آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-09:14م

أدب وثقافة


قصة نوّارة (٧) .. العودة بخف حنين

الجمعة - 10 مايو 2024 - 10:34 ص بتوقيت عدن

قصة نوّارة (٧) .. العودة بخف حنين

كتبها / حسين السليماني الحنشي



قررالابن الأكبر العودة إلى أمه ؛ لأنه خاف من الموت المحقق من إنتشار الأمراض ، ومن الضياع، ولأنه الكبير أيضاً وعليه تقع المسؤولية ، فقررجمع ما لديه من الحبوب والعودة إلى أمه. كانت الحبوب التي جمعها خلال اسبوعين ، لاتساوي "نصف الصاع" حينها قرر العودة إلى أمه في منطقة (مودية) وقد مات الكثير من الأمراض والجوع في تلك الرحلة، هذا ماجعل الإبن الأكبر يفكر بالعودة.
فوجد الابن الأكبر الموت أيضا أمامه في القرية، من الجوع والمرض.
كان الحزن ظاهر على الوجوه.
*وكانوا يبكون بما بقي معهم من دموع التي جفت من الجفون كما جفت الأرض من الماء.*
وما إن وصل حتى ارتفعت حرارة أخيه الذي كان عند أمه لقد أصابه المرض وأمست أمه وهو معها طوال الليل، وكان يضمّه إلى صدره ويبكي مثل ما تبكي أمه!، وحين بزغ الفجر أرادت أمه أن تذهب لتأتي بقربة ماء فناداها أخي المحموم بصوت خافت: لا تذهبي؛ إنني سأموت الآن قبل أن تعودي بالقربة، وبالفعل مات! بعد مرور الأيام على موت الإبن، شعرت الأم المسكينة أنه لم يعد في مقدورها القيام بإطعام أطفالها؛ فعاد الإبن الأكبر إلى العمل مع أمه في مناطق (مودية) لعله أن يحصل على ماينفعهم. لكن كانت الأوضاع تتشابه إلى حد كبير بين المناطق. فقررنا الرجوع الى جدي الوحيد وتركنا تلك المنطقة ولم نودع أختي الصغيرة (نوّارة) التي تبعد عنا مسافات، فقد طلبت أمي من تلك المرأة ، قبل وداعها أن تخبر اختها التي كفلت ـ نوّارة ـ أن تنسب اختي (نوّارة) إلى إسم القبيلة أو العائلة. حتى يستطيع من أراد البحث عنها أن يجدها، أو هي تعرف نسبها. فخرجنا إلى الطريق ونحن كارهون ...

وللقصة بقية.