آخر تحديث :الثلاثاء-28 مايو 2024-11:22ص

ملفات وتحقيقات


في عدن فقط .. التمييز مستمر بشأن (الإكرامية) !!

الأحد - 28 يوليه 2013 - 11:48 م بتوقيت عدن

في عدن فقط  .. التمييز مستمر بشأن  (الإكرامية) !!
يرفع الموظفون البسطاء في عدن نداءاتهم ورسائلهم المطالبة بصرف الإكرامية إلى القيادات في صنعاء بداية شهر رمضان ، ثم ينتظرون حتى يولي الشهر وينتهي حلم صرف تلك الإكرامية

عدن ((عدن الغد)) خاص :

مع نهاية رمضان في كل عام يبدأ الحديث باستمرار عن صرف إكرامية المرافق والمؤسسات والهيئات التابعة للقطاع العام في مدينة عدن ، إلا أن معظم المرافق الحكومية ينتهي الحديث بوعود كاذبة منذ بداية الشهر وحتى نهايته .

 

الغريب في مدينة عدن ومرافقها العامة أن هناك تمييز واضح وقاتل بين الموظفين العاملين في القطاعات المختلفة ، فيتم صرف إكرامية (راتب شهر كامل) لمجموعة محدد من القطاعات والمرافق ويتم تجاهل الباقين بالرغم من أن تلك المرافق كانت تتسلم تلك (الإكرامية) حتى أعوام قليلة قبل أن يتم قطعها بتوجيهات من الإدارات المركزية في (صنعاء).

 

يرفع الموظفون البسطاء في عدن نداءاتهم ورسائلهم المطالبة بصرف الإكرامية إلى القيادات في صنعاء بداية شهر رمضان ، ثم ينتظرون حتى يولي الشهر وينتهي حلم صرف تلك الإكرامية .

 

(عدن الغد) طرقت هذا الباب وبدأت بتلمس أوضاع الموظفين الذين قال بعضهم "صنعاء لن تعطف على عدن"  بشأن (الإكرامية) حتى لو ماتوا

 

سؤال موظفو عدن : أين الراتب رقم 13 ؟

 

عندما تبدأ الحديث عن (الإكرامية) التي تصرف حق من حقوق الموظفين كل سنة يتداول سؤال مكرر : جميع مرافق الدولة أو معظمها تتسلم من وزارة المالية بند الرواتب وفيه (13) شهر ، أي بمعنى أن هناك شهر زائد يتم صرفه إلى المرافق كـ (إكرامية) مستحقة لجميع الموظفين في القطاعات المختلفة التابعة للدولة.. أين الراتب رقم (13) ؟

 

والملاحظ في عدن أن هناك مرافق تتسلم هذه الإكرامية بانتظام كل سنة فيما آخرين قطعت عنهم بصورة مفاجئة وآخرين لا يتسلمونها نهائيا .. تناقض غريب وتمييز مستمر وإقصاء وتهميش الموظفين في عدن متواصل من رئاسة الوزراء ووزارة المالية ورؤساء ومدراء القطاعات التي تتمركز في صنعاء دون المبالاة إلى وضع وواقع الموظف البسيط في هذا المدينة.

 

أين حقوقنا المسلوبة يا حكومة الوفاق ؟

 

ولا يزال حتى اللحظة والموظف في عدن والمحافظات الجنوبية ينادي بحقوقه المشروعة والمنتهكة منذ حرب 1994م التي أفضت بدخول قوات الشرعية وإنهاء دولة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) ، فبدأت التراكمات والتجاهل لكل المطالب التي يتم المناداة بها عقب تلك الحرب.

 

فالبرغم من رفع رسائل مستمرة من بعض المرافق تطالب بصرف الإكرامية إلا أن قيادة تلك المرافق والمؤسسات في صنعاء ترفض حتى الحديث عنها وتحمل مسؤولية صرفها من عدمه على وزارة المالية.

 

التمييز حتى في الوزارة الواحدة ؟

 

الذي قد لا يصدق أن التمييز في صرف (الإكرامية) في عدن قد يحدث في وزارة واحدة ، فمثلا في وزارة الإعلام وقطاعاتها ومؤسساتها في عدن يتم صرف هذه المستحقات  لبعض المرافق ويتم تجاهل البعض الآخر.

 

فبحسب مصادر إعلامية أفادت (عدن الغد) أن مرافق إعلامية أمثال التلفزيون والإذاعة ومؤسسة الثورة والجمهورية وأكتوبر بالمدينة تم صرف إكرامية للموظفين فيها ، إلا أن هناك تجاهل واضح وصريح بحسب إعلاميون في وكالة الأنباء اليمنية سبأ بعدن (وكالة أنباء عدن سابقا) عن رفض الإدارة العامة في صنعاء صرفها ، مشيرين إلى أنه  تم قطع (الإكرامية) من العام 2007م أثناء ما كان رئيس مجلس الإدارة تحت إدارة نصر طه مصطفى وبصورة مفاجئة رغم أن وكالة الأنباء اليمنية سبأ تتسلم مرتبات (13) شهر بحسب أحد العاملين فيها.

 

 

الحكومات تطلق صرخات كاذبة ؟

 

مع دخول الشهر الكريم حتى تبدأ الحكومات المتعاقبة سنوات وتحديدا 2006م عقب الانتخابات الرئاسية السابقة التي انتهت لصالح المؤتمر الشعبي العام وفوز الرئيس السابق علي عبدالله صالح حتى تبدأ صيحات الحكومات بعدم الصرف إلا أن في هناك المطاف يتم صرفها لبعض المرافق وتجاهل البعض الآخر ، مع التذكير أن هناك رواتب تم صرفها بتوجيهات رئاسية لجميع الموظفين المدنيين والعسكريين خلال شهر رمضان وتم قطعها بعد سنتين فقط من فوز الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

 

وحاليا تمارس حكومة الوفاق التي يترأسها محمد سالم باسندوة ويدير ماليتها صخر الوجية اعمال تقشف بحقوق الموظفين في مدينة عدن ، حيث يقوم وزير المالية بإعطاء توجيهات بصرف إكراميات لبعض المؤسسات والمرافق ويرفض توجيهات لبعض أخر ، في صورة استفزازية.

 

وترفع وزارة المالية شعار (لا توجد ميزانية) بالرغم من أن التصريحات والمبالغ والملايين التي يتم دعم اليمن بها من دول صديقة ومانحة وشقيقة وتذهب لخزينة الدولة.

 

 

اللعب بمشاعر الموظفين البسطاء ؟

 

شر البلية ما يضحك .. هكذا وجدنا موظف يعمل بمرفق بمدينة عدن .. قال أن المسؤولين في صنعاء ومع دخول رمضان يقولون أنه سيتم صرف (إكرامية) المرافق لهذا العام ،، وتمر الأيام حتى المنتصف يعودون يقولون أنهم ينتظرون الميزانية من وزارة المالية ليتم الصرف وسوف تخرج خلال أيام ،، وفي نهاية الشهر يغلقون جوالاتهم في بعض الاحيان ولا يردون مرات أخرى وأن ردوا أكدوا أن لا يوجد ميزانية أو أن وزير المالية رفض..

 

في الخلاصة أن الموظف في عدن يعيش شهر رمضان والعيد وهو حسرة شديدة سببها الحيتان الكبيرة التي تتلاعب بمشاعره وبقوته ،، والحسرة تكتمل وتزيد الطين بله أن موظفين آخرين في نفس مدينته ينعمون بـ(إكرامية) ويقضون أجل أيام في العيد .. ويكتفي الموظف البسيط بعيد قد يخلوا من الفرحة.

 

حقوق مسلوبة من صنعاء !

 

لا يقتصر الظلم الواقع على الموظفين في عدن على (الإكرامية) وإنما حتى في حقوق أخرى كثيرة ، فمثلا تسويات الموظفين في عدن والجنوب منذ 1994م وحتى اللحظة لم تسوى مقارنة مع مرافق أخرى في المدينة ، أو المراكز الإدارة في صنعاء التي تمارس إهمال وظلم بحق الموظفين في عدن.

 

موظف في عدن يقول :  أن موظف من العام 2003م وأكملت دراستي الأكاديمية في العام 2007 وحتى اللحظة لم يتم إدراج شهادتي ضمن التسويات المستحقة ، كون مرفقي مرتبط مع المركز في صنعاء ، زملائي في مرافق أخرى تم إدراج مؤهلاتهم الجامعية بصورة سريعة دون أية عراقيل ، فأنا عندما اسأل يقولون لي في صنعاء التسويات مغلقة ، ومكتب الخدمة المدنية في عدن يقول عكس ذلك فالتسويات الخاصة بالمؤهلات تفتح كل سنة ولكن التلاعب بالشؤون المالية والإدارية وأعمال الفساد هي التي تعرقل هذه التسويات رغم أن التغييرات حصلت في قيادة المركز إلا أن التلاعب كبير جدا.

 

رمضان ولى و(الإكرامية) راحت !

 

ها نحن في نهاية الشهر وقد بدأت وزارة المالية بمسلسلها الرافض لصرف الإكراميات الخاصة بالموظفين في عدن وباقي المحافظات ، سؤال يوجه كل موظف لماذا يا وزير المالية يتم صرف إكرامية لمرافق وأخرى لا .. هذا هو العدل الذي تنادي به قبل توليك منصبك .. يا وزير أنت لست موظف عادي ، انزل إلى مدينة عدن وتلمس الموظفين حتى تعرف كيف يعيش الفرد مع أسرته على راتب شهر ضئيل جدا .