مستشفى القطن العام بوادي حضرموت خلال السنوات الماضية كان يشار إليه بالبنان لتميز خدماته الطبية والصحية وهذه المميزات أتت كثمرات أكثر من عقدين من الزمن بعد استقدام عدد من البعثات الطبية الأجنبية الهندية والصينية والروسية وشهد توسعاً في الأقسام التخصصية بتعاون من الإدارات المتعاقبة والأطباء والاختصاصيين والفنيين والعاملين الذين يعملون بكل تفانِ وإخلاص لخدمة المرضى والوافدين ،.
إلا أنه منذ حوالي عشر سنوات وبعد مغادرة البعثة الصينية واستبدالها بأخرى روسية وبتخصصات أقل وذهاب الكادر المحلي للتأهيل تراجعت الخدمات حتى وصلت في السنوات القليلة الأخيرة إلى وضع يرثى له لأسباب عدة هجرة الكادر المؤهل في الداخل والخارج وتعاقب الإدارات واختلافها مع السلطة المحلية حتى وصلت الأوضاع إلى الأسوأ وإغلاق أقسام وإضراب الأطباء والعاملين إضافة إلى مديونية مالية على المستشفى بملايين الريالات ومنذ بداية العام الجاري وبعد تكليف مدير جديد وبعد مشاورات واجتماعات مع السلطة والطاقم الطبي بدأ المستشفى يستعيد عافيته ومكانته في المجتمع .في هذا اللقاء مع د. سالم عبدالله باسواد مدير مستشفى القطن العام نتعرف على أهم العوائق والمشكلات والمعالجات التي اتخذت لإعادة العمل وتفعيله.
حوار/ محمد الحداد ـ تصوير : عبدالله بن شهاب :
ماهي العوائق والمشكلات والمعالجات التي اتخذت لإعادة العمل وتفعيل المستشفى؟.
استلمت الإدارة منتصف ديسمبر العام المنصرم والمستشفى في وضع صعب إغلاق أقسام وعيادات وإضراب الأطباء والعاملين وبحمد الله وتوفيقه وبجهود السلطة المحلية ومكتب وزارة الصحة بالوادي والصحراء وبتعاون الكادر الطبي والفني والعاملين ابدوا استعدادهم لاستئناف العمل مما شكل لنا سنداً ودعماً في فتح أغلب الأقسام الطبية والعيادات التخصصية والعامة ثم جاءت زيارة وزير الصحة والسكان في حكومة الوفاق لتفقد الأوضاع الصحية في المحافظة وأبدى تفهماً كبيراً لمعالجة الوضع في المستشفى ووجه بتوفير ستة أطباء أخصائيين محليين والتعاقد مهم ،.
فكانت بشرى سارة للأهالي وقد تم التعاقد مع أربعة أطباء أخصائيين نساء وولادة / جراحة / تخدير وباطني وبدأ العمل يسير بصورة جيدة إلى جانب الكادر الطبي والتخصصي في المستشفى وشهد المستشفى توافد أعداد كبيرة من الزوار والمرضى إلا أننا وبعد مرور شهرين من عمل الأطباء المتعاقدين ولعدم اعتماد مخصصاتهم المالية اضطررنا لتسديد مرتباتهم من إيرادات مساهمة المجتمع كما غادر أخصائي الجراحة لعدم التعاقد لفترة طويلة وتكفل محافظ حضرموت الأستاذ / خالد سعيد الديني بالمساهمة بمبلغ ( 1200 ) دولار شهرياً في تسديد راتب أخصائية النساء والولادة إضافة إلى مبلغ ( 800 ) دولار شهرياً من مؤسسة البادية الخيرية لاستكمال راتب الأخصائية .
وقد بذلنا جهوداً ومخاطبات مع مدير عام المديرية ومكتب الصحة والسلطة المحلية بالوادي والصحراء دون جدوى .. وبفضل صبر وتعاون العاملين بالمستشفى أجلنا حوافزهم المالية لتغطية نفقات الاختصاصيين ( الباطني والتخدير ) إضافة إلى تسديد مبلغ من المديونية التي ورثناها على المستشفى البالغة عشرة مليون ريال .
كما لا أنسى دعم مكتب الوزارة بالوادي بتوفير ثلاجة حفظ جثث الموتى وأدوات مكتبية ومنزلية .
= هل من اتصالات ومساعي مع التجار والجمعيات الخيرية لمساعدتكم في كفالة أطباء أو توفير مستلزمات ضرورية ؟
نحن طرقنا كل الأبواب مع السلطة المحلية ومكتب الوزارة وكذلك مع رجال الخير والمؤسسات والجمعيات الخيرية وأثمرت متابعاتنا عن بعض الحلول لمشاكلنا ومنها كما ذكرت مؤسسة البادية الخيرية تساهم في كفالة جزء من راتب أخصائية الولادة بمبلغ ( 800 ) دولار شهرياً وكذلك توفير رؤوس اسطوانات أكسجين ، جمعية القطن أولاً للتنمية ساهمت في توفير رواتب أخصائيين اثنين الباطني والتخدير لمدة عام عن طريق فاعلي خير كما تعهدت بتعبئة اسطوانات الأكسجين لمدة ثلاثة أشهر إضافة إلى بعض التجهيزات في شقق الأطباء بما يعادل ( 250 ) ألف ريال ، ودعم من مؤسسة روافد الخيرية وجمعية حورة الخيرية الاجتماعية قدمت مولد كهربائي إضافة إلى تشغيل وحدة غسيل الكلى بواسطة رجال الخير الذين نشيد بكل ما قدموه للمستشفى وتخفيف معاناة المرضى وجزا الله الجميع خير الجزاء وأملنا كبير في كل الخيرين وأصحاب الأيادي البيضاء باستمرار دعمهم .
= ما هو مستوى التغذية والنظافة في المستشفى ؟
التغذية مع مقاول وهي حسنة ولكنها ليست كافية ونطمح في تحسين الغذاءات وتقديم الوجبات الأفضل وتحسين النظافة أكثر في الأقسام والساحات الداخلية .
= تم ترفيع وحدة غسيل الكلى إلى مركز .. ماذا يعني لكم هذا القرار ؟
وحدة غسيل الكلية الصناعية هي الوجه المشرق للصحة في وادي حضرموت ومنذ إنشائها مطلع عام 2003م وهي تعمل بصورة أفضل وفاعلة وتحظى باحترام وتقدير كل من زارها من مختلف المحافظات أو من المغتربين وتقديم خدماتها كاملة بالمجان أضف إلى ذلك مواصلات للمرضى من خارج المديرية للتخفيف من معاناتهم وتعتبر بالأمانة أفضل وحدة أو مركز غسيل في اليمن أو بعض دول الجوار بشهادات من الزوار من وزراء أو محافظين وأعضاء مجلس النواب وغيرهم أو من المغتربين في دول المهجر وتشرفت الوحدة بزيارة كريمة من قبل فخامة المشير / عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية عندما كان نائباً للرئيس في 2009م .. والوحدة فكرة جمعية حورة الاجتماعية الخيرية وبتمويل من رجال الخير والإحسان الذين لم يبخلوا في مواكبة التحديث المستمر للأجهزة كافة ، والكلفة التشغيلية السنوية إلى جانب دعم مكتب وزارة الصحة والإشراف الفني من قبلنا ولا يسعنا إلا أن نتقدم بأجمل عبارات الشكر والثناء لكل أصحاب الأيادي البيضاء والجهود الخيرية لاستمرارية عملها لخدمة المرضى في حضرموت وعدد من المحافظات المجاورة .
= هل تطلعونا على إحصائية أرقام الأقسام العاملة ؟
أمامكم إحصائية من الأرقام خلال الفترة من ( يناير ـــ يونيو ) كالآتي : استقبل قسم الطوارئ ( 5052 ) ، عيادة الأطفال ( 2241 ) ، الباطني ( 1507 ) ، عيادة النساء والولادة ( 1388 ) حالة وعدد ( 106 ) عمليات فيما بلغ زوار العيادة العامة ( 1156 ) والطوارئ التوليدية ( 668 )والعيون ( 111 ) مريض فيما قسم الجراحة ( 478 ) والأسنان أكثر من ( 400 ) مريضاً و فحوصات المختبرات لعدد ( 31724 ) فحصاً وإجراء الأشعة لـ ( 2796 ) مريضاً .
= هل هناك نواقص ومشكلات أخرى ؟
أولاً نطالب ونناشد وزير الصحة ومكتب الوزارة بالوادي بالإسراع في اعتماد رواتب الاختصاصيين الستة الذين وجه بهم الوزير في زيارته لنا كما نأمل من السلطة المحلية ومكتب وزارة الصحة بمساعدتنا في تسديد بعض من المديونية السابقة على المستشفى لنتمكن من صرف حوافز الأطباء والعمال للفترة الماضية وتزويدنا بأشعة مقطعية ومغناطيسية و تلفزيونية وأجهزة مختبرات حديثة وتوظيف المتعاقدين وعددهم ( 30 ) متعاقداً مرت على فترات عملهم أكثر من عشر سنوات .
ونلفت انتباه الجميع إلى ترميم وصيانة المبنى المشيد من الطين واستبدال السور القائم والمائل للانهيار وصيانة المجاري والصرف الصحي ، وحاجتنا لسيارات إسعاف وسيارات إسعاف لحوادث الطرقات لموقع المستشفى الذي يرتبط بطرقات بين المحافظات وممر دولي ..
