آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:43م

أخبار المحافظات


الآلاف بتريم يحيون ختام رمضان بليلة تراتيل ربانية (مصور)

الأربعاء - 07 أغسطس 2013 - 04:00 ص بتوقيت عدن

الآلاف بتريم يحيون ختام رمضان بليلة تراتيل ربانية (مصور)
صورة من الصلوات التي شهدها مسجد المحضار بتريم ليلة 28 رمضان 1434ه

تريم ((عدن الغد )) خاص:

اختتمت مساء الثلاثاء  جميع مساجد مدينة تريم ختومات مساجدها العريقة حيث تسمى هذه  الليلة ليلة الجمع الأكبر والتي فيها يكون ختم مسجد وجامع المحضار الشهير بمنارته الفريدة ذات الطراز المعماري الطيني الحضرمي الأصيل .

ليلة الجمع الكبير سميت هكذا لان الناس تأتي إلى تريم من كل فج عميك من كل مديريات محافظة حضرموت  والمحافظات القريبة منها ومن بعض الدول العربية الإسلامية.

 الكل يأتي  ,ليس لهم سوى مقصد واحد هو الصلاة في هذا الجامع المبارك  الكل يرتشف ويدعي  مع هذا الجمع من المصلين الذي قدر هذه المرة بالآلاف المصليين  تقربا لله عزوجل وابتغاء رحمته والترشف من روحانية الأرض الطاهرة تريم  والتي تعتبر مركز لإشعاع الإسلام بحضرموت وعاصمة للثقافة الإسلامية .

فمنذ بزوغ شمس يوم الثامن والعشرين   توافدت إلى مدينة تريم  حشود الباغين والراشفين الرحمة من ربهم إلى تريم  توافد لكي يرتشفوا صباحيا وعصرا قليلا من  الرشفات الروحانية التي تغدق عليهم بها تريم إلى حين موعد غروب الشمس فيذهب  جميع من أتى من خارج مدينة تريم لتناول وجبة الإفطار بمسجد المحضار تقام الصلاة  فلا ينصرفون تقام وتتلى الأذكار وترتل الآيات القرآنية وتنشد وتصدح الحناجر بالأناشيد الروحانية إلى حين موعد إقامة  صلاه العشاء عندها يكون المسجد وباحاته وتكون الساحات والشوارع المحيطة بالمسجد قد امتلئت بالمصلين الذين أتوا من كل حدب وصوب .


كما أن للصلاة نظام وعادات متبعة تناقلها الأباء عن الأجداد فتقسم صلاة التراويح على أحفاد الشيخ شهاب الدين لأنهم توارثوا نظارة هذا المسجد وقاموا بخدمته وعمارته حق القيام وذلك بأن يتقدم الأكبر سنا من كل فخيذة من قبيلة آل شهاب ليؤم الناس أربع ركعات تسمى ( الراحة ) وتبقى الراحة الأخيرة لناظر المسجد ، وبنفس التقسيم تقرأ الكتب والأدعية والخطب التي تذكر النفس بما لها وما عليها من حقوق وواجبات تجاه العباد ورب العباد وما ينتظرها في الدار الآخرة كخطبة شهر رمضان وخطبة المعروف ودعاء أبي حربة ودعاء بر الوالدين . كما يعتاد في كل سنة إقامة وجبة سحور لجيران المسجد وخدامه وعماله وأبناء الشيخ شهاب الدين في بيت السيد عبدالله بن علوي بن شهاب بعد أن كانت في زاوية الشيخ عمر المحضار لضيق المكان وكثرة الناس ، ويستمر المسجد معمورا بذكر الله والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلى أذان الفجر ليمتلئ المسجد من جديد بالمصلين ذلك أن آخر الليل وقت فضيل يستجاب فيه الدعاء والناس بين راج لله وخاشع وباك وقارئ للقرآن

وبهذه الحلة الإيمانية التي تكسو مدينة تريم تمتلئ حدائقها بنور ختم القرآن الكريم من ختم مسجد المحضار إلى جانب ختم مسجد الإمام الحداد ( الفتح ) بالحاوي ومسجد الشيخ حسين بالسوق وعدد من المساجد الأخرى التي تبقى مفتوحة الأبواب ممدودة اليدين طول الليل تبعث بنفحات الروحانية في أرجاء المكان في تناغم جميل مع تميز في لحظات الزمان

.
هكذا هي تريم وعاداتها العتيقة ، انقضى من عمرها رمضان هذه السنة التي يأمل الناس منها أن تكون فاتحة خير وبشر للجميع لما أحيطت به هذه المدينة من شرف كبير جعل منها منارا للخير والعطاء والوسطية الشرعية والثقافة الإسلامية ..

*من أمجد صبيح /تصوير عادل الصاعي