آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-03:06ص

أخبار وتقارير


تقرير : ارتفاع سعر الصرف وغلاء الأسعار ينذر بعصيان مدني في العاصمة عدن

الثلاثاء - 16 فبراير 2021 - 01:13 م بتوقيت عدن

تقرير : ارتفاع سعر الصرف وغلاء الأسعار ينذر بعصيان مدني في العاصمة عدن

(عدن الغد) خاص :

لطالما كانت الأسعار هي الشغل الشاغل للمواطنين في عموم المحافظات اليمنية خاصة بعد تحرير بعد المناطق وبقاء المناطق الأخرى تحت السيطرة الحوثية , هذا الانقسام خلق موجة مقارنة كبيرة بين وضع المحافظات وتردي مستوى الخدمات فيها والأهم من ذلك سعر العملة المحلية مقارنة بالعملة الأجنبية والذي استقر في المحافظات الشمالية بينما المحافظات الجنوبية ما زالت تعاني الارتفاع الجنوني للأسعار كلما زاد سعر الصرف الذي لم يصل لسقف محدد.

في العاصمة عدن الأمر يختلف كثيرا فكل من يذهب إلى السوق يجد فارق في سعر كل شيء أوله المواد الغذائية والاحتياجات الضرورية للمواطنين حتى أبسط الأشياء أصبح سعرها مضاعف واستغنى الكثير عن شرائها بسبب محدودية الدخل وغياب الراتب أو عدم وجود مصدر للحصول على مال بسبب الظروف الصعبة والبطالة وعوامل أخرى كثيرة ومشاكل أكثر في مدينة لم تعرف يوما للراحة منذ تحريرها.

 

تقرير : دنيا حسين فرحان

 

 

*ارتفاع سعر العملة سيناريو العذاب الأكبر للمواطنين:

 

الكل يتساءل اليوم فقط عن سعر الصرف في محلات الصرافة ولا يوجد أي حديث آخر سواه فالمواطن لا يهمه سوى لقمة عيشة وسوى متطلباته الأساسية وكيفية توفيرها بعيدا عن المشاكل والأزمات.

من سيصدق بأن سعر الدولار فاق ال800 ريال يمني وسعر الريال السعودي فاق ال225 ريال يمني شكل ارتفاع سعر الصرف صدمة للمواطنين خاصة من ذوي الدخل المحدود الذين يدركون أنه كلما ارتفع سعر الصرف ارتفعت الأسعار وبالتالي ارتفعت معه معاناتهم وتعبهم دون أن يجدوا من يسمعهم أو يغيثهم.

هذا الارتفاع الكبير جعل العملة المحلية لا قيمة لها وخلق جدل واسع في المقارنة بين المحافظات المحررة والمحافظات التي لا تزال تحت سيطرة الحوثي ومع ذلك تشهد استقرارا في سعر الصرف ومحاسبة المخالفين في قانون لم يطبق في العاصمة عدن الذي من المفترض أن تكون صاحبة القرار كون الحكومة باشرت عملها فيها.

ويظل ارتفاع سعر العملات سيناريو العذاب الأكبر للمواطنين والذي لا يعرفون متى نهايته ولا السبيل للتخلص من أزمة العملات وهبوط العملة الذي استمر لسنوات طويلة وفي كل مرة يكون الوضع للأسوأ.

 

 *زيادة سعر البترول في المحطات وأزمة مشتقات نفطية تعود للواجهة:

 

 

شهدنا في اليومين الماضيين تداول خبر صاعق من وزارة النفط وهو زيادة سعر البترول حيث وصل ل7600 ريال يمني الأمر الذي خلق موجه من الجدل خاصة لمالكي السيارات وباصات النقل ومختلف أنواع المركبات فالكثيرون يدركون ما الذي يترتب عليه زيادة سعر البترول والمشتقات النفطية الأخرى تزامنا مع غلاء الأسعار وزيادة سعر الصرف لذي أصبح يرتبط بكل شيء.

لم يتوقف ألأمر على زيادة في سعر البترول بل تعدى لأن تخلق أزمة بترول وانعدام تواجده من المحطات وظهور السوق السوداء مرة أخرى والتلاعب الكبير في سعر البترول استغلالا للأزمة الحاصة في السوق وغياب دور الجهات المعنية في التدخل وتوفير الديزل والبترول في المحطات وانهاء الأزمة.

عندما تبدأ أزمة البترول ندرك من أول وهله أننا سنشاهد طوابير طويلة أمام المحطات وعلى طول الشوارع الرئيسية والتي تستمر لساعات أو لأيام متواصلة من أجل الدخول للمحطة وتعبئة السيارة أو الباص , ولا يمكن أن نتناسى مشاهد العراك والصراع الذي قد يحدث بين المواطنين والذي قد يؤدي للاقتتال بسبب التسابق للحصول على البترول.

ويظل المواطنين في هاجس ارتفاع سعر البترول أكثر وأكثر والخوف من النتائج المترتبة عليه والتي يمكن أن تدخل المواطنين في أزمات أخرى وزيادة حجم المعاناة التي أرقتهم كثيرا , ومتى سيتم التدخل الجدي من الجهات المعنية والحكومة للحد من تكرار أزمة البترول والتخلص منها من أجل المواطنين.

 

 

*مؤشرات بوقوع عصيان مدني شامل ردا على ارتفاع الأسعار:

 

 

بعد أن وصل سقف العملات الأجنبية للأعلى وهبط سعر العملة المحلية ولم يتم التدخل من إدارة الأمن المركزي والحكومة ومحاولات ضبط سعر الصرف لم يجد المواطنون أي خيارات أخرى للتعبير عن الغضب فكل رسائلهم ومنشوراتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم تسمن ولم تغني من جوع هناك مؤشرات قوية تدفع المواطنين للقيام بعصيان مدني شامل وشلل في الحركة تعبيرا عن الغضب والرفض لكل ما يحدث من ظلم ومن تهاون ومن سكوت مرير للجهات المعنية جراء ما يعيشه ويكابده المواطنون كل يوم ولا يتم التدخل ومساعدتهم.

 

حال المواطنون أصبح أصعب خاصة بعد زيادة الأسعار في كل شيء أولها المواد الغذائية الأساسية للمواطن والملابس وأغلب البضائع والأشياء التي يحتاجها في الأسواق وفي كل مرة يزاد فيها سعر صرف العملات تهبط العملة المحلية وتزداد الأسعار التي يتجرعها المواطنون دون أي رحمه.

كل ذلك خلق موجه كبيرة من الغضب خاصة بعد الارتفاع الجنوني الذي وصل إلية الدولار والريال السعودي الذي لم يسبق أن وصلوا لهذا السعر والكل يدرك أن ارتفاعهم يعني غلاء الأسعار يعني أن المواطن سيدخل في ازمة جديدة لا مفر منها تهدد استقرار حياته.

 

*المواطن اليوم لا يفكر بشيء إلا بلقمة العيش خاصة وأن سقف طموحاته توقف هنا بعد جملة المشاكل والأزمات التي تلاحقه من كل اتجاه فتارة يكشو من سوء الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء وتارة أخرى يشكو من أزمات البترول والغاز وأشياء كثيرة لا يعرف لها نهاية ولا يريد سوى أن تضع الحكومة والجهات المعنية حلا لمشكلة غلاء الأسعار وسعر الصرف الذي أرق حياتهم ولا أحد يعرف ما الذي ممكن أن يحدث في حال لم تحرك أي جهة ساكن وما الذي سيقدم عليه المواطنين بعد سنوات السكوت وتجرع المشاكل والأزمات كل يوم.