آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-06:08م

أدب وثقافة


فى الذكرى الـ5 لرحيل قائد المقاومة.. محمود درويش الغائب الحاضر

الجمعة - 09 أغسطس 2013 - 05:35 م بتوقيت عدن

فى الذكرى الـ5 لرحيل قائد المقاومة.. محمود درويش الغائب الحاضر
قائد المقاومة الفلسطينية محمود درويش

(عدن الغد)متابعات:

أيها الماضى! لا تغيِّرنا... كلما ابتعدنا عنك!!
أيها المستقبل: لا تسألنا: مَنْ أنتم؟
وماذا تريدون مني؟ فنحن أيضاً لا نعرف
أيها الحاضر! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى
عابرى سبيلٍ ثقلاءِ الظل!

هذه كلمات الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش.. الشاعر الذى قالت عنه وزيرة الثقافة المغربية ثريا جبران،" إنه سيظل حاضراً فى ذاكرتنا ووعينا ووجداننا ووجدان كل العرب".. وقال عنه الكاتب أنطوان شلحت "أهم ما يبقى من محمود درويش أنه صنع من الشعر ذاكرة له وذاكرة جماعية للشعب الفلسطينى".

ولد محمود درويش عام 1941 م، ورحل عن عالمنا 9 أغسطس 2008م بعدما قدم لنا شعراً عظيماً تخلده ذاكرة الأدب، فهو الشاعر الفلسطينى الذى حمل على عاتقه هموم الأمة الفلسطينية، حيث ارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن، ويعتبر أحد أبرز من ساهم فى تطوير الشعر العربى الحديث وإدخال الرمزية فيه.

بدأ درويش كتابة الشعر فى وقت مبكر من حياته، ولاقى تشجيعاً من بعض معلميه، وفى يوم الاستقلال العاشر لإسرائيل ألقى قصيدة بعنوان " أخى العبرى" فى احتفال أقامته مدرسته، وكانت القصيدة مقارنة بين ظروف حياة الأطفال العرب مقابل اليهود، وعلى أثر هذه القصيدة تم استدعاؤه إلى مكتب الحاكم العسكرى الذى قام بتوبيخه وهدده بفصل أبيه من العمل إذا استمر فى تأليف أشعار شبيهة، لكنه لم يخضع له، واستمر فى كتابة الشعر وتم نشر ديوانه الأول عصافير بلا أجنحة عام 1960م.

فهو يعد درويش شاعر المقامة الفلسطينية، وقام بكتابة العديد من الأعمال الأدبية منها :" سجل أنا عربى، أحنّ إلى خبز أمّى، العصافير تموت فى الجليل عام 1970، شىء عن الوطن، بطاقة هوية، وغيرها ".

نشأ درويش فى قرية البروة بفلسطين.. ثم غادرها مع أسرته برفقة اللاجئين إلى لبنان عام 1947، ثم عادت أسرته إليها متسلسلة عام 1949 عقب اتفاقيات السلام المؤقتة، فتفاجئت بوجود قرية بوشاف الإسرائيلية على أنقاض قريتهم.. فعاش مع أسرته فى قرية جديدة.

التحق بالحزب الشيوعى "راكاح" عقب إنهاء دراسته الثانوية، وهو الحزب الذى كان يطرح قضايا العرب ويدافع عنهم أمام العالم، وبدأ يكتب الشعر والمقالات فى جرائد الحزب مثل "الاتحاد، والجديد" والتى أصبح فيما بعد مشرف على تحريرها، وذاع صيتها فى المجتمع العربى فى فلسطين بوصفه شاعراً للمقاومة لدرجة أنه كان قادراً بقصائده إرباك حملة السلاح الصهيونى.

اعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدأ من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسى وذلك حتى عام 1972 حيث توجه إلى للاتحاد السوفييتى للدراسة، وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل رئيساً لتحرير مجلة "شؤون فلسطينية"، ومؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، غير أنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاقية أوسلو.كما شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل.

حصل درويش خلال مسيرته الطويلة على عدد من الجوائز العربية والعالمية منها "جائزة اللوتس عام 1969،جائزة البحر المتوسط عام 1980، درع الثورة الفلسطينية عام 1981، لوحة أوروبا للشعر عام 1981،جائزة ابن سينا فى الإتحاد السوفيتى عام 1982،جائزة الأمير كلاوس الهولندية عام 2004، جائزة ملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى عام 2007، وغيرها من الجوائر التى تعترف بشاعر عظيم وضع بصمة أدبية فى عالم الشعر العربى.

توفى درويش فى الولايات المتحدة الأمريكية 9 أغسطس 2008 على إثر إجراء عملية قلب مفتوح التى دخل بعدها فى غيوبة أدت إلى وفاته، فتم دفن جسده فى 13 أغسطس من نفس العام فى مدينة رام الله، حيث خصصت له قطعة أرض فى قصر رام الله الثقافى.

وأعلن حينها الرئيس محمود عباس 3 أيام حداد فى كافة الأراضى الفلسطينية حزناً على الشاعر والمناضل الراحل، حيث وصفه " بعاشق فلسطين، ورائد المشروع الثقافى الحديث، والقائد الوطنى اللامع والمعطاء ".