آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-11:56م

أدب وثقافة


فــوهةٌ مــنْ رمــاد

الثلاثاء - 29 أكتوبر 2013 - 09:06 ص بتوقيت عدن

فــوهةٌ مــنْ رمــاد

صنعاء ((عدن الغد)) خاص:

بوّابةُ النّصرِ لم تُفتحْ.. فهل تثبُ؟ يا أمّةً ليس في نيرانها حطبُ يا أمّةً جمعُها صفرٌ شمالَ سُدىً منْ السليب وماذا يعقلُ السّلَبُ هل تزرعون رياحَ الذّلِ؟

 

 أم غربتْ سحائبُ العزِّ في الدنيا كمنْ غربوا

 

 وهل ستبقى هنا الأحفادُ دون أبٍ منْ يكذب الله لنْ يُرجعْ سناه أبُ ..

 

يا أمةَ العرْبِ أين المجدُ كيف بدا منْ غيرِ أصلٍ ؟ أحقّاً بينكم عربُ؟ ما تصنعون..؟

 

 فـ ملءُ عقولِكم عُلبٌ وفي الضمائرِ إنْ صحّتْ لكم جربُ أتأكلون ..

 

 فمنْ يرعى موائدَكم؟ أتشربون..؟ فما أسبابُ منْ شُرِبوا؟ ما ذنبُ حيفا؟

 

أتتلوها نوائحُكم..؟ أم يستفيقُ على آهاتِها النّقبُ؟

 

 نسيتم الأرضَ والإنسانَ يا تُحفاً نحَّاتُها الغربُ ..

 

كلُّ رؤوسِكم لُعَبُ هل جيدُ ليلى أعاقَ الدّربَ؟ أم ثقُلتْ حمى سعادٍ ؟

 

وحان الرّقصُ والطربُ؟ يا أمةً قامَ بئسُ القومِ يحكمُها مضى إلى أين ينْعي حاله الحسبُ؟

 

ماذا أرى اليومَ..؟ أنصاراً.. فما عبروا هل يصدقُ السيفُ؟ أم يستنعجُ العربُ؟

 

آلامُ درعا على حمصٍ هوتْ شهباً وفي دمشقٍ تُناغي صبحها حلبُ أيا دمشقيُّ ماذا بعدُ؟

 

 قال: هنا معزوفةُ العشقِ تروي حبّها الشهبُ..

 

أنا الدّمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي  لسالَ صبحاً تنامُ ببابه السُّحبُ ..

 

 أيا دمشقيُّ كأسُ الأمسِ قد فرغتْ لم يبقَ إلاَّ نسيمُ الموتِ والنُّصُبُ..

 

هذي دمشقُ  .. بلا ثوبٍ يُزخرفُها موتٌ.. ويلبسُ منْ أضلاعِها العطبُ فلو عرفتَ بما يجري لــ مُتَّ أسىً ومنْ ترابكَ حزناً يورقُ الأدبُ..

 

 لا الشعرُ يرضيك يا هذا فقمْ لترى هنا الدماءَ تسافرُ فوقها الخطبُ وكيف يصنعُ في أطفالنا أسدٌ مثلُ النّعامةِ إنْ وافاهُ مغتصبُ ..

 

أيا دمشقيُّ إنّا أمةٌ خرجتْ لنهشِ بعضٍ فأوفى ما بها الكذبُ حمرُ القصائدِ

 

كانتْ فيك مغرمةٌ واليوم يحفرُ في جدرانها الهربُ جرحُ العروبةِ أدماها

 

فأنهكها خوفاً وغادرَ منْ أحشائها الغضبُ أنّى اتّجهتَ ترى منْ حالها عجباً

 

فلتسأل الشام إنْ نادى بكَ الأربُ جولانها اليوم في أحضانِ مغتصبٍ يرجوا الخلاصَ ..

 

فأين الفاتحُ الذّرِبُ؟ وفي العراقِ حياضُ الموتِ سامقةٌ يا كربلاءُ أما في الأرضِ مُنقلبُ؟

 

 حُزْنُ الفراتِ نما في نخلِه ورماً ودجلةُ الخيرِ غطَّتْ قلبَها الكُرَبُ وهامةُ النّيلِ في وحْلِ الهوانِ لها دمعٌ يسافرُ في قبرٍ وينتحبُ دمعٌ تلأْلأَ بالإصباحِ ثم بدا كــ منْ يُغرْغرُ في ليلٍ ويضطربُ يا أرضَ مصرَ أحكامٌ بلا قيمٍ ..

 

كيف الهبوطُ ؟ أما لــ كنانةٍ غلبُ ؟ سيناءُها اليوم تبكي مثل أرملةٍ أين الرجالُ ؟ أماتَ الدّمُّ والنّسبُ ؟ أين العروبةُ ؟ هل أمستْ بلا خبرٍ ؟ أم نابَ عنها ثيابُ العارِ واللّعبُ ؟

 

 أرى فلسطينَ تنعينا كرامتها وغزةٌ ماتَ في أوراقها العنبُ نادتْ ولكنْ تولّى الجمعُ وانصرفوا كــ ريشِ حقلٍ سعى منْ خلفه اللّهبُ ..

 

يا أيّها القدسُ ..يا زيتونَ دعوتِنا ماذا لديك ؟ لديَّ الآهُ والعجبُ هنا الصلاةُ تريدُ الأمنَ منْ عمرٍ إنْ أذّنَ الموتُ أمَّ صفوفَنا الهدبُ ستون عاماً وأولى القبلتين على شرفٍ يُدنّسُ والأعرابُ تحتربُ ماذا تحدّثُ عنّا اليوم يا أبتي؟

 

حدّثْ ..فـ صنعاءُ منْ عشّاقها الشَّغبُ تلوحُ في الأفقِ..

 

 

لكنْ كلّما اقتربتْ غابتْ لــ تنأى عنْ الرؤيا وتقتربُ في غربةِ الروحِ تذوي مثل جاريةٍ لترى الأمانَ بنارِ الجوفِ تغتربُ , ماتتْ, ولكنْ بصندوقٍ تقاسمه أشباحُ ليلٍ ..

 

فكم باعوا وكم نهبوا صنعاءُ تدري بــ أنَّ الكلَّ منْ طمعٍ يُغلّفُ الحبَّ..

 

 بئس الكسبُ ما كسبوا وهبتَها أنتَ نورَ العينِ فالتفتتْ للخلفِ تبحثُ عنْ أسماعِ منْ ذهبوا..

 

أنا اليمانيُّ في مسراكَ كم نزفتْ روحي جراحاً وكم صلَّى لها التَّعبُ هناك اسألُ عنْ أرضٍ وهُدْهُدِها فينزلُ الردُّ منْ عينيكَ مُكْتئبُ ماذا ستحكي..؟

 

فهل تروي غوايتنا مهلاً عزيزي, فقد يستوحشُ السببُ وقد تموتُ بعيداً عنكَ منْ سببٍ تحكيه عنّا..

 

 ويفنى الاسم واللّقبُ قد يستريحُ بما ترويه منْ نسبوا ما يجرمون لــ شيطانٍ له انتسبوا عفواً إذا كُنتُ موتوراً, فملءُ فمي مما تعانيه أضعافٌ ..

 

ولي سببُ وطني مُضاعٌ , أتدري اليوم أين أنا؟ في الغيبِ أسعى لغيبٍ والمدى نَصَبُ ممزّقُ القلبِ في أرضٍ فواصلها شعرٌ تضيقُ بحزنِ حروفه , الكتبُ كانت لديكَ منْ الأوجاعِ ناحيةٌ

وأنا ولدّتُ وأًوجاعي هنا نُخَبُ فاسألْ حبيباً إذا شاختْ حماستُه أم السيوفُ التي منْ صنعنا خشبُ؟

 

تلك العروبةُ ذنبٌ ليس يغفره سوى الجحيمِ يزيدُ بجوفها الطلبُ أدري بأنّك في مثواك يا أبتي أدرى بجرحٍ له في لحمنا نِسَبُ سألتَ يوماً عن الأحسابِ هل كذبتْ؟  لا, لا ولكنْ , تناسى عرقه الذهبُ ,عفواً أجبني : إذا لم يبقَ لي وطنٌ  هل السماءُ تُرجّى حين تحتجبُ؟!  

 

 

 بقلـــــم /عبدالسلام المساري