آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36م

أدب وثقافة


عدن ..ثقافة العصر الذهبي وغبار اللامبالاة !

الأربعاء - 06 نوفمبر 2013 - 12:29 م بتوقيت عدن

عدن ..ثقافة العصر الذهبي وغبار اللامبالاة !
الصورة من أرشيف مهرجان الشاعر الفرنسي العدني (آرثر رامبو) الذي أقيم في عدن سنة 1985م.

عدن((عدن الغد))خاص:

 

مجرد صورة قديمة قد ترمي بثقلها على الذاكرة وتترككها مضرجة بألمها حسرة وقهر أو ربما هو الحنين لمدينة ومدنية أسمها "عدن" كانت مهوى الشعر وكعبته وملتقى عشاقه ومريديه. عدن كدولة شامخة للفكر والأدب تقف اليوم على مفترق طرق ليس لها في عشق القصيدة من هدف حين كان لها النصيب الأوفر من تجارب كل الشعراء والأدباء والمفكرين العرب والغرب ,عشاق الكلمة والحرف  الذين حطوا رحالهم فيها ,  وهم عشاق البحر أيضا , أليس البحر وحده في المدينة أشد وفاءا من ساكنيها ! أليس له أيضا النصيب الأكبر من الألم والمعاناة حين تختزل ذاكرته أسماء وشخصيات تأملوا فضائه كثيرا وكتبوا عن هذه المدينة التي فخروا بأن يكون ندمائها وعشاقها .

 

في رسائلة المكتوبة لشقيقته إيزابيل التي كانت تقطن في منطقة شارلفيل بفرنسا كتب الشاعر الفرنسي "آرثر رامبو" أنه يقيم فوق فوهة بركان وفي بلاد لا يوجد بها لازهرة أو مكتبة. كان قاسياً في نقده لمدينة عدن ولذلك المناخ الذي قام لاحقاً بالتسبب في إصابته بهشاشة العظام وهو المرض الذي سيودي بحياته . الشاعر الذي قدم من بلاد باردة على الدوام(فرنسا) الى بلاد تقف بشموخ على فوهة بركان (عدن) هل كان حقا صادقا في كيل شتائمه لهذه المدينة وهل حقا كرهها ؟..أو كره مناخها فقط ؟ إن كان ذلك حقا فلماذا بقي فيها كل تلك الفترة وحتى حين غادرها للعلاج كان يقول لأصدقائه العدنيين : سأشفى وأعود لكم بالتأكيد لكنه للأسف لم يعد ! عدن لم تعد كما كانت منذ وقتها أيضا وكل من دخلها عبث بروحها العذبة التي تلامس البحر دوما وما إن ردموا بحرها حتى صارت عدن ..مدينة غريبة لا تشبهها في شبابها لا نعرفها ولا تعرف نفسها هي أيضا !

 

غبار اللامبالاة الذي اكتسح هذه الأرض متوشحا بحقده أيضا  غير من ملامحها وآثارها , اصبح مهددا لسلمها الديني والثقافي والإجتماعي , أصبحت روح (عدن) بعيدة جدا عن بحرها كما لو أن الشاعر (آرثر رامبو)  لو عاد مرة أخرى الى بيته في التواهي لما عرفه ولضاع فيها باحثا عن عنوانه القديم .

 

بالعودة لموضوع الصورة القديمة فهي تعود للعصر الذهبي لعدن  ويظهر فيها جالسا الشاعر العراقي شوقي عبد الأمير , الشاعر السوري أدونيس (علي أحمد سعيد), الفنان العراقي جعفر حسن (وزير الإعلام العراقي حاليا) و الفنانة نادرة (زوجته) وهي لاعبة اكروبات وراقصة بالية وكانت عضوة في فرقة الرقص الشعبي بوزارة الثقافة.الصورة التقطت في عدن  في مهرجان الشاعر الفرنسي  العدني (آرثر رامبو) الذي أقيم سنة 1985م.

 

ألبوم الصور اليوم خالي من حركات ثقافية كتلك أو من تجمع لعمالقة الفن والفكر والشعر والأدب , ألبوم الصور خالي ..على نحو مؤسف ..مؤلم تخسر فيه المدينة  ذاكرتها القادمة !

 

بقلم : شيماء باسيد