آخر تحديث :الجمعة-24 مايو 2024-09:30م

أدب وثقافة


أنا عراقي.. انا اقرأ.. تفتح نوافذ الامل لاعادة الاعتبار للقراءة والكتاب

الأربعاء - 02 أكتوبر 2013 - 02:48 م بتوقيت عدن

أنا عراقي.. انا اقرأ.. تفتح نوافذ الامل لاعادة الاعتبار للقراءة والكتاب
1

بغداد ((عدن الغد)) إيلاف

تحت شعار (انا عراقي.. أنا اقرأ) وللسنة الثانية على التوالي.. أحتضنت حدائق شارع ابو نؤاس وسط بغداد مهرجان القراءة والكتاب، الذي ينظمه مجموعة من الشباب لا ينتمون الى اية جهة من جهات الاحزاب او المنظمات، فكانت الحدائق عبارة عن عالم من كتب، كل شيء تحول الى طقوس للقراءة ولاحترام الكتاب، وقد كانت هنالك كلمات معبرة تلتصق بالشعار هي (حلم يبدأ بالكتاب.. من اجل الكتاب)، حيث انتشرت الكتب على ساحات واسعة، على العشب او على قطع من القماش تم فرشها لتكون مكانا ملائما للجلوس والقراءة، تحت ظلال الاشجار او تحت ظلال المطلات التي نصبت، فكان المشهد اكثر ن رائع، لاسيما ان اعداد الزائرين راحت تتكاثر بشكل اذهل كل من حضر من مختلف الاعمار، حتى اذا ما مرت ساعتان من الوقت المحدد حتى كانت الحدائق تعيش عالما من الفرح الغامر والسعادة المفعمة بالدهشة، فهناك كانت ترافق القراءة فعاليات موسيقية ومرسم للأطفال الذين كان حضوره لافتا ـيقرأون ويرسمون وينشدون اناشيد فرح وامل وحب للوطن وللكتاب، فالجميع صاروا يحملون الكتب التي كانت مجانية، وان كان القائمون على الاحتفالية قد حددوا لكل زائر كتابا الا ان البعض لم يلتزم امام اغراء الكتب بعناوينها الكثيرة، فراح يملأ حقيبته بما اشتهت نفسه من الكتب على الرغم من اغلبها قديم في طبعاته.

 

ولا يمكن النظر الى هذه المشاهد الخلابة دون الشعور بالدهشة لا سيما ان واقع الحال العراقي على عكس ما اضاءه المهرجان الذي ل تمتد له يد الدولة بأي دعم او رعاية، ولا حنى منظمات المجتمع المدني، فكان هؤلاء الشباب، من الجنسين، واصدقائهم هم مبعث الفخر والتفاؤل، بل ان اصواتهم كانت تردد على طول المشهد كلمات (أنا عراقي أنا أقرأ)، ويمكن الاستئناس بكلمات قالها بحقهم الكاتب رشيد خيون: (مع قلة الحيلة وعظمة المصيبة وهؤلاء الشباب أوجدوا فكرة وتم تطبيقها، محاولة لإطفاء النار بالورق والحبر، نعم المنطق يقول أن النار تحرق الورق، رغما على الغزالي ومن تساير مع أفكاره، لكن النار الشابة في أستار كعبتنا من نوع آخر شرارها الجهل ورمادها العقول، لهؤلاء الشباب، من فتيات وفتيان، محاولة بإحاطة اللهيب، وإذا لم يقدروا على إخماده لا تقتلهم كآبة الشعور بالخطيئة والندم على عدم فعل شيء، لذا أجدها بادرة حجمها أكبر من شيء عندنا اسمه حكومة. اسندوهم قفوا معهم ولو بكتاب ينتصر للعقل لا يقف ضده. اسندوهم ولو بوجودكم معهم)..

 

يقول ستار محسن علي، الكتبي المعروف وعضو في المبادرة قال: استفدنا من التجربة الاولى خصوصا في عملية جمع الكتب من شارع المتنبي ومن بعض المتبرعين وبعض الاشخاص الذين تبرعوا بمكتباتهم الشخصية، وفكرة (انا عراقي انا اقرأ) ليست فقط للقراءة اثناء المهرجان بقدر ما نحاول ان نثوّر مسألة البحث والقراءة واشاعة ثقافة القراءة والتعريف بالكتاب في ظل الوضع الذي يعيشه الشاب العراقي من الاحباط واليأس بسبب ما يجري، انا شخصيا وزملائي من منظمي المبادرة نجد ان هذا الحفل الكبير الذي استقطب شباب ليس من بغداد فقط بل من جميع المحافظات والاقضية القريبة، نجده مهرجانا للفرح، لاشاعة الامل ولزرع روح المبادرة، والقضية الاخرى اننا عودنا الشباب على العمل الجماعي والتطوعي، تصور ان البعض من اصدقائنا بكروا في الحضور من الساعة السادسة صباحا، وكان كل شيء جميلا ورائعا.

 

 واضاف: نحن نعمل منذ ثلاثة اشهر من اجل جمع تبرعات الكتب، وفي شارع المتنبي لدينا زاوية خاصة تحمل شعار المهرجان ولقيت تجاوب الشباب والقراء وبعض المثقفين، وجئنا بها الى المهرجان وحددنا لكل زائر ان يقتني كتابا واحدا فقط مجانا ونختمه بختم (انا عراقي انا اقرأ).

 

 

 وتابع: الحبر والورق من الممكن ان يطفئا نيرانا للطائفية والارهاب والجهل، فالمعرفة وتعريف المواطن بحقوقه هو هدفنا وسبيلنا.

 

اما الكاتب الروائي حميد المختار فقال: شيء يبعث على السعادة والفرح ان اجد مجموعة من الشباب يحققون حلما كان مجرد حلم بالكلام والحديث وأصبح اليوم واقعا ملموسا ومعاشا على حدائق ابو نؤاس، تحت يافطة (انا عراقي انا اقرأ) هذه العبارة التي كسرت العبارة القديمة التي تقول ان مصر تؤلف ولبنان تطبع وبغداد تقرأ، بغداد اعادت شخصيتها القديمة وعلاقتها القديمة بالكتاب من حيث التأليف والطبع والقراءة، الكتاب الذي نشاهده نا في اجمل صوره بيد الاطفال والنساء والشباب والكبار، هنا تقوم علاقة جديدة بين الانسان والكتاب تعارض ايضا الدعوات التي بشرت بنهاية عصر الكتاب ووت الكتاب باعتبار هناك كتاب الكتروني ومواقع تحاول ان تلغي الكتاب الورقي، وهذا المهرجان الكبير جواب اكيد وصريح على ان الكتاب الورقي ما زال يتنفس وما زال له قراء ومتابعون.

 

 واضاف: المهرجان بكل ما يحمل من كتب جاءت عن طريق التبرعات، تبرعنا بالكتب حتى تحول الى معرض مفتوح للجميع.

 

وتابع: هذا المهرجان خطوة اولى لبث الوعي في صفوف المواطنين،فالقضاء على الجهل والتخلف هو واحد من الاسباب التي ستقضي وتحد من الارهاب، فالارهاب اساسا يعتمد على التخلف والجهل والفقر والبطالة، وهذا الوعي المثمر الذي ينتشر شيئا فشيئا سيبعد الشاب البعيد عن الانحدار والسقوط في مهاوي الارهاب.

 

من جهتها قالت الدكتورة خيال الجواهري: هذا المهرجان قيم وهو مبادرة ابداعية من الشباب المستقلين الذي قاموا بها، ولان الحضور هو اكبر دليل على نجاح اكبر فعالية،فالحضور اكثر من جيد جدا بل واكبر من السنة الماضية،ومنظم بشكل جميل والكتب متوفرة بشكل كبير والزائرون يأخذ كل واحد منهم نسخته، اضافة الى ان الصور التي شاهدتها جميلة فهناك من مختلف الاعمار يفترشون الارض ويقرأون وهو منظر مفرح، ونبقى كعراقيين عشاقا للقراءة والكتب، وتبقى بغداد عاصمة للثقافة،وما النشاطات الثقافية والفعاليات التي تشهدها بغداد ما هي الا حالة طبيعية لولا ان التفجيرات والارهاب.

 

 واضافت: للاسف ان الحكومة غائبة دائما عن الاشياء الجميلة مثل هذا المهرجان الجميل، فهي لم تفعل شيئا للمواطن لذلك هي ليس لها وجود في روحية الناس ونفسيتهم، وهذا الذي را هو مبادرة من الشباب فيما الدولة التي يجب ان تكون حاضرة غابت، وانظر الى الناس هؤلاء فهم جاءوا بدون دعوات فما اجملهم وما اجمل المكان به، لذلك اقول اينما وجد العراقيون وجد الابداع، وانا متفائلة بمستقبل الوضع الثقافي في العراق.

 

اما فهد الصكر، تشكيلي وصحفي، فقال: للمرة الثانية احضر هذا المشروع المعرفي، فهو بتفاصيله اعادة روح الصلة بين الانسان والكتاب، بين الانسان المهمش الذي جعلته الازمات يبتعد عن الكتاب، هذا المشروع يريد ان يوصل فكرة التواصل المعرفي،خطوة شجاعة في زمن قحط، في زمن موجع، في زمن اكتسحت فيه الدمعة كل شوارع بغداد، في زمن هجرت وخربت المكتبات العامة والخاصة وغادرت مكتبات البيوتات الخاصة ايضا، هذا المهرجان في هكذا مكان وفي هكذا تجمع يعيد لنا اللحمة التي كنا نحلم بها كقراء وادباء وكثقفين من خلال هذا الطرح الذي بادر به شباب لا يعنيهم الاعلام ولا تعنيهم موضوعة الربح ولا اي شيء اخر بقدر ما يعنيهم هذا المشروع الانساني الذي يريد ان يعيد القراءة كصلة وثيقة مرة اخرى.

 

 واضاف: أجد هنا غيابا مقصودا ن قبل اجهزة الحكومة واجهزة منظمات المجتمع المدني، بل انني اشاهد بعض الذين زاروا المكان من السياسيين جاءوا من اجل الاستعراض لا اكثر، على عكس الادباء الذين جاءوا للتشجيع والتفاخر بالكتاب والمهرجان

 

  اما الاعلامية صابرين كاظم فقالت: الجميل في الموضوع ان هذه المبادرة استمرت للسنة الثانية على التوالي، ثم انظر الى هذه الحشود التي تحدت حرارة الشمس وجاءت منذ وقت مبكر، والجميل هذه التشيكلات من الكتب التي تجدها في كل مكان من حدائق ابو نؤاس، مع فعاليات فنية متنوعة، والاهم من هذا هي المشاركة الشبابية الفاعلة وهناك ركن خاص للاطفال وقصصهم في بلد تجاوز كثيرا الرحلة الحرجة للاطفال، هؤلاء الشباب الذين حققوا هذه المبادرة هم مثقفون واكاديميون واعلاميون، اجتمعوا مصادفة وصاروا اصدقاء وقرروا ان يبدأوا العمل، بعد ان أيدوا الفكرة التي قدحت في بال احدهم وهو اكاديمي وتخصصه علمي، في السنة الماضية كان هنالك 25 شابا تطوعوا لتنظيم المهرجان وهذه السنة ازداد العدد كثيرا وهناك شباب من المحافظات.

 

 واضافت: هذا المهرجان يعلن بشكل كبير،اننا يجب ان نشعل شمعة بدل ان نلعن الظلام، لابد ان يكون في موازاة مشاهد الخراب والدمار التي نشاهدها في البلد يوميا وعلى مساحات تزداد وتتسع اسبوعا بعد اسبوع،على الاقل نصنع فسحة خضراء من اجل الكتاب، فسحة مسالمة تدعو الاس لهذا المهرجان الحي من اجل الكتاب والالتثصاق بالكتاب، وربما هذا يحفز على قراءة قصة او عنوان او صفحة، او ربما يحفز اشخاصا متعددين على التعرف بآخرين مهتمين بالثقافة والكتاب، وهذا بالنتيجة يقود الى اجراء حركة وعي، هي الخطوة الاولى في الالف ميل.