آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:25ص

أخبار عدن


حكاوي القهاوي

الأربعاء - 17 فبراير 2021 - 04:46 م بتوقيت عدن

حكاوي  القهاوي

عدن (عدن الغد) خاص كتب خالد محمد شمسان

 

شارع الأردن يقع في قسم دال متفرع من الشارع الرئيسي أمام مسجد النور في الشيخ عثمان ..

شارعنا مزيج من سيرك صاخب وخشبة عرض مسرحي متحركة..

شارعنا سكني تجاري فيه محلات صرافة ومحلات بيع المعدن وأدوات المطبخ وفيه محل أبو أمين للمفروشات ومقهى الطويل ومخبازة ومطعم ومحلات بيع الجوالات وصالون حلاقة وصيدلية ودكاكين بيع المواد الغذائية ولدينا فندق قرين يديره الشخصية الاجتماعية المحبوبة الاستاذ صالح قرين يعني نحن مدينة في شارع.. 

 بعد صلاة الفجر مباشرة تدب الحياة فيه وتبدأ الحركة والصخب والهرج والمرج .. شخوص تتحرك فيه يوميا تتقدمهم شحاتات من النازحات يتمركزن أمام المطاعم ومقهى الطويل وهن نسوة محترفات يلزقن بالشخص كالصمغ ولا يتخارج منهن إلا بدفع الإتاوة تتزعمهن إمرأة يسمونها زنبقة لاهي عاقلة ولا مجنونة لغتها بذيئة وتمارس الشحاتة بالهنجمة تارة وبالإيحاءات تارة أخرى والكل يتجنب الدخول في مشاكل معها ولهذا الكل يدفع لها ..

 زنبقة هذه تسلم كل دخلها لزوجها الذي يحضر يومياً للشارع لاستلام الغلة. زنبقة لوحدها حكاية سنعود لها في آخر المطاف..

مقهى الطويل يديره  عبدالرحمن وهو شاب خلوق وبشوش ويرتاد المقهى زبائن كثر وهناك ركن الجيش وهو الأكثر إثارة وصخب ففيه يتجمع عساكر برتب مختلفة كل واحد معه صحيفة يقرأها في دقائق وبعدها يجلسون ساعات يثرثرون ويتناقشون في السياسة والحرب والرياضة وفي كل شيء والسؤال عن الراتب هو السؤال الأهم الذي يسأله الجميع والرد دائماً شتم للحكومة..

وهكذا كل يوم يسأل بعضهم بعضا متى با يصرفوا الراتب ولا جواب يطمانهم ويشرح صدورهم لكنهم يتحدثون ويتحاورن ويضحكون ويتناجمون بالساعات ثم يبدأ الجمع بالتفكك والانفصال وكل واحد يذهب الى حال سبيله..

 أنا أتابع ما يدور بشارعنا بأذنين كبيرتين وعينين مفتوحتين وعن يميني محمد فتحي شاب طيب القلب ودود وخدوم وعن شمالي رائد القملي وهو أيضاً شاب خلوق يعملان في محل أبو أمين للمفروشات هما أيضا يتابعان حركة الشارع عندما لا يوجد زبائن في محلهما..      

محلات بيع المعادن وأدوات المطبخ وغيرها تكاد لا تخلوا أبدا من الزبائن من النساء اللاتي يشترين ما يحتاجونه ومالا يحتاجونه من أدوات الطباخة  هكذا هن النسوة في كل المحلات يملكن قوة شرائية لا يستهان بها..

 نسيت أقول لكم إننا ومسجد النور جيران متقابلان وتحت عمارتنا مكتبة الشيباني العريقة المشهورة وبجانبها عبدالله بائع الزبيب والمكسرات كان هذا الرجل طيب يعطينا زبيب ولوز في المناسبات أجى إبنه معاد ووقف الدعم علينا ويبدو أنه بخيل بطبعه كما هو بخيل في كلامه ..

 نعود لزنبقة فتوة الشارع التي كانت تقلبه تحت فوق بحركاتها ولغتها وحركاتها الإيحائية فقد طغت نسبة الجنان عندها على العقل وأصبحت لا تتحكم بنفسها وبتصرفاتها وكلمت زوجها وقلت له عالجها في مستشفى الأمراض النفسية والعصبية فرفض وقال ما فيها شيء لأنها دجاجة تبيض له فلوس يومياً وحصل أن اكتمل جنانها وهربت من البيت وتاهت في شوارع المدينة فكان زوجها يعثر عليها ويعنفها .. بعدها غابت عن شارعنا فترة ثم ظهرت يقودها زوجها مريضة منهكة مجنونة جنان كامل وذلك في محاوله منه لإعادتها إلى مهنتها وفشل نظراً  لحالتها السيئة فاختفت من جديد ولانعلم عنها شيئا..

 شارعنا زحمة من الفجر الى الفجر نشاط وحركة لا تتوقف فيه المتدينين الطيبين وتاركي الصلاة والمخزنين والمحببين والشواذ والبلاطجة واللصوص والفتوات والشحاتين .

 شارعنا عالم بحاله ولهذا سنعود للكتابة عنه في الايام القادمة..!!