آخر تحديث :الخميس-16 مايو 2024-05:57م

ملفات وتحقيقات


عدن .. بلد الميناء الهام .. أهلها طحنهم الفقر واصبح الكثير منهم بلا مأوى ؟!

الخميس - 21 نوفمبر 2013 - 11:43 ص بتوقيت عدن

عدن .. بلد الميناء الهام .. أهلها طحنهم الفقر واصبح الكثير منهم بلا مأوى ؟!
منازل فقراء في مدينة عدن - عدن الغد

عدن(عدن الغد)خاص:

عدن  تلك المدينة الجميلة الساحرة التي ابدع الكثر من الكتاب والشعراء في وصف الفاتنة (عدن) وصفت بأنها فتاة فائقة الجمال , بل اسميت ثغر الجزيرة العربية الباسم , لكن ثغر (عدن) لم يعد اليوم باسما بل اصبحت (عدن) في صورة فتاة حزينة كئيبة , وتحول تثغرها الباسم الى ثغر حزين ملطخ بدمائها التي سفكها الاعداء , نعم عدن اليوم لم تعد (عدن) قبل عقدين .. فما الذي حصل لـ(عدن):

 

زينة فتاة في العشرينات من عمرها دأبت طوال العامين الماضين على التجوال في  المدينة التي عشقها واحبها اجدادها , حزن زينة على عدن يزداد اكثر فأكثر , حينما تشاهد وتراء الدمار والخراب يقضي على عدن بسرعة البرق.

 تقول زينة " لم يعد امامنا الا ان نقول لا حول ولا قوة الا بالله , عدن تعهدوا بتحويلها الى قرية ونجحو في ذلك".

 

 واردفت " عدن اقدم عاصمة في الجزيرة العربية اصبح اليوم كقرية من قرى اقاصي  شمال الشمال,  بل ليس هناك وجه للمقارنة , فالقرى في الشمال يطالها البناء والتشييد واهله تلك القرى الشمالية يصلها خيرات الجنوبي الى ابواب منازلهم".

 

تلك الكلمات التي قالتها زينة قد يقول البعض انها سياسية , بل هذه هي الحقيقة ما تعرضت له عدن وعى مدى عشرين عام لم تتعرض له اي مدينة اخرى .

 

 عدن منذ الوحدة الفاشلة تحولت الى مرتع خصب لتجار الحروب وحقوق الاخرين , رغم الحديث عن توقف نهب عدن لكن كل تلك مجرد تصريحات صحفية تقرئ في المساء او في منتصف الليل والعالم رقود.

 

عدن اليوم تصارع الموت السريري واهلها مصابون بحالات نفسية حيث لم يعد امامهم متسع للتنفس , حتى السواحل حولوها الى محلات تجارية وفنادق استثمارية , لم يعد في عدن لأهلها اي شيء.

 

تتحدث أم محمد وهي أمرأه في العقد الخامس وتسكن مدينة المعلا " نحن نسكن في منزل صغير وكان حوالي منزلنا متسع , لم نستطيع التوسع بحجة عدم وجود تكاليف بناء , حينها على اعتبار ان ابو اولادي تعرض للتسريح من وظيفته , واللي حصل ان هناك عسكر شماليين اتوا للمكان ويقال انهم من القوات الجوية واقتحموا الحافة وبناء منازل بجانب منزلنا " , هذه الحادثة (البسط) على الارضية المجاورة تقول انها حدثت قبل عشر سنوات "..

 

 وتتابع موضحة " بعد ما ضيقوا علينا (الله يضيق قبورهم)  كبر الاولاد وزوجنا احدهم والآن ان دا هوه ساكن ايجار , لكون منزل والده لا يتسع لأن يسكن معنا".

 

بألم وحرقه تتحدث ام محمد " كنت اتمنى قبل ان اموت ان اشاهد ابني يحتضن اولاده  بقربي , لكن اصبح بعيد عني ولم يعد يأتي الى عندي الا في المناسبات ". وتذهب متحدثة " فارقوا بيني وبين ابني الله لا سامحهم".

 

في وسط حافات وحواري مدن عدن قصص تفطر القلب , الجميع يشكي من الاستحواذ الشمالي على الارض العدنية , الجميع يبكي من هول القوة التي اخذت صنعاء بها ارض شقيقتها عدن.

 

في حي معسكر 20 بكريتر يتحدث خالد  وهو شاب دون الثلاثينات " احنا ابناء عدن لم يعد لدينا شيء ,  الاراضي اصبحت ملك الشماليين بقوة السلاح  والبعض اغتنموها بعد الحرب , اين نذهب بيوت الكثير منا من الصفيح وفي اماكن ضيقة , نحن يحاربونا في ارضنا".

 

ويضيف " رغم كم المعاناة التي يعانيها ابناء عدن خصوصا والجنوب عموما الا اننا نضطر الفرج من الله في تحرير وطننا وعودت لنا ارضنا ووكل ثرواتنا التي تنهبها لصوص الفيد والنهب في صنعاء".

 

وفي الاخير ... عدن المدينة التي اشتهرت بأفضل ميناء هام في الشرق الاوسط اصبح اليوم ابنائها عاجزون عن ايجاد لقمة عيش لأطفالهم , عاجزون عن ايجاد مناخ طبيعي لتربيتهم بعد ان بسطوا على كل شيء ولم تتبقى الا شوارع ضيقة  باتت تضيق كل يوم بفعل تكدس اكوام القمامة.

 اطفال وشباب عدن لم يجدوا اي مكان يلعبوا فيه كبة غير على الاسفلت ووسط الطرقات وسط مخاوف اهلهم وذويهم من ان يصيبهم اذى.

عدن تموت كل يوم وابنائها يتضورون جوعا.. من ينقذهم وينقذ عدن الام من الموت ؟؟؟

 

*من نور سريب