آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-09:43م

ملفات وتحقيقات


(تقرير) الأزمة اليمنية.. جهود إقليمية ودولية وتعنت حوثي!

الأربعاء - 31 مارس 2021 - 02:17 م بتوقيت عدن

(تقرير) الأزمة اليمنية.. جهود إقليمية ودولية وتعنت حوثي!

(عدن الغد) خاص:

تقرير يتناول الجهود والمساعي الإقليمية والدولية لإيجاد حل للأزمة في اليمن..

ماذا قال الرئيس هادي للمبعوثين الأممي والأمريكي؟

إلى أين وصلت الجهود الدولية والإقليمية لحل الأزمة اليمنية؟

ما هو الدور الذي تلعبه سلطنة عمان بحكم قربها من جميع الأطراف؟

هل يمكن لأمريكا إيقاف الحرب باتصال هاتفي لإيران أو لعبد الملك الحوثي؟

لماذا يواصل الحوثي تعنته ورفضه لجميع مبادرات إيقاف الحرب؟

القسم السياسي:

استقبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس الأول، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، وخصص اللقاء الرسمي لمناقشة مشروع مبادرة الأمم المتحدة لوقف الحرب في اليمن، والتي تأتي بدعم من الولايات المتحدة والدول الأوروبية وفي مقدمتها المملكة المتحدة.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إن هذا اللقاء الذي حضره من الجانب اليمني بالإضافة إلى الرئيس هادي، نائبه علي محسن الأحمر، ورئيس الوزراء معين عبدالملك، ووزير الخارجية أحمد بن مبارك، ناقش «مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية والجهود الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن وفي مقدمتها المبادرة السعودية».

وقالت إن هادي أكد حرص الحكومة على إحلال السلام المستدام وفقاً للمرجعيات الثلاث، وبما يحفظ وحدة وأمن واستقرار اليمن. ونسبت إلى هادي  قوله إن «الحكومة قدمت الكثير من التنازلات بهدف إنهاء الصراع في اليمن، والتي قوبلت بتعنت وتصلب من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية».

وأكد أن «الحكومة ستظل تتعاطى بإيجابية مع أي مبادرات وجهود لإحلال السلام في اليمن، وذلك انطلاقاً من حرصها على وقف نزيف الدم في البلد وإنهاء معاناة الملايين جراء تدهور الأوضاع المعيشية والصحية والتعليمية وغيرها».

وأوضح أن «استمرار تصعيد ميليشيا الحوثي بمأرب وغيرها من المحافظات يؤكد عدم نيتها للجنوح للخيارات السلمية لإنهاء الحرب. وإن الشعب اليمني لن يقبل باستنساخ التجربة الإيرانية في اليمن وعودة اليمن إلى الحكم الكهنوتي البائد».

وشدد على أهمية جهود مبعوث الأمم المتحدة ومساعي المجتمع الدولي ودول الخليج في سبيل حل الأزمة اليمنية، وطالب الجميع بضرورة «دعم الحكومة اقتصادياً للقيام بمهامها الخدمية والإنسانية واستكمال خطوات تنفيذ اتفاق الرياض».

وأشار إلى أن الشعب اليمني عانى الكثير وتجرع مرارة الحرب التي شنّها الانقلابيون الحوثيون على الإجماع الوطني ومخرجات الحوار الذي استوعبهم كمكون وشاركوا في مختلف مراحله.

إلى ذلك، قال مكتب غريفيث في تغريدة بصفحته الرسمية بموقع «تويتر» إن غريفيث أطلع هادي «على نتائج اجتماعاته في العاصمة العمانية مسقط، وناقشا الجهود المبذولة للتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وفتح مطار صنعاء، والسماح بإدخال الوقود وغيرها من السلع إلى اليمن عبر موانئ الحديدة، واستئناف العملية السياسية».

وقال إن غريفيث عقد لقاء آخر أمس مع وزير الخارجية والمغتربين اليمني أحمد عوض بن مبارك، «وناقشا الجهود القائمة الرامية إلى استئناف العمليةالسياسية في اليمن، حيث شدّد غريفيث على أهمية اغتنام الزخم الحالي لتحقيق السلام الذي يدعمه المجتمع الدولي».

وكان هادي وأركان حكومته التقى الاثنين أيضاً المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندر كينج،‏ وكذا سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن كريستوفر هنزل.

وتناول هذا اللقاء القضايا الساخنة المتعلقة بالشأن اليمني، وفي مقدمتها الجهود الأمريكية والأممية لوقف الحرب وإحلال السلام في اليمن وآفاق هذه الجهود والإمكانات المتاحة أمامها «في ضوء المبادرة الحميدة للسلام التي أعلنتها المملكة العربية السعودية ورحبت بها الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي انطلاقاً من شعورهم بأهمية السلام وحاجة الشعب اليمني للأمن والاستقرار».

وأوضح هادي أن جماعة الحوثي «لا تجيد سوى لغة الحرب ومآسيها التي استمرأتها المليشيات الحوثية الانقلابية، ولا تحيد عنها بديلاً لتنفيذ مشاريعها التدميرية خدمة لإيران تجاه شعبنا اليمني والمنطقة بصورة عامة».

وأكد هادي دعمه لجهود المبعوث الأمريكي إلى اليمن «وتذليل مهامه الرامية إلى تحقيق السلام الذي ننشده، وقدمنا في سبيله التضحيات والتنازلات لحقن الدماء وتحقيق الأمن والاستقرار لشعبنا اليمني الذي يحافظ على ثوابته الوطنية ووحدته وأمنه واستقراره».

وأوضح: «للأسف، لم تلتزم المليشيا الحوثية الانقلابية ومن خلفها إيران بمساعي السلام في مختلف المحطات، وآخرها اتفاق ستوكهولم، بل تمادت في تهديداتها لاستهداف الأبرياء وحصار مارب بالصواريخ الإيرانية والمسيرات لقتل النازحين في مخيماتهم والاعتداء على الأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية».

مشيراً إلى أن الشعب اليمني لا يمكن أن يقبل التجربة الإيرانية مطلقاً في اليمن مهما كلفه ذلك من ثمن.

وجاءت هذه اللقاءات المكثفة لمبعوثي الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى اليمن ضمن جولتهما في المنطقة التي شملت كلاً من سلطنة عمان والسعودية، بهدف إقناع كل الأطراف ذات العلاقة بالحرب الراهنة في اليمن، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ووقف الحرب في اليمن في أقرب فرصة ممكنة.

وكان المبعوثان الأممي والأمريكي إلى اليمن عقدا السبت، في العاصمة العمانية مسقط، العديد من اللقاءات مع المفاوضين الحوثيين المقيمين هناك بشكل دائم، وفي مقدمتهم رئيس الوفد الحوثي المفاوض والناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام فليتة،  بالإضافة إلى لقائهم مسؤولين عمانيين في إطار تحركات الأمم المتحدة وبدعم من الولايات المتحدة لوقف الحرب في اليمن، التي دخلت عامها السابع، وسط تصعيد عسكري كبير من قبل ميليشيا الحوثي.

وتزامنت هذه التحركات الدولية لإحلال السلام في اليمن مع إعلان السعودية، مطلع الأسبوع الماضي، مبادرة من جانب واحد لوقف الحرب في اليمن، وإعادة فتح مطار صنعاء الجوي وميناء الحديدة البحري، اللذين تسيطر عليهما جماعة الحوثي، بالإضافة إلى تمهيد الطريق أمام الشروع في مفاوضات ثنائية بين الحكومة اليمنية والانقلابيين الحوثيين.

المساعي العمانية

تلعب عمان دور الوسيط بين الأطراف اليمنية المتصارعة وتحتضن الحوارات المختلفة مع الاطراف الاقليمية والدولية، وقد اكدت في بيان لها أنها تأمل من قدرتها على تحقيق السلام في اليمن وأنها على تواصل مستمر مع جميع الأطراف.

وجاء في الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء العمانية أمس: تأكيد سلطنة عمان على مواصلة مساعيها المستمرة من اجل التوصل الى تسوية سياسية شاملة في اليمن.

وبحسب البيان الذي نقلته وكالة الانباء العمانية، فإن هذه الجهود تأتي امتثالاً للأوامر السامية للسلطان هيثم بن طارق.

وأشار البيان إلى أن السلطنة مستمرة في العمل عن كثب مع المملكة العربية السعودية الشقيقة والمبعوثين الأممي والأمريكي الخاصين باليمن والأطراف اليمنية المعنية، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة القائمة في اليمن الشقيقة.

واضاف البيان ان "السلطنة تأمل في أن تحقق هذه الاتصالات النتيجة المرجوة في القريب  العاجل وبما يعيد لليمن الشقيق أمنه واستقراره ويحفظ أمن ومصالح  دول المنطقة".

وفي عمان يتواجد وفد المفاوضات الحوثية الذي يرفض حتى الآن جميع الجهود الرامية لوقف الحرب وإحلال السلام كما يرفض حتى الان المبادرة المقدمة من المملكة العربية السعودية ويطالب بالحصول على تنازلات كبيرة وفقا لسقف

مطالبة المرتفعة ويرى مراقبون أن الحوثيين يعيقون بصورة كاملة كل الجهود الرامية لوقف الحرب وما تزال هذه الجهود خجولة حتى الان وتتعامل معهم بتدليل كبير على حساب الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في اليمن من جراء استمرار الحرب.

تعنت الحوثيي

وإلى الآن يبدو أن جماعة الحوثي ترفض كل الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب فقد رفضت مبادرات الأمم المتحدة والاسبوع الماضي رفضت المبادرة السعودية التي تنص على إيقاف الحرب في جميع أنحاء البلاد وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ويضعون شروطا تعجيزية في محاولة لإطالة أمد الحوارات والمشاورات وكذا إطالة الحرب.

ويرى مراقبون ان الحوثيين ربما يشعرون بالنصر والتفوق على قوات الشرعية والتحالف من خلال عدة أمور وأولها شطبهم من قائمة الارهاب الامريكية التي اعطتهم دفعة كبيرة وحافزا كبيرا بأنهم يحظون بدعم خارجي، والآخر عدم جدية الاطراف الدولية والمجتمع الدولي في توجهاتهم لإيقاف الحرب حيث ذهبت كل جهوده السابقة مهب الرياح وقد تذهب الجهود الجديدة في نفس الاتجاه اذا استمرت خجولة غير قادرة على الزام الحوثيين ولو بالضغط والتهديد للامتثال لجهود إيقاف الحرب.

وقبل ايام قال القيادي الحوثي سلطان السامعي ان الولايات المتحدة الأمريكية إذا أرادت إيقاف الحرب في اليمن فإنها ستفعل ذلك عبر اتصال هاتفي لكنها غير جادة في ايقاف الحرب، وهذا الكلام برأي المراقبين هو ما اعطى الحوثيين المساحة الكبرى للمناورة واستمرارهم في التعنت ورفض كل المبادرات كونهم يعلمون أن المجتمع الدولي غير جاد في إيقاف الحرب.