آخر تحديث :السبت-11 مايو 2024-01:30م

ملفات وتحقيقات


تقرير يرصد ردود الافعال حول تصريحات الانتقالي بالتطبيع مع اسرائيل.. الطريق إلى تل أبيب!

الخميس - 04 فبراير 2021 - 06:18 م بتوقيت عدن

تقرير يرصد ردود الافعال حول تصريحات الانتقالي بالتطبيع مع اسرائيل.. الطريق إلى تل أبيب!

(عدن الغد) خاص:

تقرير يرصد ردود الأفعال حول تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بشأن التطبيع مع إسرائيل..

لماذا اعتبر سياسيون تصريحات الزبيدي بالتطبيع مع إسرائيل انتحاراً سياسياً؟

ما هي ردود فعل مكونات الحراك وناشطيه حول موقف الانتقالي من إسرائيل؟

ماذا قال عناصر المجلس الانتقالي وكيف برروا تصريحات الزبيدي؟

هل الموقف الأخير للمجلس من إسرائيل يأتي تبعاً لمواقف دول في المنطقة؟

هل يتطلع الانتقالي لدعم إسرائيلي لاستعادة دولة الجنوب؟

الانتقالي والموقف من إسرائيل

 

 

أثارت تصريحات اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي مع

قناة روسيا اليوم والتي تحدث فيها عن مباركته التطبيع مع اسرائيل من قبل

دول عربية وعن عزمه في حال تحصل الجنوب على استقلاله ان يسعى للتطبيع مع

اسرائيل اثارت ردود فعل كبيرة في الساحة الجنوبية واليمنية بين مؤيد لهذه

التصريحات وبين رافض لها حيث رحب عدد من مناصري المجلس الانتقالي

بتصريحات الزبيدي واعتبروها تصب في خانة اللعب السياسي الذي يمكن ان يقوم

به الانتقالي في هذه المرحلة لكسب التأييد للجنوب وقضيته كما اعتبر اخرون

ان العيش في ظل الاحتلال الاسرائيلي اهون من العيش في ظل الوحدة اليمنية

وفي المقابل انتقد كثيرون هذه التصريحات، مشيرين الى ان الانتقالي لا

يمثل شعب الجنوب وانما يمثل نفسه مبدين تمسكهم بالقضية الفلسطينية التي

قالوا انها قضية العرب الاولى التي لا يمكن التنازل عنها، مشيرين الى ان

تصريحات الزبيدي سقطة سياسية لا تغتفر.

 

الانتقالي يمثل نفسه

في اول تعليق لأكبر مكونات الحراك الجنوبي على حديث رئيس المجلس

الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي بشأن التطبيع مع إسرائيل أكد

المجلس الأعلى للحراك الثوري ان القضية الفلسطينية قضية عربية واسلامية

لا يمكن التفريط بها تحت اي ظرف أو مصلحة وان شعب الجنوب ظل وسيبقى حليفا

للثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير في تضالها العادل والمشروع لطرد

الاحتلال الصهيوني.

 

وقال عوض البهيشي عضو اللجنة السياسية العليا للمجلس الأعلى للحراك في

تصريح صحفي ان التطبيع مع اسرائيل هو عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية

الممثل الشرعي لشعب فلسطين، موضحا أن تطبيع الانتقالي وباعتباره يمثل شعب

الجنوب مع إسرائيل كما يصرح إعلامه نوع من الغرور السياسي الهزيل والكذب،

مضيفا أن الانتقالي ليس دولة ولا يمثل شعب الجنوب بل يمثل كيانه السياسي

مثل بقية المكونات السياسية في الجنوب وما اكثرها فضلا أن الانتقالي ليس

حزبا حاكما معترفا به لدولة ما بل هو جزء من الشرعية اليمنية الحاكمة من

خارج اليمن كشرعية دولية مفروضة على الشعب تحت البند السابع من الأمم

المتحدة.

 

وقال البهيشي ان عيدروس الزبيدي كرئيس لمكون الانتقالي يمكنه في الحاضر

أن يبني علاقة مع حزب الليكود الحاكم لدولة ما يسمى بإسرائيل ولكن أن

يتحدث باسم شعب الجنوب ويزج به في قضية مصيرية كهذا فهو النزق المرحل من

67 إلى يومنا الحاضر وليس من اختصاصه إقامة علاقات بين الشعوب داعيا

عقلاء الانتقالي إلى مراجعة المواقف الغوغائية المفضوحة.

 

وأكد الكاتب السياسي اليمني جابر محمد أن تطبيع المجلس الانتقالي العلاقة

مع إسرائيل له مصالح في الجنوب.

 

وقال جابر في تغريدة له على تويتر: السياسة تهدف إلى صنع وكسب المصالح

الكبيرة فقط في حال أن تقدم طلب لإسرائيل من ساسة مختلفين.

 

وأضاف: الأول، جنوبي بتطبيع العلاقة مع إسرائيل مقابل دعم استقلال الجنوب.

 

وأشار إلى أن العرض الثاني تطبيع مع إسرائيل مع الإسهام في حفظ اليمن

كيمن اتحادي، تعتقد أين ستجد إسرائيل مصالحها وهل ستكرر تجربة كردستان؟.

 

اتباع النهج الخليجي

وقال الكاتب الصحفي صلاح السقلدي ان العـزف على وتر التطبيع مع الاحتلال

الاسرائيلي الذي بات موضة سياسية خلال العامين الماضيين لدى عدة دول

وكيانات عربية سلاح ذو حدين، ففي الوقت الذي يمكن لهذا الأمر ان يجلب

الرضا الامريكي من البوابة الاسرائيلية ويستميل دعم الموقف السياسي

والاقتصادي والعسكري لواشنطن- أو هكذا يمني المطبعون أنفسهم- فإنه يصيب

الداخل بالتشظي ويعمق الانقسامات ويحشر أصحابه في زاوية الخذلان والنكوص،

خصوصا حين يكون هكذا تطبيع مجاني وعلى حساب شعب مقهور وارض مغتصبة

ومقدسات منتهكة كشعب فلسطين والقدس  والاقصى الشريف، فضلا عن انه تطبيع

يبصم بالعشر للاحتلال بمواجهة شعب محتل مقابل مزيد من القهر وابتلاع

الارض والامعان بالإذلال والعسف، وهذا ينسف كل ادعاءات النضال ضد

الاحتلال والاستعمار ايا كان هذا الاحتلال وهذا الاستعمار.

 

مشيرا الى ان ذلك يفند مزاعم الوقوف مع الشعوب المستضعفة. فمثل هكذا

تطبيع لا يعد فقط اساءة للشعوب العربية ونخبها بل تشجيع للاحتلال والطغاة

وعسفهم، واعتراف بواقع جائر ظالم لا تقره قوانين الارض ولا شرائع السماء.

 

واضاف: تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي التي قال

فيها انه لا مانع من التطبيع مع اسرائيل في حالة استعاد الجنوب دولته

كانت على ما يبدو تماهيا وإرضاء للمواقف الإماراتية والسعودية أكثر منها

رغبة حقيقية، فهو يعرف حساسية هكذا أمر لدى الشعب بالجنوب الذي ترسخ لديه

منذ عشرات السنين شرف وقيم نصرة الحق الفلسطيني ورفض همجية الاحتلال

الصهيوني وقـدّمَ التضحيات بالدماء والكفاح ضد هذا الاحتلال في لبنان قبل

واثناء وبعد غزو عام 1982م وفي سورية ومصر.

 

فالزبيدي يدرك مدى حاجة الجنوب للموقف الخليجي بهذا الوقت، لذا كانت

تصريحاته تحاكي الرغبة الخليجية، وقد تجلى ذلك ايضا برفضه اي علاقة مع

إيران وهي رغبة سعودية إماراتية بامتياز وليست قناعة من الزبيدي الذي قال

قبل سنوات انه لا ضير من مد يد الجنوب لإيران طالما وهي تتفهم المطالب

الجنوبية، كما أن حديثه عن رغبته بالتفاوض مع الحوثيين تؤكد ان لا مشكلة

لديه مع إيران، وأن ما قاله ليس أكثر من استرضاء للحلفاء الخليجيين.

 

وتابع: كنا نتمنى على الزبيدي ان يشرط اي تطبيع مع اسرائيل باستعادة الحق

الفلسطيني كاملا، وهذا القول لن يغضب الامارات والسعودية كما يعتقد

البعض، فهذا الموقف هو موقف السعودية تجاه التطبيع وإن كان  موقفا

ظاهريا.

 

انتحار سياسي

وقال وزير الثقافة الاسبق خالد الرويشان انه قبل 5 أشهر قال بن بريك نائب

الانتقالي أنه مستعد لزيارة تل أبيب! واليوم يقول الزبيدي رئيس الانتقالي

إنه سيطبّع مع إسرائيل!.

 

ثقوا يا شباب البلاد.. ويا شباب العرب: ثبتَ أن إسرائيل كانت وراء كل

حركة انفصالية في العالم العربي من الأكراد في شمال العراق إلى جنوب

السودان إلى إثارة أقباط صعيد مصر إلى تجزئة الصومال إلى تقسيم ليبيا..

وإلى محاولات تقسيم اليمن!.

 

واضاف: رئيس الانتقالي بتصريحه انتقل إلى رحمة الله سياسياً! حتى ترمب لن

يسمعك اليوم! فات المعاد! هذا انتحارٌ سياسي وسقوطٌ مريع. لم يخُن فلسطين

سياسيٌ عربي منذ سبعين عاماً إلاّ سقط بنهايةٍ مروّعة!.

 

كله احتلال

وقال منصور صالح نائب رئيس الدائرة الاعلامية في المجلس الانتقالي: أرسل

إلي أحدهم يذكرني بجرائم الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين، وهي جرائم

مدانة.

 

واضاف: لكن مثل هذا يتناسى جرائم الاحتلال اليمني في الجنوب، كل الجرائم

مدانة، ولا يستطيع أحد ان يزايد على الموقف الجنوبي تجاه فلسطين، وما ذكر

التطبيع في حديث الرئيس الزبيدي إلا في اطار موقف عربي موحد تقوده

المملكة العربية السعودية بمعنى ان موقف الجنوب من اسرائيل سيكون هو

الموقف العربي.

 

فهل يستطيع المطبعون مع نظام صنعاء المحتل للجنوب، والمطبعون مع ايران

المحتلة للعراق، ممن يتشدقون بالإنسانية والإسلام، ان يبرروا لنا كيف

يعارضون احتلالا ويطبعون مع آخر؟!.

 

بين خيارين

وأكد ‏‏‏عضو مجلس الشورى اليمني صلاح باتيس أن خطاب رئيس المجلس

الانتقالي عيدروس قاسم الزُبيدي الأخير مع قناة روسيا اليوم وضع الجميع

أمام خيارين لا ثالث لهما.

 

وقال باتيس في تدوينة له بتويتر: شكراً عيدروس لصراحتك ووضوحك وضعت

الجميع أمام خيارين لا ثالث لهما.

 

أولاً: إما دولة اتحادية قوية وفق مخرجات الحوار الوطني قائمة على

العدالة والشراكة والحكم الرشيد تحترم إرادة الشعب اليمني جنوباً وشمالاً

وشرقاً وغرباً.

 

ثانياً: وإما تمزيق اليمن إلى دويلات تتسابق نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني.

 

إدانات جنوبية

ووصف رئيس تجمع القوى الجنوبية عبدالكريم السعدي، تلويح المجلس الانتقالي

بالتطبيع مع إسرائيل بـ"الكارثي"، نظرا لإضافته عقبات جديدة أمام تحقيق

أهداف ثورة الجنوب اليمني.

 

ودعا السعدي، في تصريح للأناضول، المجلس الانتقالي إلى ترتيب الأولويات

بـ"تحرير القرار السياسي والعسكري من التبعية للكفيل الإقليمي (في إشارة

للإمارات) قبل اللهاث وراء التطبيع".

 

ومضى قائلا: "يجب أولا التطبيع بين الفصائل الجنوبية المتصارعة باليمن،

لاستعادة الجنوب كدولة مستقلة، قبل طرح مقترح التطبيع الذي يقرره أو

يرفضه الشعب".

 

بدوره استنكر القيادي في الحراك الجنوبي، العميد علي السعدي، حديث رئيس

المجلس الانتقالي باسم شعب الجنوب.

 

وقال السعدي للأناضول: "يجب أن يدعو رئيس المجلس الانتقالي أولًا إلى

التطبيع مع أبناء جلدته من المحافظات الجنوبية".

 

من جانبه، رأى ‏‏‏أمين عام حزب جبهة التحرير ورئيس لجنة الوفاق الجنوبي

علي المصعبي، استحالة نجاح القضية الجنوبية العادلة على حساب القضية

الفلسطينية.

 

وأوضح المصعبي، في تغريدة عبر تويتر: فلسطين منا ومعاداة محتلها من صميم

أخلاق ثورة شعبنا التحررية ونؤمن بسلام عادل يحقق الاستقرار بحل

الدولتين.

 

ضربة قاصمة

واتفاقا مع الرأي السابق، قال القيادي في الحراك الجنوبي عبد الكريم

قاسم، إن "الخلاف مع المجلس الانتقالي ليس لأنه حرف مسار الثورة لخدمة

أجندة خارجية في اليمن، وإنما هو خلاف فكري عقائدي".

 

وأوضح قاسم عبر حسابه على فيسبوك: "نحن نرى أن فلسطين قضية الأمة جمعاء،

ومسألة التطبيع مع العدو الصهيوني خيانة عظمى".

 

كما دعا أيضا "مناصري المجلس الانتقالي للعودة إلى رشدهم وإيقاظ ضمائرهم،

والأخذ بجادة الصواب، بعيدًا عن الارتهان للخارج".

 

أما الكاتب والناشط السياسي فهمي السقاف، فقال للأناضول، إن "المجلس

الانتقالي يريد أن يتسلط ويتصدر المشهد رغم أنه لا يملك من جغرافيا

الجنوب شيئا".

 

ومضى موضحا: "هم مستعدون أن يكونوا شهود زور ويمثلوا دور الحكام وهم مجرد

أدوات مرتهنة، أدعوهم إلى التطبيع أولًا مع الداخل اليمني عموماً

والجنوبي بشكل خاص".

 

وتابع السقاف: "القضية الفلسطينية شكلت وعي أجيال من اليمنيين والعرب ولو

كره المطبعون".

 

فيما اعتبر السياسي والشاعر الجنوبي عباس ناصر مسعود، تصريحات التطبيع

بـ"الضرب القاصمة" للمجلس الانتقالي التي تفقده الكثير من شعبيته في

الجنوب.

 

وقال مسعود للأناضول: "لا شك أن مثل هذه التصريحات الاستباقية في القضايا

القومية لها نتائج كارثية على قضية جنوب اليمن".

 

وخلال الأشهر الماضية، شهدت عدة محافظات جنوبية باليمن، اندلاع تظاهرات

حاشدة رفضا لتطبيع الدول العربية مع إسرائيل، معتبرة ذلك "خيانة لفلسطين

وشعبها الصامد".