آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-04:31م

أخبار وتقارير


آرون: الحوثيون يحاولون تحقيق مكاسب قبل «وقف النار»

الخميس - 18 فبراير 2021 - 01:34 ص بتوقيت عدن

آرون: الحوثيون يحاولون تحقيق مكاسب قبل «وقف النار»

(عدن الغد)الشرق الأوسط:

اعترضت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن ودمرت طائرتين من دون طيار مفخختين أطلقهما الحوثيون تجاه السعودية، أمس.
ويعتقد السفير البريطاني لدى اليمن، مايكل آرون، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين يحاولون تحقيق مكاسب على الأرض، قبل أي وقف لإطلاق النار.
وأكد العميد تركي الركن المالكي المتحدث باسم «تحالف دعم الشرعية في اليمن» أن «محاولات الميليشيا الحوثية الإرهابية بالاعتداء على المدنيين والأعيان المدنية بطريقة متعمدة وممنهجة تمثل جرائم حرب»، مؤكداً أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تتخذ وتنفذ الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين والأعيان المدنية وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
وأشادت «منظمة التعاون الإسلامي»، أمس، بقدرات التحالف، وأكد الدكتور يوسف العثيمين الأمين العام للمنظمة في بيان، صدر أمس، أن المنظمة تساند وتؤيد جميع الإجراءات التي يتخذها التحالف لوقف «جرائم الحرب» التي ترتكبها الميليشيات من المدنيين والأعيان المدنية في السعودية. وترى مصادر دبلوماسية أن التصعيد الحوثي الأخير داخل اليمن أو باتجاه الأراضي السعودية ناتج عن خشية الجماعة من جهود السلام الأخيرة أن تُكلَّل بوقف شامل لإطلاق النار في البلاد. وترى المصادر أن جماعة الحوثيين المدعومة من النظام الإيراني تريد تحقيق مكاسب على الأرض قبل أي وقف لإطلاق النار، وهو استغلال سيئ، على حد تعبير المصادر الدبلوماسية.
وكانت الولايات المتحدة رفعت جماعة الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية بعد أن أدرجتها الإدارة السابقة في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، إلا أن إدارة بايدن أبقت على زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي وقادة آخرين ضمن قائمة العقوبات. كما عينت الإدارة الأميركية الجديدة مبعوثاً خاصاً لليمن هو الدبلوماسي المخضرم تيموثي ليندركنغ الذي يملك خلفية واسعة عن النزاع اليمني، وبدأ مهامه فعلياً في زيارة السعودية الأسبوع الماضي ولقاء مسؤولين يمنيين وسعوديين.
وصعدت الميليشيات الحوثية من هجماتها الأسابيع الأخيرة حيث تشن عملية عسكرية واسعة على محافظة مأرب (وسط اليمن) بغية تحقيق أي مكاسب على الأرض قبل وقف إطلاق النار. كما كثفت إرسال الصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة باتجاه السعودية.
وبالعودة إلى السفير البريطاني، يعتقد آرون أن الحوثيين «يحاولون عمل تقدم قبل جهود السلام من المجتمع الدولي، ويخافون وقف إطلاق النار ويريدون تحقيق تقدم على الأرض قبل ذلك، ولا شك هذا أمر سيئ جداً ولا نحتاج ذلك». وأكد أن بلاده تعتقد بدور سلبي لإيران في اليمن، حيث يمولون الحوثيين بالمال والسلاح.
وأضاف بقوله: «أعتقد أنهم (الحوثيين) يحاولون عمل تقدم قبل جهود السلام من المجتمع الدولي، يخافون أن يكون وقف إطلاق النار ويريدون تحقيق تقدم على الأرض قبل ذلك، ولا شك هذا أمر سيئ جداً، ولا نحتاج ذلك».
ولفت آرون إلى أن «بعض العسكريين يعتقدون أن انتصارهم في مأرب سيمثل نهاية الحرب». فيما يعتقد مراقبون أن التصعيد الحوثي الأخير جاء بأوامر إيرانية بغية تحسين أوراقها في أي مفاوضات قادمة مع الولايات المتحدة، وإن كان على حساب قتل اليمنيين وتفاقم المعاناة الإنسانية في البلاد. وبحسب السفير البريطاني، فإن بدء مشاورات مباشرة أو شبه مباشرة بين الأطراف اليمنية لإنهاء النزاع هو الخيار الأفضل لرفع المعاناة عن اليمنيين.
وتابع: «هناك أناس من جانب الشرعية أو الناشطين والناشطات (المجتمع المدني) يقولون الوقت ليس مناسباً للتفاوض مع الحوثيين، ولا فائدة من ذلك، لا نريد السلام الذي تقدمه الأمم المتحدة، نريد سلاماً أحسن من ذلك، ولا أعرف ما هو السلام الذي يريدونه، طبعاً نحتاج إلى سلام مستدام، ولكن نعتقد أن الأولوية وقف إطلاق النار وبداية المفاوضات».
وتابع السفير البريطاني بقوله: «دون تحقيق تقدم في عملية السلام ومفاوضات مباشرة أو شبه مباشرة بين الأطراف، سنرى تدهوراً أكبر على الأرض ويعاني الشعب اليمني من المشاكل الإنسانية التي سوف تستمر».
رغم ذلك، يعترف آرون بأن أي سلام مقبل لن يكون سهلاً ولا قريباً، وقال: «لا أقول: بعد شهر سيكون لدينا اتفاق سلام ونهاية كل المشاكل في اليمن. هذا مستحيل. معظم الناشطات والناشطين يقولون إن الأمم المتحدة لا يفهمون شيئاً، ولا بد من حل جذور المشكلة. لدينا ثقة في الأمم المتحدة. إنهم يفهمون المشكلة، لكنهم يقولون لا بد من الحل خطوة خطوة؛ نبدأ بوقف إطلاق النار وبداية المفاوضات ثم نرى الأمور الأخرى».
وشدد سفير المملكة المتحدة لدى اليمن على أن المجتمع الدولي يعي ويفهم خطورة الجماعة الحوثية، وأضاف: «ليس لدينا أي شكوك بالنسبة للحوثيين. نفهم ما هي الحوثية، لكن إذا استمرت الحرب، ودون مفاوضات، فسوف يحتل الحوثيون شمال اليمن بأكمله، ويغيرون المجتمع والمناهج، ولن نرى اليمن المعتدل والمتسامح، وسوف ينتهي».
من جهتها، علقت مصادر غربية على زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث لطهران بأن هدف الزيارة كان من أجل الطلب من الإيرانيين عدم التدخل في الشأن اليمني، وممارسة نفوذ إيجابي على الحوثيين الذين يدعمونهم.
ورغم وصف المصادر القريبة من مكتب المبعوث الأممي الخاص باليمن الزيارة بأنها كانت «جيدة»، فإنها عرجت على التناقض الواضح بين سياسة الخارجية الإيرانية و«الحرس الثوري» الذي يدير السياسة الحقيقية للبلاد، على حد تعبيرها.
وقالت المصادر إن «الإيرانيين قالوا كل الأمور المتوقعة، لكن المشكلة مع إيران أنك تتحدث مع وزارة الخارجية ويقولون أشياء إيجابية، لكننا نعرف أن سياسة إيران ليست من الخارجية، بل من (الحرس الثوري)».