تقرير يبحث في عودة محافظ شبوة من المملكة العربية السعودية وحجم الدعم
الذي تلقاه هناك
كيف يمكن لشبوة أن تواجه القوى المعارضة التي تخشى من تحولها لنموذج ملهم؟
ما هي أبرز مؤشرات نجاح المرحلة المقبلة في شبوة؟
ما أهم المشاريع الجديدة التي وجه بها الرئيس هادي في شبوة؟
عودة بن عديو هل ستخرس الأصوات التي طالبت بإقالته؟
بن عديو.. مرحلة جديدة بدعم كبير
(عدن الغد) خاص:
عاد امس الى عتق محافظ محافظة شبوة محمد صالح بن عديو بعد زيارة قام بها
الى العاصمة السعودية الرياض استغرقت ثلاثة اسابيع التقى فيها برئيس
الجمهورية عبدربه منصور هادي وعدد من المسؤولين اليمنين وسفراء دول عربية
واجنبية استعرض معهم كافة النجاحات التي تحققت في المحافظة منذ توليه
ادارتها قبل عامين كما بحث معهم اهم المشروعات التي تحتاج للدعم
لإنجازها، وكان ميناء قنا الذي افتتحه المحافظ مؤخرا محل نقاش واهتمام
كبير من قبل القيادة السياسية وسفراء الدول الاجنبية الذين اشادوا بهذه
الخطوة لما فيها من مصلحة لشبوة واليمن عامة.
وكانت زيارة بين عديو للرياض قد اثارت موجة من التعليقات وردود الفعل
والتوقعات على وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حيث اعتبر البعض
الزيارة بانها مؤشر لإمكانية اقالة بن عديو من قيادة المحافظة وتعيين شخص
اخر وفقا لما نص عليه اتفاق الرياض وفي المقابل اعتبر اخرون الزيارة
بانها مهمة لإبراز ما تحقق لشبوة خلال الفترة الماضية وقد تمنح المحافظ
دعما جديدا لمواصلة نجاحاته في المجال التنموي والخدمي.
عودة بن عديو
عودة بن عديو من الرياض الى شبوة لمواصلة قيادته للمحافظة تحمل اكثر من
رسالة اولها ان السلطة الشرعية بقيادة الرئيس هادي تبارك النجاحات التي
حققها المحافظ خلال المرحلة الماضية وثانيا تريد التأسيس لنموذج ناجح في
شبوة قد يتم تعميمه على المحافظات الاخرى وثالثا توجيه رسالة للمجلس
الانتقالي وحلفائه بأن شبوة خط احمر، وان ما قدمه المحافظ بن عديو خلال
المرحلة الماضية في مختلف الجوانب يحظى بدعم ومباركة من قبل قيادة الدولة
والتحالف العربي.
وتعيش شبوة حالة من الصراع الاعلامي والسياسي بين القيادة الحالية
والمجلس الانتقالي الذي يحاول العودة للمحافظة بعد طرد قواته منها قبل
عامين تقريبا ويعتمد الانتقالي هناك على قاعدته الشعبية وكذا دعم احد
اطراف التحالف بينما يعتمد بن عديو ورفاقه على دعم السلطة الشرعية
والسعودية بشكل مباشر.
وكان افتتاح ميناء قنا من قبل المحافظ بن عديو قد فجر عاصفة من الرفض لدى
المجلس الانتقالي ومن يقف خلفه وعملوا عبر ادواتهم في الحكومة على منع
السفن من التوجه للميناء والضغط بإعادة اغلاق الميناء من جديد لكن بن
عديو رفض ذلك وقال ان لديه توجيهات من رئيس الجمهورية بافتتاح الميناء
وتشغيله ليكون بديلا عن ميناء بلحاف الذي تسيطر عليه القوات الاماراتية.
ومن المتوقع ان يواصل بن عديو مشاريعه في المحافظة بدعم كامل من القيادة
السياسية والتحالف وتحديدا السعودية لتحويل شبوة الى نموذج ناجح في مختلف
المجالات.
ما الذي حدث في الرياض؟
وكانت زيارة بن عديو للرياض قد اثارت جدلا كبيرا في الاوساط السياسية
والاعلامية وهو الامر الذي دفع بمستشار المحافظة يسلم البابكري للتوضيح
يومها حيث قال: كل شخص له وجهة نظر عن الزيارة من زاويته ورغبته، فهناك
من تحدث عن خروج لا عودة بعده، وذاك يدافع عن عودة حتمية بمكاسب كبيرة.
وبين المستشار البابكري أن الزيارة كانت مبرمجة مسبقاً وتوقيتها حددته
الظروف التي تهيأت لها بعد تجاوز أحداث محلية وإنجاز مهام ملحة من جهة،
وبعد تجاوز إجراءات حظر التنقل بسبب تداعيات الوباء.. هذا كل ما في
الأمر.
واضاف: بخلاف أن الرجل بات يشكل أهمية كبرى في المشهد الوطني وعلى قاعدة
الاحترام فالذي يصنع التغيير والتحول شخص يُحترم صديقاً كان أم خصماً ولا
جدال ايضاً على أنه من القيادات التحويلية التي أحدثت تغييراً كبيراً في
المشهد الوطني.
وكان بن عديو التقى الرئيس هادي في الرياض في مستهل لقاءاته هناك وفي
اللقاء وجه الرئيس هادي بدعم مشروع ميناء قنا وعدد من المشاريع في
المحافظة، حيث وجه رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، الحكومة والجهات
المختصة بتسهيل إجراءات العمل في ميناء قنا خدمة للاقتصاد الوطني.
وأشاد الرئيس هادي، خلال استقباله محافظ محافظة شبوة محمد صالح بن عديو،
بجملة المشاريع الخدمية والتنموية التي شهدتها محافظة شبوة خلال فترة
وجيزة، خدمة لأبناء المحافظة التي عانت طويلاً من الحرمان لمشاريع البنى
الخدمية والأساسية.
مؤكدا اهتمام الدولة بالمحافظة لأهميتها الوطنية والتنموية ومواقف
أبنائها المشرفة مع الوطن في مختلف المراحل والمنعطفات والظروف.
وقال رئيس الجمهورية: "ستحظى محافظة شبوة بالمزيد من الاهتمام والدعم على
كافة الأصعدة التنموية والخدمية"، موجهاً الحكومة بالتعاون مع السلطة
المحلية من أجل تجاوز مختلف التحديات والصعوبات.
وأشاد الرئيس هادي، بجملة الإنجازات المحققة من قبل السلطة المحلية بشبوة
بقيادة محافظ المحافظة محمد صالح بن عديو، التي يأتي في طليعتها إنشاء
ميناء قنا الذي يعد شرياناً هاماً لشبوة والمحافظات المجاورة، موجهاً
الحكومة والجهات المختصة بتسهيل إجراءات العمل في الميناء خدمة للاقتصاد
الوطني.
كما وجه رئيس الجمهورية، باعتماد هيئة مستشفى عتق كهيئة طبية وتعليمية
فضلاً عن اعتماد جامعة شبوة وغيرها من المشاريع الحيوية.
مؤكداً اهتمامه بتلبية متطلبات أبناء المحافظة بما يؤسس للدولة الاتحادية
التي ينشدها كافة أبناء الشعب اليمني.
من جانبه أكد محافظ شبوة محمد بن عديو، دعم شبوة لمسيرة البناء والتحول
التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في إطار اليمن
الاتحادي الجديد وفي ظل قيادة الدولة الرشيدة.
واستعرض محافظ شبوة، جملة المشاريع التي نالتها المحافظة خلال هذه الفترة
والتي وصلت إلى نحو 201 من المشاريع تم تنفيذها بتمويل محلي من نسبة
مخصصات المحافظة من مبيعات النفط المنتج و184 مشروعاً بدعم حكومي
وتوجيهات الرئيس هادي، مؤكداً مواصلة الجهود خدمة للمحافظة وأبنائها
والوطن بشكل عام.
وكان محمد صالح بن عديو التقى في الرياض بسفيرَي الولايات المتحدة وفرنسا
لدى الجمهورية اليمنية وذلك خلال تواجده في العاصمة السعودية الرياض
بدعوة من قيادة المملكة.
وكشف بن عديو عن أن لقاءه مع السفير الفرنسي جان ماري سافا كان لمناقشة
وتطوير الشراكة في مجال إنتاج وتصدير النفط والغاز في محافظة شبوة، حسب
قوله.
فيما يرى مراقبون أن الأمر متعلق بمنشأة بلحاف الغازية في رضوم، والتي
أجرتها شركة توتال الفرنسية للإمارات.
اللقاء الثاني جمع بن عديو بالسفير الأميركي لدى اليمن كرستوفر هنزل
والذي ضم إلى جانب المحافظ قائد اللواء 21 ميكا العميد جحدل حنش، ما يكشف
طبيعة اللقاء العسكرية.
وبعد المقابلة غرد بن عديو بالإنجليزية مؤكداً أن الهدف من اجتماعه
بالسفير هنزل كان بغرض التأكيد على دور الولايات المتحدة المهم في اليمن،
إضافة إلى مصالحها الاقتصادية.
كما التقى بن عديو المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز
الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز
الربيعة بمقر المركز في الرياض.
وجرى خلال اللقاء بحث عدد من البرامج التنفيذية في محافظة شبوة، والاطلاع
على آخر المستجدات في المشروعات الصحية والتعليمية المنفذة في المحافظة.
وهناك لقاءات اخرى اجراها بن عديو شرح فيها المنجزات التي تتحقق في
المحافظة والمشاريع المستقبلية التي سيجري تنفيذها خلال الفترة المقبلة.
المرحلة القادمة
عاد بن عديو من الرياض ومعه دعم كبير كما يبدو فالرجل استطاع تسويق نفسه
كمحافظ ناجح لشبوة وهو ما جعل الكثير من الدوائر تهتم به وترغب بمقابلته
لاسيما الدوائر الخارجية التي ترى ان عودة الامن والاستقرار الى شبوة سوف
يسهم في تحقق مصالحها في المحافظة لاسيما في مجال النفط والغاز حيث تعتبر
المحافظة من اكبر المحافظات اليمنية انتاجا للنفط والغاز وبها ثروة كبيرة
واحتياطي كبير تحت الارض بحاجة للتنقيب من قبل شركات خارجية.
وتبدو ادارة بن عديو الاكثر تنظيما من بين كافة الادارات في المحافظات
الاخرى والا لما حقق هذا النجاح السريع في محافظة طالما عانت كثيرا من
الاهمال والتهميش رغم ان ابناءها كانوا مقربين جدا من الانظمة الحاكمة
الا انهم لم يستفيدوا من ذلك بالعكس كانت المحافظة هي من تعطي ولكنها لم
تأخذ شيئا وحان الوقت لتأخذ دورها في المشاريع في عهد المحافظ الجديد.
لدى بن عديو مشاريع كثيرة ابرزها ميناء قنا وجامعة شبوة وفي مجال النفط
والغاز ولديه اليوم دعم كبير من القيادة السياسية ومن المملكة العربية
السعودية ما يجعل المرحلة المقبلة حافله بالنشاط والعمل والانجاز وتحويل
شبوة الى نموذج ناجح يطمح اليه الجميع.
