آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-03:07م

أخبار وتقارير


هل يتمكن هادي من احداث التغيير المنشود؟‎

الأربعاء - 22 فبراير 2012 - 11:13 م بتوقيت عدن

هل يتمكن هادي من احداث التغيير المنشود؟‎
السؤال المطروح الان: هل يستطيع هادي ان يجلب التغيير الذي ينشده اليمنيون و الذي ضحى من اجله البعض بأرواحهم خلال عام من الاحتجاجات

عن صحيفة : كريستيان ساينس مونيتور بقلم توم بيتر

بعد مضي عام من الاضطرابات، توجه اليمنيون يوم الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع ليكلل المتظاهرون بنجاح مطلبهم الذي طال انتظاره والمتمثل في الإطاحة بعلي عبدالله صالح من منصبه في انتخابات غير تنافسية، منح الشعب ختم الموافقة لنائب الرئيس عبدربه منصور هادي كزعيم جديد للبلاد.

 

قد لا تكون انتخابات المرشح الوحيد هي النموذج الساطع للديمقراطية، لكنها تشكل لحظة تغيير تاريخية للشعب المحاصر، تلك اللحظة التي يأمل الكثير من اليمنيين ان تمهد الطريق لمجتمع أكثر انفتاحا و أكثر ديمقراطية.

 

و السؤال المطروح الان: هل يستطيع هادي ان يجلب التغيير الذي ينشده اليمنيون و الذي ضحى من اجله البعض بأرواحهم خلال عام من الاحتجاجات.

 

اليمن سنة أولى جامعة: من هم أطراف الصراع المتصاعد

ما يزال أفراد من أسرة صالح يحتلون مناصب قيادية في المؤسسة العسكرية الأمر الذي قد يمكنهم من التأثير على قرارات الحكومة و عرقلة عملية الإصلاحات. و ما زالت البلاد مفتتة. فهناك حركة انفصالية في الجنوب و تمرد الحوثيين المستمر في الشمال و هم فئة من الزيدية التي تنتمي إلى الشيعة. و يزعم الحوثيون أنهم يقاتلون من اجل حقوق المجتمع الزيدي الشيعي. كما ان القاعدة استطاعت ان تحقق مكاسب على الأرض في ظل الاضطرابات التي شهدتها البلاد خلال العام الماضي.

 ان مقدرة هادي على التعامل مع هذه المشاكل بسرعة و فاعلية هي ما سيحدد نجاحه من عدمه، كما أنها ستحدد مصير الأمة . 

تزاحمت الجموع خارج احد مراكز الاقتراع في صنعاء احتفالا بالانتخابات و انتظر المئات من اليمنيين دورهم للدخول إلى المركز للتصويت. بعضهم كان يغني بينما كان الآخرون يرقصون فرحين.

 يقول محمد طاهر و هو مهندس نظم معلومات :"اعتقد ان معظم الناس جاءوا إلى هنا ليس حبا في هادي و لكن كرها في صالح. أملنا ان نحدث التغيير.

صوت الشباب؟

اختار مجموعة من الشباب عدم المشاركة في الانتخابات، لكنهم لم ينتقدوا الانتخابات علنا. كما أنهم لم يحاولوا ان يوقفوها أو يثبطوا عزيمة الناس و ثنيهم عن التصويت. 

يقول أسامة شمسان و هو طالب شارك في احتجاجات العام الماضي :"نحن كشباب لا تعنينا المبادرة الخليجية أو السياسة و ما يحدث الان هو نتاج لتلك المبادرة. لن نعارض الانتخابات، لكننا لن نشارك فيها".

 

و قال شمسان أيضا انه يرحب بان يكون هادي زعيما جديدا للبلاد.

 

و أضاف شمسان قائلا:"إذا التزم هادي بخدمة وطننا على أكمل وجه ممكن، فسنعمل على مساندته، لكن إذا لم يقم بذلك فإننا نعلم كيف نطيح به. 

 

الحظ لا يحالف هادي

 و في الجنوب يتوقع ان يكون الإقبال النهائي على الانتخابات اقل بكثير من العاصمة و ذلك بسبب الدعوة التي أطلقها الانفصاليون لمقاطعة الانتخابات و تهديد مراكز الانتخابات. و شهد يوم الانتخابات هجوم رئيسي واحد في عدن، كبرى مدن الجنوب و خلف أربعة قتلى و 19 جريح. و تحدثت بعض التقارير عن حدوث بعض الاستفزازات و بعض الحوادث في مختلف عموم مناطق الجنوب.

 و يشعر الكثير من الجنوبيين بالإقصاء من العملية السياسية، كما أنهم لم يكونوا ممثلين في المبادرة الخليجية. 

و تقول جميلة رجا، المدير التنفيذي لشركة كونسولت يمن، و هي شركة استشارات سياسية مقرها صنعاء

 

جميعنا متفقون على الرغبة في وقف إراقة الدماء، و أولئك الذين يريدون ان يبدؤوا مرحلة عبدربه منصور هادي يرغبون في فعل ذلك أملا في التغيير بشرط ان نمد أيدينا للجنوبيين و الشباب و الحوثيين. نحن متشائمون بشان ما قد يحدث. هل يستطيع عبدربه منصور هادي ان يثبت انه ليس رئيسا ضعيفا؟ الاحتمالات ليست في صالحه.

 

ماذا بعد؟

 عندما يتقلد هادي منصب الرئيس فان الكثير من اليمنيين سيراقبون كيفية تعامله مع أولئك المقربون من صالح و الذين ما زالوا في مراكز السلطة.

 و يشغل احمد علي، نجل صالح، منصب قائد الحرس الجمهوري، كما ان ابن شقيقه يقود قوات الأمن المركزي. و إذا سمح لهم بالبقاء في مناصبهم القيادية فان الكثير من اليمنيين سيشكون في قدرة هادي على إحداث أي تغيير جوهري في عملية صنع القرار.

يقول بروفسور العلوم السياسية في جامعة صنعاء، عبدالله الفقيه :"ان مفتاح التغيير يكمن في إزاحتهم من المؤسسة العسكرية. إذا تمكن هادي من التخلص منهم فإننا نستطيع وقتها ان نفكر في مسار مختلف للمستقبل. و بأبعاد صالح رسميا عن السلطة، ستبدأ الأمة بالعمل على خطة العامين الانتقالية التي أقرتها المبادرة الخليجية. و سيقوم اليمنيون خلال تلك الفترة بإعادة صياغة دستورهم و إجراء استفتاء تمهيدا لانتخابات تنافسية.

 معظم المحتجين في ساحة التغيير، و هي قلب حركة الاحتجاج في صنعاء، قالوا أنهم سيبقون معتصمين في ساحتهم حتى تحقق الحكومة مطالبهم بإبعاد المؤسسة العسكرية من المشاركة السياسية و كذا إدخال تعديلات على الدستور لدعم حقوق الإنسان و الحريات الأساسية.

يجلس في خيمته في ساحة التغيير، يراقب علي الكمالي من خلال باب الخيمة جموع الناخبين و هم يحتفلون.

 و خلال العام الماضي قتل نحو 40 من أصدقائه، معظمهم تم إطلاق النار عليهم بينما كانوا يتظاهرون بحسب قوله. كما قرر الكمالي ان لا يشارك في العملية الانتخابية شانه في ذلك شان العديد من الشباب.

 

 و يقول الكمالي :"لقد كان صالح عقبة في طريق الديمقراطية في اليمن، و اليوم تعمل الانتخابات على إبعاده عن المشهد .

 

 ترجمة مهدي الحسني