آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-08:30م

أدب وثقافة


خاطرة: في إنتظار دهشة ما !

الإثنين - 21 أكتوبر 2013 - 12:16 ص بتوقيت عدن

خاطرة: في إنتظار دهشة ما !

لحج((عدن الغد))خاص:

 

كل شيء حولي أصبح مستهلكاً

الوقت..المكان..الأغاني..

الأحلام..السياسة..الأفلام

البكاء والنوم حتى أطفالنا

 الذين أنجبناهم صدفة في زمنٍ ما

كل شيء أصبح مستهلكاً

 حتى الحب والعشق والحبر على الورق

المساء مستهلكٌ أيضاً..

حتى وجهي الذي تعرض للصفع مرات

فأجبرني أن أكتب رغم أن هواجس الورق

 لا تكفي لتفريغ شحنات الذاكرة

كل شي حولي أصبح مستهلكاً

حتى النساء والرجال

وأنا لم أعشق بعد

لأنني في انتظار دهشة ما لم تأتي للآن!!

يقولون: الموت هو ما يجعلنا نتشابه

لكني أجد الآن أن لا فرق بيننا

فكلنا ننسى أقدامنا على الأرصفة

كلنا مفعمين بالغباء

وأنا لاأكتب القصيدة

حتى تأتيني دهشةٌ ما

 تزورني من الماضي

أو الحاضر أو المستقبل أو جميعهم

انتظر دهشةٌ ما تأتيني من ذاكرة البحر أو الجبل

فتمطرني الدهشة بكلماتٍ لاأفهمها

كأسئلة الأصدقاء حين يقرأون لي شيئاً ما

فينعتوني بالذكاء بالجنون.. بالغباء

في انتظار دهشةٍ ما

أقضي حياتي

مشردةٌ في أزقة بلادي

التي تحتفي بالنعاس

بالكلاب الضالة ,

 والأقدام العارية

بالسخف والحسد,الفقر والمرض

ورجال يجرون أذيال خيبات النهار

ونساء يمتهن الليل

ويحبلن في النهار

 وينجبن الأطفال

على أرصفة الشوارع

 

أو في أزقة الحارات

 كل شي حولي أصبح مستهلكاً

حتى كل القصص لم تعد تشبع خيالي

حتى أنا أصبحت من الأشياء المستهلكة

وأصبح في عيني كل شيء عادي

إلى أن تأتي دهشة ما

فتعيدني إلى إنسانيتي

وتحرر أحلامي المكبلة

 بسلاسل الجوع والأسى

في انتظار دهشة ما

أقضي حياتي حالمةٌ

 بملك( ذي يزن)وعرش (بلقيس)..

فأحلم وأحلم وأحلم

 لأقتل الواقع حولي

ويقتلني مجازاً شاعراً اسمه..(الوطن)

هكذا أقضي حياتي في انتظار دهشةٍ ما تجتاحني

تجتاح وطني لتتباين الوجوه حولي

فأنا ضجرت التشابه

ضجرت الحزن والأسى ,الجوع والفقر

ضجرت التسول والتشرد

 فوق أرضٍ عامرة بهموم البرايا

فحدائق بابل تشعر بالوحدة

وعشتار تراود هولاكو عن نفسه

والملك(جلجامش) يحمل ماء الخلد ويذهب بعيداً

والبطل(أخيل) أسقط سيفه في حرب طروادة

والشاعر(امرؤالقيس) تمنى لو لم يقتل أباه

حتى لا يحمل ثأره لكل مكان

أترون!!! كل شيء أصبح مستهلكاً..

حتى التاريخ لايعيد نفسه ولايتكرر

ولو تكرر لتباينت الوجوه حولي

ولما أحسست بالضجر

ولما أنتظرت دهشةٌ ما منذ زمن..                 

 

بقلم : شيماء باسيد

الحوطة - لحج