولايزال البعض على قيد الحياة..

ويرى الدكتور الطلي أن من أسباب إنتشار هذه الأمراض هو الأطعمة المكشوفة – والمعلبات – والحليب المصنع – والميادة الغير صالحة للشرب -)) وأشياء أخرى لايتسع المقام لذكرها..

صحة لودر .. دعم الوزارة مطلوب

مكتب الصحة بالمديرية أردنا منه أن يدلي بدلوه في هذا الموضوع وأن يضع النقاط على الحروف حيال تلك الأمراض والأوبئة التي أنتشرت في المديرية كالنار في الهشيم فكان حديثه كالتالي: ـ

أولا دعني أوجه رساله للمواطنين أحمل فيها نصائح لهم لتجنب مثل هذه الأوبئة والأمراض المعدية أهمها (النظافة الشخصية وغسل الأيدي بعد أستخدام دورة المياة التي غالبا ماتاتي منها الأوبئة والطفيليات والجراثيم – كذلك التخلص من مخلفات الحيوانات بعيدا عن المنازل  ومصادر المياة)

وعن دور المكتب تجاه هذه الأمراض قال : فيما يتعلق بوضع المديرية في هذا الجانب فيوجد لدينا مركز للترصد الوبائي لأكتشاف مثل تلك الامراض مبكرا , من خلال إرسال عينات لأي مرض وفي حال تم إكتشاف الوباء نقوم بعمل اللأزم وفق إمكانياتنا المتواضعه..

ويضيف : ولكن ستظل محاولاتنا وجهودنا محصورة جدا لان إمكانياتنا كما أسلفت بسيطه ولهذا فدور الوزارة مطلوب وضروري في مثل هذه الحالات والظروف كي نجنب المنطقة إنتشار هذه الأوبئة ونحصرها ونجنب المواطنين أضرارها..

 

خاتمة

إذن الكل يؤكد أن المنطقة موبوءة وأن الأمراض التي أنتشرت في هذا الشهر ليست سحابة شتوية بل هي فيروسات جعلت من أبناء مناطق لودر الهدف والمنال وإذا لم تتدخل الجهات المعنية وتساند المديرية واهلها فحتما ستنتشر هذه الأمراض والفيروسات وربما يتوسع نطاق غزوها وتهلك الكل..