آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-04:23م

فن


المنلوجست فؤاد الشريف .. رائد فن المنلوج

الثلاثاء - 24 سبتمبر 2013 - 05:47 م بتوقيت عدن

المنلوجست فؤاد الشريف .. رائد فن المنلوج
المنلوجست فؤاد الشريف أبدع في فن المنلوج من خلال أدائه المتميز وحركاته الجميلة والرائعة مع إيقاع الموسيقى إلى جانب قفشاته الفكاهية التي تسعد جماهيره ومحبي فنه

عدن((عدن الغد))خاص:

كتب / أ.خالد سيف سعيد 

المنلوجست الفنان فؤاد يحيى الشريف والمعروف فنياً بـ (فؤاد الشريف) من مواليد مدينة عدن في العام 1935م.. هو عملاق الفكاهة الغنائية في اليمن ... (فن المنلوج) فن من نوع آخر من الغناء يعالج قضايا أو ظواهر اجتماعية شاذة بطريقة موضوعية وسخرية ويصف فناننا الراحل محمد مرشد ناجي رحمه الله وطيب ثراه فن المنلوج في كتابه (أغانينا الشعبية) قائلاً:

(إن فن المنلوج ... فن شعبي جميل يمارسه كل شعوب العالم.. وأن سر جماله أن يجمع بين البساطة والعمق في آن واحد.. وأن لفن المنلوج رسالة يؤديها كسائر الفنون ... وأشهرهم بعدن عمر محفوظ غابة، فؤاد الشريف نانان ساخران أبدعا في فن المنلوج من خلال انتقادهما للناس ولظواهر اجتماعية شاذة من صميم واقع حياتنا).


والمنلوجست فؤاد الشريف أبدع في فن المنلوج من خلال أدائه المتميز وحركاته الجميلة والرائعة مع إيقاع الموسيقى إلى جانب قفشاته الفكاهية التي تسعد جماهيره ومحبي فنه، فقد قدم المنلوجست عدة أعمال فنية في الحفلات والسهرات الموسيقية الفنية التي كانت تقام على مسرح البادري بكريتر في المناسبات والأعياد في بداية الستينات مع كبار الفنانين أمثال: أحمد قاسم، محمد مرشد ناجي ، محمد محسن عطروش، محمد عبده زيدي، محمد صالح عزاني، وصباح منصر، محمد سعيد منصر وغيرهم، كما كان يصاحب الفنانين في حفلاتهم الفنية الغنائية في خارج اليمن (السعودية) جيبوتي، لبنان، ولندن وغيرها من الدول).


ومن أعماله في فن المنلوجست التي غناها لشعراء كبار كلطفي جعفر أمان ، أحمد شريف الرفاعي وغيرهما، منولوج من تأليف الشاعر لطفي جعفر أمان (وألف على الزنقلة) وقام بتلحينها الفنان أحمد قاسم يقول مطلعها:

وألف على الزنقلة
من ساعة الهندول

زباط وراء زباط
تقول ادخل جول

واللي يقلي اسكت
اسكت له مش معقول

افك له زيتي
لما اصنجه على طول

اللي يحايل بي
ويزوع في الهندول

العب بيداته
أزيد من الفوت بول

بعدين لما كبرت
طبعاً ورحت الأسكول

جننت لك بالعيال وجمعتهم في الهول... الخ
أما منلوج المجلس البلدي كلمات عبد الله غالب عنتر ولحن محمد مرشد ناجي ، أداء فؤاد الشريف يقول فيه:

يا مجلس بلدينا
يا مزيد بلاوينا

ذي الغوبة تعمينا
وأنت ما تحمينا

يا مجلس تشريعي
يا مكثر تجويعي

بغلاء الرز ترويعي
وعذابي وتوجيهي

هذي (الشيخ عثمان) منسية
وسموها ضاحية

وعن (اتلبريقة) منفية
وحقوقي منسية

(محمد مرشد ناجي،اغنيات وحكايات، ص88).
أما الشاعر أحمد شريف الرفاعي فكتب منلوج (الهربة منك سنة) تقول مطلعها:
الهربة منك سنة.
والمسكة مني يوم.
بعدين تشرف
مش بس عتاب أو لوم
تعرف تخرج سلف
تعرف تخرج دين
من غير ألم أو أسف
فين باتروح بس فين ... الخ
ومن المنلوجات الكثيرة التي قدمها المنلوجست فؤاد الشريف وكانت تعالج قضايا ومشاكل اجتماعية (البلدية، مش بطال، المرة غثت بحالي، أبو دم ثقيل، كركر جمل، الزار، القات، ياناس حلوا المشكلة، امنعوا الهجرة، سير ياطير سير، يا مجلس تشريعي، مرضوح ما عندي عمل) وغيرها من المنلوجات الغنائية والمعبرة عن معاناة وظواهر اجتماعية من صميم الواقع المعيشي والتي قام بأدائها بكل جداره واقتدار في مجال فن المنلوج وحققت انتشاراً واسعاً.


في العام 1964متعرض المنلوجست فؤاد الشريف لحادث (حادثة انقلاب الأرسي) وكان بصحبة مجموعة من الفنانين والعازفين أثناء توجههم إلى ولاية الفضلي للمشاركة في اجتفالات فنية ، وهم عوض أحمد، عبد الكريم توفيق، محسن أحمد مهدي، المنلوجست عمر غابة، نديم عوض، المسلمي، علي فقيه (توفى في الحادثة) صلاح ناصر كرد (توفى في الحادثة) حيث أصيب المنلوجست فؤاد الشريف بإصابات طفيفة في وجهة (انظر صحيفة الأخبار 1964م).


ظل المنلوجست فؤاد الشريف متربعاً الساحة الفنية في مجال فن المنملوج في الستينات دون منازع أو منافس إلى أن ظهر (مهندس الميكرفون والأسطوانات التسجيلية) المهندس علي حيدرة عزاني الذي خاض مجال الغناء (أي فن المنلوج) ليتحدى المنلوجست فؤاد الشريف في الحفلات الفنية ولكنه لم يستمر أو يستطيع مجاراة المنلوجست فؤاد الشريف وفي أحد اللقاءات الفنية التي أجرتها صحيفة الأخبار مع المهندس العزاني وجه مندوب الصحيفة حينذاك محمد شفيق سؤالاً: قائلاً: من تعتقد أجمل العين أنت أم فؤاد الشريف؟
أجاب العزاني قائلاً: الجمال صفة لا يتمتع بها فؤاد الشريف.. ولكنه على كل حال أصغر مني في السن (انظر صحيفة الأخبار العدد 18.493 نوفمبر 1964م).


كما ظهر أيضاً المنلوجست عثمان عبدربه ليكون منافساً في هذا المجال عندما أبدع في المنلوج (الأبلة طويلة) مما أثار ضجة فنية في أوساط الجمهور، واعتقد أنه سيكون منافساً للمنلوجست فؤاد الشريف ولعبت الصحف الفنية حينذاك دوراً كبيراً في إثارة الضجة الفنية والتنافس الفني ، وفي مقابلة صحفية للمنلوجست عثمان عبدربه تحدث في رده على سؤال مندوب الصحيفة.. ألم يظهر بعد المنلوجست الذي ينافس فؤاد الشريف؟ أجاب قائلاً: أظن أن هذا صحيح.
وأنت؟
أجاب قائلاً: أنا اختلف عن فؤاد الشريف فأنا لي مدرس، وهذه المهنة تمنعني من أن أظهر بالمظهر الذي يظهر به فؤاد الشريف من حيث الحركات التي يؤديها عند أداء المنلوجات.. ولا استطيع أن أوديها أنا... وأظن أن هذه المهنة أثرت على اتجاهي الفني، من هذا تجدني أحافظ على وقاري كمدرس أثناء تأديتي المنلوجات، حتى أن إدارة المعارف استدعتني يوماً ما حول اتجاهي الفني في فن المنلوج.


وفي لقاء فني – دردشة فنية مع الفنان أم الخير العجمي أكدت قائلاً: "لا لا أظن أنه ظهر من ينافس فؤاد الشريف وقبل أن نصدر مثل هذا الحكم على فؤاد الشريف علينا أن نقارن بين فنه وفن عثمان عبدربه سنجد الفرق كبير بينهما وذلك يجعلنا نقول أن عبدربه لا يستطيع منافسة المنلوجست فؤاد الشريف" (انظر صحيفة الأخبار 13 نوفمبر 1964م).


وينبغي الإشارة إلى أن الفنانة أم الخير العجمي رحمها الله وهي ضمن حلف ثلاثي غنائي في زمن الفن الجميل وسمي بـ "الثلاثي اللطيف" ويضم الفنانات صباح منصر، رجاء باسودان، أم الخير العجمي.. والثلاثي اللطيف كان يشارك في الحفلات والسهرات الفنية التي كانت تقام على المستوى الداخلي والخارجي حينذاك.


في بداية الستينات ظهرت شائعات عن جنية العقبة "امرأة تنزل من العقبة ولها أرجل حمار" ونشرت الصحف العدنية حينذاك كثيراً عن جنية العقبة فالبعض الأخر ينفي وجودها مما سببت ذعراً لدى المواطنين، حيث نشرت صحيفة الأخبار خبراً بالمناشيت تحت عنوان "فؤاد الشريف يطلب ود جنية العقبة وجاء في الخبر ما يلي "إذا كانت جنية العقبة قد شردت من مسكنها القديم في جسر العقبة فأنا على أتم الاستعداد لقبولها تسكن معي في منزلي بالمنصورة، وبذلك أكفى الناس شرها. وإذا كانت جنية العقبة بنفس الصورة التي نشرتها الأخبار فإنه لما يسعني أن تقبلني أن أكون شريك حياتها فهذه كانت المداعبات والقفشات الفكاهية للمنلوجست فؤاد الشريف.


وأخيراً أقول المنلوجست فؤاد الشريف أسعد جمهوره ومحبي فنه بأغنية (المنلوجات) التي قدمها في مشوار حياته الفنية فكانت ذات طابع خاص به وشهرته في جنوب اليمن والجزيرة والخليج تنطلق من هذا اللون الذي اتخذه مسلكاً فنياً، وأطال الله بعمره ونتمنى لو عاد مرة أخرى ليغرد لنا اليوم في زمن مليء بالظواهر الاجتماعية الشاذة من صميم واقعنا الحالي.. أم أننا نقول بأن فن المنلوج في اليمن قد انقرض جراء الركون الفني والثقافي؟!.

مركز الدراسات عدن