آخر تحديث :الخميس-23 مايو 2024-12:18م

ملفات وتحقيقات


تقرير يرصد أسباب ونتائج تزايد الهجمات الحوثية بالطائرات المسيرة على السعودية

الثلاثاء - 09 فبراير 2021 - 12:30 م بتوقيت عدن

تقرير يرصد أسباب ونتائج تزايد الهجمات الحوثية بالطائرات المسيرة على السعودية

(عدن الغد)خاص:

أكثر من (15) طائرة مسيرة خلال (39) يوما في 2021.. لماذا تزايدت الآن؟!

ترسانة هائلة من الأسلحة.. فلماذا تصل الطائرات الحوثية لأهدافها في المملكة؟

تخطي الخطوط الحمراء.. أمريكا تلغي تصنيفهم كإرهابيين والحوثي يكثف هجماته؟!

(الموت الطائر).. أكثر من (15) طائرة مسيرة خلال (39) يوما 2021

رصد / محمد حسين الدباء:

أعلن التحالف العربي، أمس الإثنين، تدمير طائرة مسيرة مفخخة أطلقها
الحوثيون باتجاه السعودية، وهي الخامسة خلال يومين والعاشرة منذ بداية
العام 2021.

ونقلت قناة الإخبارية السعودية الرسمية بيانا للتحالف قال فيه: "إن
دفاعاته تمكنت من اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار مفخخة أطلقتها "ميليشيات
الحوثي" باتجاه المملكة.

وأضاف التحالف أن "‏‎الميليشيا الحوثية مستمرة في استهداف المدنيين
والأعيان المدنية"، ويقصد بالأعيان المدنية، جميع الأعيان التي ليست
أهدافاً عسكرية، وفق القانون الدولي.

‏‎وشدد التحالف على أنه، سيتخذ الإجراءات اللازمة لتدمير القدرات النوعية
الحوثية وفق القانون الدولي.

ولم يشر التحالف إلى موقع تدمير المسيرة الحوثية، فيما ‏لم يصدر تعليق من
قبل الحوثيين حول الأمر.

وأعلن التحالف أمس الأول الأحد اعتراض وتدمير 4 طائرات مسيرة مفخخة
أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية.

ويأتي هذا التطور بالتزامن مع دعوة وزارة الخارجية الأمريكية، الحوثيين
إلى وقف فوري لهجماتها ضد السعودية والداخل اليمني، بوقت سابق الإثنين.

وبشكل متكرر يطلق الحوثيون صواريخ باليستية ومقذوفات وطائرات مسيرة على
مناطق سعودية، خلف بعضها خسائر بشرية ومادية، وتقول الجماعة إن هذه
الهجمات تأتي ردا على غارات التحالف المستمرة ضدها في مناطق متفرقة من
اليمن.

وكثف الحوثيون هجماتهم على المملكة العربية السعودية، باستخدام الطائرات
المسيرة المفخخة والتي استطاع تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة
السعودية من اعتراض هذه الطائرات وتدميرها.

وكانت لجنة خبراء من الأمم المتحدة، قالت في وقت سابق إن هذه الطائرات
مجمعة من مكونات مصدرها خارجي وتم شحنها إلى اليمن، وأشارت اللجنة
الاممية، إلى أن الطائرات متطابقة تقريباً في التصميم والأبعاد والقدرات
لطائرات مسيرة إيرانية الصنع.

وقال  المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي، إن
الحوثيين  ينتهكون القانون الدولي الإنساني بمحاولات استهداف المدنيين.

وأضاف المالكي، أن التحالف يتخذ الإجراءات العملياتية للتعامل مع مصادر
التهديد بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني.


هجمات الموت الطائر:


ونرصد أبرز الهجمات الحوثية باستخدام الطائرات بدون طيار خلا عام 2021:

30 يناير 2021: تمكنت قوات التحالف المشتركة من اعتراض وتدمير طائرة بدون
طيار مفخخة في الأجواء اليمنية أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية لاستهداف
الأعيان المدنية والمدنيين، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية
الرسمية «واس».

23 يناير 2021: أعلن «التحالف العربي» اعتراض وتدمير هدف جوي معادٍ تجاه
العاصمة السعودية «الرياض».

22 يناير2021: اعترضت قوات «التحالف العربي» ودمرت طائرة دون طيار مفخّخة
كانت تستهدف السعودية.

15 يناير 2021: قال المتحدث الرسمي باسم قوات «التحالف العربي» العميد
الركن تركي المالكي، إن قوات التحالف المشتركة تمكنت من اعتراض وتدمير 3
طائرات دون طيار مفخخة كانت باتجاه المملكة تم إطلاقها من جانب الحوثيين
من محافظة «الحديدة» اليمنية.

ترسانة هائلة من الأسلحة.. والمحصلة؟


وفق تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "سيبري" عن عمليات بيع
وشراء السلاح بين عامي  2014 و2018، احتلت السعودية المركز الأول عالمياً
فيما احتلت الإمارات المركز السابع في واردات السلاح.

لكن وعلى الرغم من هذه الترسانة الهائلة من السلاح بمختلف أنواعه، استهدف
الحوثيون خلال سنوات الحرب مراراً مدناً ومرافق حيوية سعودية معظمها في
مناطق حدودية. لكن بعض الهجمات وصل إلى العاصمة الرياض. ورغم استمرار
الهجمات على المناطق الحدودية السعودية تجنب الحوثيون استهداف المدن
الكبرى أو مشروعات البنية التحتية.

ويقول العميد ركن دكتور صبحي ناظم توفيق، الخبير العسكري والاستراتيجي
العراقي، لـDW عربية إن السعودية لديها صواريخ باتريوت إضافة إلى أسلحة
مقاومة الأهداف الجوية الأخرى ومن المفترض أن يكون باتريوت فعال في مثل
هذه الحالات سواء للطائرات المسيرة أو الطائرات التقليدية أو الصواريخ
قصيرة المدى وحتى الصواريخ البالستية.

ويضيف ناظم أن هذا الأمر صحيح من حيث الأساس النظري، ولكن عملياً فإن
السعودية دولة ذات مساحة هائلة ويصعب تغطيتها كلها أو حتى نصفها
بالباتريوت، لأن المدى الأقصى لتلك الصواريخ 84 كيلومتراً فقط. فإذا كانت
السعودية بهذ الاتساع، سيتطلب الأمر عدداً مهولاً من منصات إطلاق
الباتريوت لتغطي كل المملكة وهذا أمر يصعب تنفيذه.

وأشار الخبير العسكري العراقي إلى أن "محطات ضخ البترول التي ضربت قبل
أسبوعين كانت قرب الرياض وهي العاصمة ومنطقة الحكم وقد تصل مساحتها إلى
نحو 400 كيلومتر مربع، وهذه المساحة غالباً لم تكن مغطاة بمنصات باتريوت،
ما مكن الحوثي من استهداف خطوط البترول دون اعتراض".

لكن العميد ركن دكتور صبحي ناظم توفيق يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، فيقول
إن "المسافة بين صنعاء والرياض 1100 كيلومتر وأنه لا يمكن للحوثي حتى لو
امتلك أفضل أنواع الطائرات المسيرة في العالم حالياً أن يسيرها كل هذه
المسافة من محطة أرضية. لكن الأقرب للمنطق أن ما استهدف محطة الضخ
السعودية ربما يكون صاروخ كروز وليس طائرة مسيرة، والذي يمكن السيطرة
عليها لمسافة 200 كيلومتر".

أضاف أن "الأوقع في هذه الحالة أن يتم تسيير الطائرة والتحكم بها من خلال
طائرة تحلق في الأجواء مثل (الأواكس) أو (إي تو) الأمريكية أو طائرة
روسية. فهل يمتلك الحوثيون مثل هذه الطائرات؟ وهل يمكن أن تترك الولايات
المتحدة طائرة بهذه القدرات تحلق في المنطقة بل وفوق السعودية؟ هذه أمور
يصعب تصورها إلا في حال وجود طائرات تجسس واستطلاع إلكتروني إيرانية
يمكنها حمل أجهزة التوجيه والسيطرة على الطائرات المسيرة".


سلاح رخيص لكنه فعال


تتراوح تكلفة الأنواع المختلفة من الطائرات المسيرة ما بين 300 و3000
دولار تقريباً. وتختلف فيما بينها بحسب قدرتها على حمل الأوزان المختلفة
وكذلك مدى الطيران. ويصنف اللواء طيار مأمون أبو نوار الطائرات المسيرة
التي ظهرت موخراً في الشرق الاوسط كما يلي:

العاصف وأبابيل: وهما صناعة إيرانية وهي غالباً للاستطلاع والتصوير والمراقبة

القاصف: وهي طائرة مسيرة موجهة للأفراد تنفجر فوق الهدف بما لا  يقل عن
50 قدم وهي دقيقة للغاية

صماد 3 : وهي التي ضربت مطار أبو ظبي، ولا توجد عنها تفاصيل كافية في
الوقت الحالي. ويقول أبو نوار: "بحسب حجم التفجير الذي وقع في مطار أبو
ظبي والذي شاهدت الفيديو الخاص به، يمكنني القول إن حمولة هذه الطائرة قد
تصل الى 150 كيلوغراماً".

ويرى الخبير العسكري الأردني أنه في مقابل السعر الزهيد للطائرة المسيرة،
فإنها سلاح فعال للغاية في مقابل مليارات من مشتريات السلاح السعودية
والإماراتية التي لم تتمكن من صدها بشكل كامل. كما أن كلفة إصابة الهدف
أو "Cost per kill" منخفضة للغاية في حالة الطائرات المسيرة، التي يمكنها
مثلاً استهداف محطة رادار فتعطلها تماماً، وهو ما يمكن أن يحدثه صاروخ
باتريوت تتراوح سعر منصته ما بين مليون وستة ملايين دولار".

حرب إيرانية بالوكالة؟


يُنظر إلى الصراع في اليمن على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
وينفي الحوثيون، الذين يسيطرون على أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في
اليمن، أنهم دمى في يد إيران ويقولون إن ثورتهم ضد الفساد. وتتهم الرياض
وأبو ظبي إيران بتسليح الحوثيين، الأمر الذي تنفيه الجماعة وطهران.

ويرجح العميد ركن دكتور صبحي ناظم توفيق، الخبير العسكري والاستراتيجي
العراقي، أن تسفر عمليات الحوثي الأخيرة عن تصعيد لمستوى الحرب في اليمن
وليس العكس، "ذلك أن امتلاك الحوثي لمثل هذا السلاح واستخدامه مرة أو
مرتين في الشهر لا يجبر دولاً كالسعودية والإمارات والتحالف العربي على
الجلوس مع الحوثي في المفاوضات، خاصة أنه حتى الآن يوجد هناك نوع من
توازن الرعب بين الطرفين بحيث لا يستطيع أي طرف إجبار الطرف الآخر على
الجلوس إلى مائدة المفاوضات وفرض الشروط".

الأمر نفسه يتفق معه اللواء طيار مأمون أبو نوار والذي أضاف أنه "من
الوارد جداً أن تقوم إيران في الوقت الحالي باختبار أسلحتها الجديدة بأيد
الحوثيين في الصراع الدائر في اليمن، وليس أدل على ذلك من الطائرات
المسيرة التي تشير كل الدلائل إلى أنها واردة من إيران"، مشيراً إلى أن
"تجريب الأسلحة خلال الحروب أمر متعارف عليه منذ عقود وحدث في العديد من
الحروب السابقة".


تخطي الخطوط الحمراء؟


"هدف إيران هو رفع العقوبات. وهي تصعد في عدة ساحات: العودة للتخصيب
النووي، والهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة، وممارسة المزيد من
الضغوط على حلفاء الولايات المتحدة كالسعوديةبطريقة لا تؤدي بالضرورة إلى
رد عسكري كبير".

ويتفق مع حمدي مالك بالرأي جستن برونك من "معهد الولايات المتحدة الملكي"
وهو مركز بحثي مقره لندن، إذ يقول "الوضع الحالي غير ملائم لإيران...
وطهران لا تريد تخطي الخطوط الحمراء الأمريكية كقتل مواطنين أمريكيين، ما
قد يجبر واشنطن على الرد بعمل عسكري".

يقول الخبير في الدفاع الجوي، جستن برونك، إن الفئة الأساسية من الطائرات
بدون طيار المعروفة باسم "الذخائر العائمة" مناسبة لهذا الغرض؛ إذ أنها
غير مكلفة نسبياً ويمكنها حمل 30 كيلوغراماً من المتفجرات. يمكن أن تقتل
ولكنها محدودة في قدرتها التدميرية. ويضيف الخبير أن مثل هذه الهجمات
يمكن اعتبارها مقوياً معنوياً للميلشيات المعادية للسعودية والولايات
المتحدة.


تغيير لقواعد اللعبة


يرى اللواء طيار مأمون أبو نوار، الخبير العسكري الأردني، أن استهداف
الحوثيين لأهداف في العمق السعودي "أمر خطير للغاية وتحول استراتيجي يغير
من قواعد اللعبة الحالية"، مضيفاً أن "الرسالة التي أوصلها الحوثييون هي
أن هذه الدول لم تعد آمنة ما سيؤثر بالتأكيد على الاستثمار فيها، خاصة أن
الهجمات وصلت للعمق. كما أن دقة إصابة الأهداف كانت مرتفعة للغاية بما
يسمى عامل مضاعفة القوة بالتعبير العسكري، بمعنى أنه بدلاً من إرسال عدة
طائرات لتنفيذ مهمة عسكرية يتم إرسال طائرة مسيرة صغيرة تصيب الهدف بدقة
وبأقل تكلفة".

ويشير أبو نوار إلى أن الأهداف كانت متعلقة بالبنية التحتية ما ضاعف من
حجم القلق الناتج عن هذه العمليات والتي قد تتطور لاحقاً لتصل إلى محطات
الاتصالات ومضخات المياه. وأكد الخبير العسكري الأردني أن الطائرات
المسيرة رغم صغر حجمها وتكلفتها المنخفضة قد تسبب أضراراً هائلة.

وكان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية قد قال إن الحوثيين حاولوا
استهداف منشأة مدنية في مدينة نجران بطائرة محملة بمتفجرات. وأضاف
التحالف أن قوات الدفاع السعودية اعترضت صواريخ بالستية أطلقت صوب مكة،
فيما نفى الحوثيون القيام بذلك. وأعلن الحوثيون أنهم قد يهاجمون 300 هدف
عسكري حيوي في السعودية والإمارات واليمن.