آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-05:27م

ملفات وتحقيقات


كيف يتذكر أهالي أبين قيادي محلي قتلته القاعدة ؟

الإثنين - 05 ديسمبر 2011 - 11:21 م بتوقيت عدن

كيف يتذكر أهالي أبين قيادي محلي قتلته القاعدة ؟
توفيق علي منصور (الثاني من اليمين) في صورة من الأرشيف-عدن الغد

لودر «عدن الغد » خاص:

تمكنت جماعات مسلحة تدعي انتمائها إلى تنظيم القاعدة من اغتيال قيادي محلي تولى مهام محاربة هذه الجماعات .

وتمكن القيادي الشاب خلال أشهر قليلة فقط من أحكام السيطرة بمعانة لجان شعبية مكونة من شباب مدينة لودر على المدينة وطرد عناصر هذه الجماعات.

 

خلال الأشهر الماضية اكتسب الرجل شعبية واسعة النطاق بين صفوف الأهالي وتمكن من ان يكون الرجل الذي علق عليه سكان مدينة أبين آمال كثيرة في إخراج منطقتهم من أتون الحرب التي تعيشها أبين.

صباح الجمعة الماضية تعرض الرجل لمحاولة اغتيال أثناء خروجه من منزله وسط مدينة لودر عبر زرع عبوة ناسفة في طريق خروجه انفجرت متسببة بمقتل حارسه الشخصي وإصابته بجروح بالغة.

 

بعد ثلاثة أيام الحادثة توفي الرجل وسط حالة من الذهول والسخط انتابت الأهالي .

صحفي محلي من أبناء مديرية لودر عبر بطريقته وقدم مادة رثاء بحق الرجل ينشرها "عدن الغد " وفاء لهذا الرجل .

 

 

ماذا عساه سيخط القلم؟ وبماذا سينطق اللسان؟الكلمات تخنقها العبرات,والدموع تغرق العيون,والالم يستبد بالأحشاء,والحزن يخيم على الدواخل..

أي كلمات تلك التي ستخفف وقع معاناتنا,وأي معان ستظهر هول مصابنا,وأي مواساة ستنسينا فاجعتنا..حلت المصيبة وحطت رحالها وأخذت الأقدار خير رجالنا,فارقناه عنوة ورحل عنا دون إرادته,شأت المشيئة أن يغمض عينيه والى الأبد وان يستكين جسده دون حراك وهو في عنفوان شبابه واوج عطائه حتى انه لم يكمل ما عاهد ذاته عليه..

 

وهب نفسه وماله ودمه وحمل كفنه على كفه لأجل قضية آمن بها حتى النخاع ولم يبخل عليها بشيء ولم يخشى في الله لومة لائم.كان ذلك الحصن المنيع الذي أحتمت خلف أسواره لودر برمتها,وتلك الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها شرور المفسدين والمخربين,وكان ذلك الحضن الذي آوى إليه الخائفين والبسطاء والمعدمين,وذلك الكف الذي مسح عنهم دموع الحسرة والالم,وذلك القلب الذي أتسع للكل على أختلاف مشاربهم ومذاهبهم..

 

كان الأب الروحي للودر وكان القلب النابض والدينامو المحرك,كان المرشد والدليل والسراج المنير,كان الاخ والرفيق والحصن الحصين..رحل عنا من أحبه القاصي والداني,الصغير والكبير,أحبه من عرفه ومن لم يعرفه ووضعوا ثقتهم فيه فصيته سبقه وأفعاله أجبرت الكل أن يحبه ويحترمه على الرغم من انه لم ين يبحث عن شهرة او جاه أو مجد او سلطان,بل كان يبحث عن ما يرضي الله ويقربه إليه ما ينفع اهله ويخدمهم..

 

نعم هو رحل بعد أن أغتالته أيادي الغدر والخيانة التي سعت مرات عده لتصفيته كي تحقق غايتها وتبلغ مرادها وتعيث فساداً بلودر واهلها,رحل وترك في الجسد شرحاً تنكيه لحظات الذكرى والشوق والحنين..اليوم بعد رحيلك تيتم الكل واوصدت الدنيا أبوابها في وجوههم,اليوم حل الشقاء وأستبد بنا العناء وخيم على لودر الحزن..اليوم فقط سنعلن الحداد وسنرفع الاعلام السوداء حزناً لفراقك..

اليوم فقط أحس الناس بعظمة المصيبة وهول الفاجعة ومرارة الفراق والم الموت..اليوم من سيعزينا ويخفف عنا ويساعدنا..الكل أبتهل إلى الرب ودعاه أن ينجيك ويشفيك ويحفظك ولكن الله أختار أن تكون إلى جوار الشهداء والصديقين,أنت اخترت ذلك وكان لك,اليوم فقط لم يعد للحياة معنى وللوجود قيمة وللتضحيات أهمية..

 

برحيلك تركت حملاً ثقيلاً وامانة ينبغي أن نخلص لها وأن نؤديها ونجاهد أنفسنا لئن نحافظ عليها ونصونها ولانتركها عرضة للعابثين والمخربين وأن نمضي على دربك ونسير على خطاك نكمل مشوارك لانك ستكون معنا في حلنا وترحالنا ولن تفارقنا لحظة أو تغيب عنا برهة..رحلت ونحن اليوم نبكيك وننتحب عليك ونتمزق الماً لفراقك..

 

رحلت ولا نملك إلا أن نعزي انفسنا ونصبر ذواتنا وقلوبنا وأن ندعوا الله أن يتغمدك بواسع رحمته ويدخلك فسيح جناته..(وانا لله وأنا إليه راجعون).

*فهـــد علي البرشاء

[email protected]