آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-04:53م

فن


لمسة وفاء :نجوم جميلة من زمن جميل نحبه

الأربعاء - 25 سبتمبر 2013 - 12:00 م بتوقيت عدن

لمسة  وفاء :نجوم جميلة من زمن جميل نحبه
الفنان عصام خليدي والفنانة صباح منصر خلال حفل تكريم اقامه تلفزيون عدن قبل ايام - عدن الغد

عدن((عدن الغد))خاص:

كتب : مختار مقطري و فهد البرشاء 

هذه الصورة جمعت اثنين من اقطاب الزمن الجميل في عدن خاصة والجنوب عامة هما الفنانة القدير "صباح منصر" والفنان الجميل " عصام خليدي" خلال حفل صغير نظمه تلفزيون عدن قبل أيام لتكريم عدد من الرموز الإعلامية والفنية في عدن في الذكرى الـ 49 لتأسيس هذا الصرح الشامخ .

لعدن وذكرياتها وفنها واناسها الجميلة مكان واسع في كل القلوب المحبة للفن الجميل والحياة البسيطة والهادئة الهانئة ولسنوات طويلة ظلت بنت "منصر" والرائع" خليدي" رموز جميلة غنت للبحر والانسان والمدنية وللحب والجمال .

حينما يطالع المرأة مثل هذه الصور يتذكر زمن جميل لاتزال تحن الناس إليها بكل وجدانها واحاسيسها وكل ماتملك من مشاعر تجاهد في هذا الزمن الاسود ان تظل واقفة وان ماتت تموت كالاشجار واقفة .

صباح منصر الطفلة الموهوبة التي بدأت مشوارها الفني في برامج الأطفال حين بدأت ترتشف أصالة الفن وعبق الطرب الجميل من ينابيع الفن الخالد(لخالها) الموسيقار الكبير الراحل أحمد بن أحمد قاسم, لينقلها إلى محطة أكثر نضجاً حين أشركها معه في (دويتو حبيبي رجع لي), فتعلمت واستفادت، لتلتقي بعد ذلك بكبار الشعراء والملحنين لتقدم أغاني طربية ما زالت روائع لم يجد الزمان بمثلها حتى اليوم منها- ليس للحصر: يا حبيب يسعد صباحك.. زعلان مني.. حبيب العمر المشهورة باسم (يا زوجي) وسبقت بها أغنية( أبو عيالي) لفائزة أحمد لكن صباح منصر احتجبت عن الغناء منتصف السبعينات تقريباً لأسباب أسرية وحين انتهت الأسباب عادت قبل عشرسنوات تقريباً لفنها وجمهورها إخلاصا و وفاءً للفن وللجمهور.. لكن خذلناها,لوم نرحب بها الترحيب اللائق بمطربة كبيرة ملأت سماء الفن بأعذب الأغاني، لم نفتح لها الباب على مصراعيه فنكدنا عليها بالروتين والإجراءات الإدارية وولعنا بتعذيب المبدعين وتطفيش الفنانين الكبار، ولأنها صباح منصر، صفحة مشعة من صفحات العصر الذهبي للأغنية اليمنية في عدن, فلم يكن بمقدورها أن تستسلم لرغبتنا في أن نراها تمشي حافية في طريق الشوك والمسامير كموهبة جديدة، ومنعها تاريخها الفني الطويل والجميل، وكبرياؤها الفني والإنساني أن تقف لتستجدي مشاركة في حفل، أو تسجيل أغنية أو الظهور في برنامج تلفزيوني..لأن صباح منصر لا تريق ماء وجهها، فهي كبيرة، مطربة وإنسانة، عطاء ومقاماً بما قدمته من أغان لا تزال محفوظة في الذاكرة  والوجدان.

 

عصام خليدي : هامة  لم تنحني أو تطأطئ من قامتها رغم المعاناة التي عاشتها بكل فصولها , ورغم الجحود والنكران لها من كل المعنيين الذين دأبوا لأن يحنطوها ويلحقوها بركب من استسلموا لمحاولات الإحباط والتجاهل والتدمير وباتوا صرعى للألم والمعاناة والقهر والانسحاق والبؤس الذي ظل يلازمهم حتى قضوا نحبهم وفارقت أرواحهم أجسادهم وغدوا جثث هامدة يندبها كل من عرفها وعاشرها طيلة مشوارها الفني أو الأدبي أو حتى الوطني..

 

هامة  ظلت شامخة شموخ الجبال, تصارع , تكابد , تتحمل من أجل أن تظل تعطي بسخاء ويظل ينبعوها لا ينضب ,ولتسير على درب الإبداع والأصالة والعطاء المتدفق كمدينته التي لم تبخل يوما بشيء عن الوطن شمالا وجنوب.. ظل شامخا لانه يعي أن الانكسار والخضوع معناه الموت البطيء, معناه الاندثار والضياع في تلابيب الحياة التي لا يرحم أسياده من ينكسر أو يخضع أو يستلم لطقوس تجاهلهم وتدميرهم ونكرانهم لكل من نفض عن جسده غبار الإحباط والانصياع لأملائتهم التي لا تتعدى أن يقول بلسانهم أو يصدح في مجالسهم أو يلمعهم ويرفع من قدرهم ويعظم أمجادهم الزائلة والهشة..

 

 

 

 

قال أنا ( فنان) خلقت لأن أسير على درب أسلافي وأجدادي وأجدد موروثهم وأحافظ على أمجادهم التي منحت الإنسان ذات يوم سعادة غامرة وفرحة عارمة وزرعت الابتسامة على الشفاه ولامست القلوب وداعبت الأحاسيس وعزفت على أوتار القلوب أجمل ( سيمفونيات) الحب والعشق الصادق  , بل أبكت القلوب قبل العيون كلما تغنت عن الحب , عن الوطن , عن الحياة..

 

 

 

 

عصام خليدي.. أبن عدن البار .. النبع الذي لا ينضب عطاءه .. الصوت الذي يلامس شغاف القلوب ويأسر الألباب ويسبي العقول.. الصوت الذي تتدفق بمجرد أن تسمعه المشاعر وتنساب كشلالات فتيه.. وحينما يراقص أوتار عوده تهطل دمعات العود وتنتحب حناياه وتنوح الأنامل التي تعزف بشاعرية مطلقة وإحساس مرهف قلما تجد مثله.. فتتماوج الدواخل وتتمايل الأجساد حينما يشدوا ويغرد بصوته الملائكي وتتمتم شفتاه كلمات أغنياته التي تحمل فيض من المشاعر والأحاسيس والدفء والحنان والعطف والحب الخالص لكل شيء تغنى من أجله..

بدايات قوية ... ونجومية مطلقة

صدح في العام1979م وهو لازال في رعيان الشباب والعنفوان وكان لصوته الغض الطري وقعا في النفوس والدواخل ولكلماته التأثير الكبير على كل من كان يسمعه فهبت الجماهير وانتفضت من أمكانها وتعالت الصيحات والصرخات والتهبت المشاعر والأحاسيس وهاجت العواطف وقال الكل وبصوت واحد ( لا فض فوك ) وكان لهذه الكلمة الوقع الأكبر في دواخل الخليدي الذي لم يبحث يوما عن شهرة أو جاه أو سلطان, فلم يكن منه إلا أن شمر عن ساعديه وخطئ خطواته نحو سلم الإبداع والتألق والتميز تحفه المباركات وترافقه الدعوات وتحثه المحبة لمدينته التي كانت بوابة الجزيرة والوطن آنذاك بمدنيتها وطيبتها وإنسانية أهلها الذين لا يعرفون سوى الفن والإبداع والمشاعر والأحاسيس والصدق والعطاء كشواطئها  الوضاءة..

 

فتوسم في الــ30 من نوفمير من العام 1987وسام الدولة من ( الدرجة الأولى ) كأحسن صوت في مهرجان الفنون السابع المقام على خشبة المسرح الوطني في التواهي وتقديرا لإسهاماته الفنية ولقدراته الأدائية في الأداء الصوتي والإبداع والإجادة في مختلف الألوان الغنائية واللهجات اليمنية بخصوصية وتفرد واقتدار وفذاذة..