بات من الضروري الآن أن تضع الحكومة في جدول أعمالها مسألة توزيع الكمامات بصورة عاجلة لمواطني ما تسمى بالعاصمة الاقتصادية والتجارية والمنطقة الحرة – عدن- للوقاية من الروائح السامة المنبعثة من تفجير شبكة المجاري وانتشار القمامة التي لم تستطيع الجهات المسئولة محاصرتها , رغم رفع أعمال مضافة إضرابهم ..
كما بات من الضروري أيضاً ان تعلن الحكومة أن عدن مدينة منكوبة اقتصادياً وبيئياً معاً .. أحد الخبثاء علق على ما آلت إليه عدن من إهمال يعود إلى سياسة حكيمة تتبعها القيادة لإغراق المواطنين بالهموم والمعاناة والغلاء وأزمة المشتقات النفطية والانفلات الأمني وقطع الطرقات وإطلاق الأعيرة النارية وروائح القمامة والمجاري ومناظرها المقززة .. على أية حال وضعية عدن , أصبحت لا تطاق والجهات المسئولة بالمدينة في سبات عميق وكأن مدينة عدن أصبحت من جزر الواق الواق .. صحيفة عدن الغد سلطت الضوء حول الوضعية التي وصلت إليها المدينة عدن السلام وإليكم ما في السطور :
استطلاع الخضر عبد الله محمد
** المدينة وسيادة الفوضى **
تحدث المواطن أحمد عبده دعبوش فقال : ( لم يسبق لأي شخص إطلاقاً وفي تاريخ عدن أن شاهد ما شاهدناها من نفايات وقاذورات والشوارع مليئة فيها , في المناطق السكنية والمؤهلة بالسكان لم يسبق في تاريخ هذه المدينة الباسلة أن أغلقت شوارعها وطرقها الرئيسية من قبل مجموعة ليس لهم إلا ولا ذمة , وأصبحت مسار حركة المرور تتجه غير تلك الشوارع بل سلكت طرق فرعية بين الاحياء والأزقة , لم يكن يوجد في تاريخ عدن أن حدث أي تأخير في رواتب العاملين المدنيين لا أيام ولا أسابيع حتى وصل التأخير في دفع أجور مستحقات أصغر درجة من العاملين من موظفي النظافة الأمر الذي يعتبر فوق وراء الخيال أو التصور .. التجاهل الكلي لأنظمة البلدية من قبل صغار التجار وبنائي المنازل الذين يحتلون ممرات المشاة دونما تمييز وقبول السلطة بهذه المخالفة أضراراً بسلامة الجمهور مما يسبب في إفساد وتشويه مظهر المدينة الأمر الذي يتعذر تفسيره .
وأضاف دعبوش : ( وكذا لم يسبق في تاريخ عدن موقف الإهمال البالغ من قبل العاملين والمدراء في القطاع العام أثناء ساعات الدوام وكذلك التأخير في الحضور والغياب عن العمل دون مبالاة بالنتائج وقد وصل إلى حالة مزعجة ومروعة ومثيرة للإشمئزاز .
** نظافة المدينة ودور المواطن و عامل النظافة معاً **
تحدث الأستاذ رشاد سعيد المقبلي قائلاً :
لم نشعر يوماً بأهمية ( عامل النظافة) إلا في بضعة أسابيع سابقة حين لم يستطع أن يؤدي مهمته لأسباب نعرفها جميعاً . وتأكدنا على مدى الأشهر القليلة التي مضت أنه ( العامل) الأهم في حياة مدينتنا ونظافة بيئتنا لابل أن الحياة بدونه في ا لمدن لاتطاق فأكوام القمامة تفسد كل شيء وتغطي روائحها وآثارها السلبية على كل مايحيط بنا .. ورغم أن عمال النظافة عادوا الى عملهم في ترحيل القمامة المتراكمة على مدى أيام وأسابيع إلا أن حال الشوارع وبعض الأحياء لايزال يفتقد للكثير من النظافة ..
وهنا علينا أن نعترف أن نظافة شوارعنا وبيئتنا مسؤولية مشتركة بين المواطن وعامل النظافة ، فنحن كقاطنين في هذا الشارع أو ذاك سنظل نعيش هاجس النظافة إن لم نبادر بأنفسنا بالاهتمام بهذه المسألة ..
إضافة الى حض الآخرين على التعاون وتعليم أولادنا كيف يهتمون بنظافة أنفسهم ونظافة ماحولهم. وفي العودة الى ماحدث قبل بضعة أسابيع نرى ضرورة لشد الهمة ورفع وتائر العمل لدى عمال النظافة لاعادة الألق والبهاء لمدينتنا هذا الأمر الذي افتقدناه بفعل الأحداث والظروف التي حالت دون ترحيل القمامة على مدى هذه الأسابيع .
نأمل أن تظل مدينتنا نظيفة وأن نكون جميعنا عوناً لهؤلاء العمال الذي خاطر بعضهم بحياته من أجل نظافة المدينة .. وأخيراً وكما يقال :( كلما كان الثوب شديد البياض كلما كانت الاوساخ شاهدة للعيان .. فلنحافظ على بياض ثوب مدينتنا )