آخر تحديث :السبت-11 مايو 2024-11:49م

أدب وثقافة


((مبارك حسن خليفة)) نورس النيل الذي يستحق الإنصاف والتكريم

الأربعاء - 23 أكتوبر 2013 - 12:27 ص بتوقيت عدن

((مبارك حسن خليفة)) نورس النيل الذي يستحق الإنصاف والتكريم
د. مبارك حسن الخليفة.

عدن((عدن الغد))خاص:

 

 مبارك حسن خليفة المولود بتاريخ  3/3/193 أم درمان حيث يلتقيا النيلان البيض والأزرق   متزوج و أب لخمسة أولاد هو الان في الثمانينات من رحلة عمره الحافلة بالإبداع والعطاء العلمي الأكاديمي الأدبي الثقافي  أمضى جلها في عدن التي احبها حد العشق وبها ومن اجلها وفيها وبها  لقب عاشق عدن فضلا عن لقبه الثاني الذي عرف به  في الدوائر الثقافية والأكاديمية العدنية ب ( شيخ الشباب ) وهو حقاً وفعلا كذلك بما يمتلكه من نشاط متقد وإبداع مستمر وروح دعابة حاذقة ورحيبة ، اذ أني منذ تشرفت بمعرفته منذ  مطلع ثمانينات القرن الماضي حينما كنت  طالبا في كلية التربية العليا وحتى اليوم لم تفارق الابتسامة السمحة محياه الحميم أمده الله بالصحة والعافية .

 

 د . مبارك حسن خليفة وحديث من القلب قبل مغادرته في ١٤ اغسطس ٢٠١١ م نشرت صحيفة عدن الغد الغراء مقابلة ضافية مع نورس النيل المهاجر قبيل لحظة عودته الى مسقط رأسه السودان العظيم بعنوان : الأسم : عاشق عدن  د . مبارك حسن خليفة وحديث من القلب قبل مغادرته ، أجرتها معه السيدة لبنى الخطيب ، عاد الاستاذ بعد ان أفنى سنوات العمر الطويلة  في خدمة التربية والتعليم والثقافة والتنوير والمعرفة والبحث العلمي والقيم الأكاديمية في عاصمة دولة الجنوب عدن التي قدم اليها في عام ١٩٧٧م وكان في قدومه المبارك خير وفير ونفع غزير لمئات الطلبة والطالبات الذين / تن/ نهلوا من معينه علمه الخصب جيل بعد جيل فضلا عن نشاطاته الإبداعية في مجال الاعلام المكتوب والمسموع والمرئي طوال سنوات إقامته الكريمة فمن ذا الذي لا يتذكر عموده الأسبوعي في صحيفة الأيام المظلومة (حتى لا نخطأ ) اذ لم تخني الذاكرة . ورغم كل ما بذله من عطاء وإخلاص وتفان في خدمة وتنمية هذه البلد وأهلها قلما يجود به أبناءها الان انه للأسف الشديد قوبل بالنكران والجحود وعدم الوفاء  .

 

بل انه حرم من ابسط الحقوق التي كفلتها كل  الشرائع  السماوية والإنسانية والأعراف البسيطة ، وربما لا يعرف الكثيرين من القاري الأعزاء بان رئاسة جامعة عدن سلبته المنزل الذي كان يملكه و يقيم  فيه  في حي الرشيد خور مكسر  بدون تعويض كما تم حرمانه من استحقاق الجنسية بعد ٣٤ عام في الخدمة العامة  ومن ثم حرمانه من المستحقات  المتعارف عليها في العالم كله مستحقات نهاية الخدمة بعد بلوغ الاجلين فهو لم يمنح مثله مثل زملاءه المتقاعدين استحقاقات التقاعد المكفولة بالدستور والقانون ومواثيق حقوق الانسان الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ! لقد أحسست بصدمة بالغة حينما عرفت كل ذلك- وأشياء اخرى تدمي القلب - من أستاذنا القدير الدكتور مبارك  خليفة  قبل ايام بمحض الصدفة عندما سنحت لي الفرصة للالتقاء به في منزل احد الزملاء الأعزاء بعد غياب اكثر من عامين في السودان اذ جاء الى مدينته الحبيبة عدن في زيارة قصيرة لبضعة ايام يقيم فيها في منزل احد ابناءه الذي يعمل في مستوصف خاص ، لم أكن أتصور اطلاقا بانه غادر عدن الى ام درمان بهذه الطريقة التي لا تليق بعدن ولا بأهل عدن ولا بجامعتها ومنتسبيها من أعضاء الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة زملاء الاستاذ وتلاميذه وطالباته وطلابه !! وهنا ادعو جميع الزملاء والزميلات وكل من يعز عليهم الاستاذ مبارك حسن خليفة الى تنظيم حملة تضامنية مدنية ثقافية أكاديمية ادبية للضغط على السلطات المعنية من اجل أنصافه وتكريمه التكريم الذي يليق به ،  اذ ان مسألة أنصافه وتكريمه لا تزيد في فضله بشيء ولكنها تمحي عنا الإحساس بالمهانة والعار من البقاء في هذا الموقف الصامت الذي ينطبق على الائما من البشر ، حسب قول الشاعر العربي : ان أكرمت الكريم ملكته وان أكرمت الآيم تمرد !!! وقد علمت الليلة من احد الأخوة الأعزاء بان الأديب السوري المرحوم  ابراهيم عيسى في جامعة صنعاء لم يعامل بهذه الطريقة المخجلة ، التي عاملت بها جامعة عدن اهم وألمع اكاديميها البروفسور السوماني مبارك حسن خليفة . أرجو ان لا يطيل الصمت بإزاء هذا الوضع الذي لا يليق بالأخلاق العامة ولا بالأخلاق المهنة الأكاديمية .

 

 

ولمن أراد ان يعرف المزيد عن عاشق عدن الصابر اليكم مقتطفات من سيرته الذاتية الحافلة بالإبداع والعطاء والتي تشرف اي مدينة او دولة او جامعة .   حاز الاستاذ مبارك شهادة  المرحلة الثانويةكنمبردج 1951-1952ثم  ليسانس في اللغة العربية – كلية الآداب – جامعة القاهرة 1958 ماجستير في الأدب العربي و موضوعها ( تحقيق ديوان الشاعر السوداني عبدالله حسن الكرديب بإشراف الراحل بروفسير عبد الله الطيب 1971 دكتوراه من جامعة بهاولبور الإسلامية – باكستان 1992 و موضوعها ( الشعر السوداني في إطار الشعر العربي الحديث للفترة 1915-1955م .

 

 

كما عمل في المجالات المحترمة الآتية :

 

التدريس في المدارس الثانوية: مدرسة الأحفاد . مدرسة بور تسودان الثانوية. مدرسة الفاشر الثانوية . مدرسة القضارف الثانوية .الثانوية الصناعية – الخرطوم شندي الثانوية بنات. معهد تدريب المعلمين و المعلمات ( كلية التربية الآن ) تعرض للإعتقال أيام نميري مرتين كل مرة لمدة ستة أشهرتحت طائلة قانون الاعتقال التحفظي 1972- 1973 ثم هاجر الى دولة الإمارات العربية ليعمل في ثانوية دبي في الفترة بين 1974-1977 ثم حضر الى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية  ليعمل في جامعة عدن منذ 1977 و حتى  تم الاستغناء عن خدماته قبل عامين !

 

المؤلفات :-

 

- ديوان أغنيات سودانية – الخرطوم 1961

- ديوان الحان قلبي – القاهرة 1964

- ديوان الرحيل النبيل – عدن 1982

- المجموعة الشعرية الكاملة – الجزء الأول طبعتها وزارة الثقافة اليمنية بمناسبة صنعاء عاصمة ثقافية 2004 و أعيد طبعها في الخرطوم 2008-02-26

- ديوان ( و لكني أسير هواك )

 

مؤلفات أخرى :-

 

- من تاريخ الشعر السوداني

- في علم الجمال

- في الأدب و النقد

- في الأدب و الأدب المقارن

- النقد الأدبي

- صالح الحامد بين التقليد و التجديد ( شاعر يمني حضرمي )

- دراسات في الشعر اليمني المعاصر – وزارة الثقافة صنعاء 2004

- ديوان عبدالله حسن الكردي ( تحت الطبع )

- الشعر السوداني في إطار الشعر العربي الحديث ( تحت الطبع )

- دراسات في اللغة والأدب و النقد ( تحت الطبع )

- أيام الثلاثاء مع موري مترجم عن الانجليزية (Tuesdays with Mory)

 

 د أ مبارك حسن خليفة يستحق منا الوفاء والتكريم بما قدمه لنا من علم ومعرفة لايمكن ان تقدر بثمن . أكرر الدعوة للزملاء والزميلات  في جامعة عدن والزملاء والزميلات من الأدباء والكتاب والمشتغلين في حقل الاعلام والى كل طلبة وطالبات الاستاذ ومحبيه بان يفعلوا شيئا من اجله ، علما بانه لم يشكي لي او يطلب مني الإشارة الى ذلك أبدا ولم يحسسني باي شعور بالتبرم او الاستياء مما لحق به من ظلم لا يجوز ولا يرضى الله اعدل الحاكمين ولا رسوله الصادق الأمين صلاة الله عليه وسلم ولا يستصيغه كل ذي خلق وضمير والله من وراء القصد

 

ختاما إليكم بعض ما قاله في عدن

عدن توشح   بالغرام فتاها

 وبحبها بين الحسان تباها

في الساحل المسحور سطّر عشقه

حي الرشيد يشي بيوم لقاها

عدن هواها قد تملّك مهجتي

بالحب قد نلت المنى ورضاها

وشوشت للخرطوم ذوب مشاعري

وحكيت للنيل الحبيب صبابتي

النيل عودنا وبارك حبنا

ودعا فؤادي للهوى ودعاها

 

 ذلك كان مقطع من قصيدة قديمة قالها قبل الرحيل اما القصائد الذي حملها معه في زيارته القصيرة الحالية لمعشوقته عدن فقد بث فيها شجون البعد والفراق بلغة تدمي الفؤاد.

 

بقلم: د .قاسم المحبشي