آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-05:11ص

فن


مسابقات الغناء‏..‏ ساحة حرب والموسيقي الخاسر الكبير

السبت - 22 يونيو 2013 - 01:05 ص بتوقيت عدن

مسابقات الغناء‏..‏ ساحة حرب والموسيقي الخاسر الكبير
لقطة من برنامج الغناء الشهير ارب ايدل

جريدة الأهرام المصرية

اليوم يتم الإعلان عن فائز واحد فقط في أراب أيدول من جملة‏25‏ ألف متسابق تقدموا للاشتراك صحبتهم حالات هيستيرية أملا وطمعا وخوفا‏..

وتبقي الأسئلة ملحة وهامة حول ما اذا كان العائد موسيقيا وفنيا بحجم ما استهلك من اموال دفعتها الجيوب المصرية والعربية‏.‏ وعما إذا أسفرت هذة البرامج' أراب أيدول إكس فاكتور' عن محتوي موسيقي يبقي ويستمر في ذاكرة المشاهد والفن.. أم أنها- كغيرها- ذهبت وكأن شيئا لم يكن.. ؟؟؟؟ الحالة التي مست الجمهور العربي طالت رؤساء وملوك فالرئيس الفلسطيني أبو مازن يدعم المتسابق محمد عساف ودعا جمهور بلاده الي التصويت له.. والملك المغربي ارسل برقية تهنئة للفائز المغربي ببرنامج اكس فاكتور محمد الريفي.

الضجة الرهيبة التي صاحبت البرامج تلتها في بيروت حوارات لا تقل صخبا عنها فاثر تدوينة ساخرة اطلقها مثقف لبناني' محمد الأمين' مفادها' برنامجي أراب أيدول واكس فاكتور تديرها ضمائر منتهية الصلاحية' تفجرت نقاشات لم تهدا ولم تهتدي إلي شيء, سوي ان هناك عمليات نصب في جمع مبالغ مادية خرافية جراء التصويت'10 مليون دولار من مصر فقط' تكفي لصناعة وتأسيس عشرات الشركات الانتاجية القادرة علي إفراز نجوم ومواهب من كافة القري والنجوع والأحياء العربية.

الخبير الموسيقي غسان شرتوني صاحب اكبر مؤسسة لصناعة النجوم في بيروت يفسر الأمور من زاوية أكثر قربا.. حيث يري أن البرامج الموسيقية المشار إليها سابقا أصبحت ساحة حرب لشركات المياه الغازية التي باتت تتدخل بشكل تجاري سافر حتي في النتائج. وان المسالة تتجاوز آراء لجان التحكيم فالنتائج تعلن حسب رغبة وإرادة الخطط التسويقية لشركات المياه الغازية,. التي تستهدف سوقا جديدا' فلسطين' وترفض أخر'ليبيا' وتؤجل ثالث' اليمن' وتلعب علي رابع ناشئا' الأكراد'..

فيما يظل السوقان المصري والخليجي' السعودية هما المتحكمان الأساسيان في حركة دوران هذه البرامج إذ تشير أخر إحصائية في السعودية إلي إجمالي استهلاكها من الهواتف الذكية بما يقدر بـ1.6 مليار دولار سنويا', زاوية ثانية لتقييم وكشف غموض وملابسات المطبخ الخاص بنوعية هذه البرامج يطل منها الموزع الموسيقي اللبناني فادي حداد قائلا: إن الكل ينتظر الفائز ولكن لا احد يهتم بالخاسر.. انه المحتوي الموسيقي العربي الذي يظل فارغا..

فعلي مدار3 أشهر آو أكثر نستمع غصبا وقهرا إلي أغان قديمة وهو أمر غريب إذ لا تفكر الإدارة الموسيقية لهذه البرامج في أغان جديدة' ملاحظة حداد في محلها تماما إذ أن جولة واحدة داخل كواليس البرنامج مع الأطراف الفاعلة لا تري إدارة موسيقية ولا إعدادا موسيقيا قويا ولوحظ اختيارات سيئة للأغاني القديمة لا تناسب أصوات المتسابقين' استفز الأمر' أحلام' ذات مرة فاستنكرت بلغتها الفاضحة.. مين اللي اختار هادول الاغاني؟ إذن حداد ينتهي إلي عبارة فاصلة' إدارة كسولة وبرامج موسيقية بالأساس لا تقدم موسيقي جديدة'...

وجهة النظر ذاتها يتفق معها العازف والموسيقي نور الحسيني' لو تم ذالك.. لايمكن أن نري المتسابقين علي صورتهم الحقيقية بأغاني مبتكرة تغني الساحة الفنية ونخرج بمحتوي موسيقي يمكن استثمارة وان حدث ذلك فالمؤكد انه قيمة مضافة'..

زاوية ثالثة وأخيرة يطل منها المنتج الفني اللبناني محمد صفي الذي يري في كواليس' أراب أيدول بمراحلة الأولي والأخيرة دراما غير لازمة ومبالغ فيها' مرض متسابق وزيارة لام متسابق آخر وفرح لثالث وعيد ميلاد لرابع واسقاطات سياسية مستمرة تستغل الأجواء كلها للترويج للبرنامج أكثر من كونها صادقة وحقيقية ودعاية غير لازمة لمحطة ام بي سي فلا تخلو الحلقات من توجيه الشكر للقناة علي مدار حلقات البرنامج وهو أمر يفوق قدرات برنامج المفروض انه موسيقي بالأساس, فضلا..

السؤال الأخير لماذا لا يعيش نجم لهذه البرامج ولماذا يختفي الناجحون السابقون مثلما سيختفي اللاحقون.. الإجابة ببساطة إن الاستنزاف هو رأسمال هذه البرامج..

استنزاف نجومية المتسابقين وحرقهم أسبوعيا فصناعة النجومية خطوات ومراحل يصعب اختزالها في شهور هي مدة البرنامج, واستنزاف للنجوم الذين يمثلون لجنة التحكيم التي بات ضروريا إن تضم متخصص مسرح ومنتج فني وموسيقي وهي عناصر رئيسية في صناعة النجوم وثالثا استنزاف جيوب البسطاء والعامة والفقراء الطامحين إلي رؤية أبناء بلادهم في محراب النجومية والمجد والاهم إن الفائز الوحيد ماديا وإعلانيا هو الشركة الراعية بينما يخسر الجميع.