آخر تحديث :الثلاثاء-21 مايو 2024-11:47ص

أدب وثقافة


طرب لحجي: يقولوا لي نسي حبك

الثلاثاء - 10 سبتمبر 2013 - 03:52 م بتوقيت عدن

طرب لحجي: يقولوا لي نسي حبك
الشاعر أحمد النصري يرقص مع الملحن الأمير محسن(حفيد القمندان) بمهرجان القمندان الثالث نوفمبر1988م.

لحج((عدن الغد)) مدونة جمال السيد:

كلمات: الأمير صالح مهدي العبدلي، لحن: الأمير محسن أحمد مهدي،غناء: فضل محمد اللحجي وأحمد سعيد

 

هذه واحدة من أعذب أغاني لحج وقد ذاعت في كل جزيرة العرب وخارجها. تغنى بها السارح والبارح؛ وصدح بها السيارة وحداة الجمّالة ؛ المقيلون بدواوينهم وأهل الأعراس في مخادرهم؛ وغناها كثيرون حتى لم يبق عاشق للطرب لم يسمعها أو يستمتع بها. غناها وسجلها لإذاعة عدن مطرب لحج أحمد يوسف الزبيدي ، وسجلها على الاسطوانات أحمد سعد اللحجي، وغناها من الخليج حمد خليفة وكثيرون غيرهم غير أنْ ليس هناك أعذب ولا أحلى ولا أطرب من عزف وأداء وسلطنة الموسيقار فضل محمد اللحجي.

 


يقولوا لي نسي حبك وليه تجري وراه

تناسى الحب من قلبـك ودوّر لكْ سواهْ

وكيف انساه وانا رِيْـده / وقلبي ملك في ايــدهْ

أنا مُـدمن على حـبـه وقلبـي ذي يبـاهْ

* * *

عرفته والهوى جــاهل ربينا في حماه

سقــاني دمعه السائل وانا دمعي سقاه

أنا لا شيء من دونهْ / ملكني سحرْ في عيونه

بغمزة قـــد أسَـرْ قلبي وقلبي ما نساه

* * *

هوانا في الدماء يجري ودمّي من دماهْ

أنا عمره وهو عمري وزاد روحي معاه

حبيبي كيـــف باسيبه / وغيره ليـــه باجيبهْ

وانا بعته هــوى قلبي وهو منّي اشتراه


* * *

حبيبي لو يجـــافيني أنا باحمــلْ جفاه

مصيره يوم بيجيني وترجعْ لي الحياه

هــوانا قــد ربي معنا / ولا حـــاجة تفرّقنا

كلام الحاسد العــاذل ولا قول الوشاه

* * *

أنا راضي وهـو راضي ويكفيني رضاه

وأنت ليش يـا فـــاضي تشكّك في صفاه

أنا راضي بذا المحبوب / أنا حِبّهْ ولا باتـوبْ

إذا قلبي اشتكى وَجْــدَهْ أنا عنـدي دواهْ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

المفردات: ريده: أريده. يباه: يبغاه؛ تنطق كذلك لأن أهل لحج ينطقون الغين همزة. جاهل: كلمة تحبيب تطلق على المحبوب صغير السن. وزاد: وانضاف إلى ذلك. باسيبه: سأتركه. باجيبه: سأجيء به؛ سآتي به.

 

الشاعر: الأمير صالح مهدي بن علي العبدلي (1910 ــ 1973) :

 

ولد الشاعر في حوطة لحج في بيت أدب وطرب. هو ابن أخت الشاعر الأمير أحمد فضل القمندان، وقد عاصره وشارك في ندواته الشعرية والفنية. درس الإبتداية بالمدرسة المحسنية، ثم التحق بمدرسة لتعليم الإنكليزية بعدن. خلف القمندان في وظيفته العسكرية كقائد لجيش سلطنة لحج وخلفه كذلك في الرتبة العسكرية كقمندان للجيش. هو شاعر غنائي متميز، واسع الإطلاع وعازف على آلتي العود والكمان. إنه واحد من أعمدة النهضة الفنية في لحج. كتب حوالى ستين (60) أغنية. غنى له أكبر مطربي لحج كفضل محمد اللحجي وفيصل علوي ومهدي درويش وحمدون والزبيدي والعودي ومحمد عبده زيدي وعبدالرحمن باجنيد. من أشهر أغانيه : (جمعت فنون الغزل ، ليه يا هذا الجميل ، يا ربيب الحب تربية الجمال ، يواعدني وينساني ، ناجت عيوني عيونه والهوى نظرة ، في الهوى جائز ولا هو شي ذنوب ، يقولوا لي الهوى قسمة) .. جمع الشاعران صالح نصيب وأحمد صالح عيسى أشعاره في ديوان: (على الحسيني سلام) صدر عن دار الهمداني ـ عدن عام 1980م. توفي في عدن في 10 مايو 1973م.

 

 

الملحن: الأمير محسن بن أحمد مهدي العبدلي (1935 ــ 2003):

 

هذا حفيد القمندان، وهو شاعر رقيق، وملحن أنيق، وعازف على عدة آلات موسيقية: العود والكمان والبيانو والدف والهاجر والمراويس والناي. وتفرّد الرجل حتى في غناء (الهداني) في أعراس أقاربه. من ألحانه: (أخي في الجزاير) لسبيت، (ياربيب الحب) و (وليه ياهذا الجميل) غناهما حمدون؛ و غنى له الزبيدي:(يقولوا لي نسي حبك)، (ليتني نسمه) و (زمان والله زمان) و (ناجت عيوني عيونه)؛ وغنى عبد الكريم توفيق: (رخصه شل حبه) ، (غيب والا احضر)؛ وله لحن: (دق القاع) للنصري غناها احمد بن احمد قاسم و رجاء باسودان. إشتغل في إذاعة عدن وكان يقدم برنامج (جنة الألحان). إلى إسهامات الأستاذين فضل محمد اللحجي ومحمد سعد صنعاني في تطوير اللحن في الأغنية اللحجية كإدخال المقدمات الموسيقية للأغاني وحذف (ربع التون) ليتواءم اللحن مع الآلات الغربية والخروج بالأغنية من إطارها المحلي، وضع الأمير أكثر من ثلاثين قطعة موسيقية هي مقدمات موسيقية لأغاني فلكلورية تراثية ومنها (حيا ليالي جميلة) و (ليتني نسمة) و(حالي يا عنب رازقي).. كما شكل الأمير مع الفنان أحمد قاسم فرقة موسيقية خاصة بإذاعة وتلفزيون عدن عام 1966م قامت بتسجيل وتوثيق أعمال العديد من الفنانين من مختلف مناطق الوطن. ولقد واصل الفنان سعودي أحمد صالح طريق الأمير فوضع المقدمات الموسيقية للأغنيات: (غزلان في الوادي) و (ذنوب سيدي ذنوب يا ورد نيسان) و (يا ذي تبوا للحسيني). توفي الأمير في 26 مارس 2003م ودُفن في لندن.

 

 

المطرب: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ):

 

 ولد بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان، باني النهضة الفنية بلحج، به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة فحافظ على مدرسة القمندان وأضاف إليها. ويُعد فضل أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. عُرف ببساطته وتعاونه ومحبته للناس وعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين) ، (البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) و(بانجناه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه؛ و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب.. وله ( يا الله درك غارة) وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، دار الهمداني عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن بالحوطة.

 

 

بقلم: جمال السيد

أديب وناقد من لحج