آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-01:45ص

ملفات وتحقيقات


تقرير : " نيباه " اكثر فتكا من كورونا .. فكيف سيواجهه العالم

الأربعاء - 03 فبراير 2021 - 08:20 م بتوقيت عدن

تقرير : " نيباه " اكثر فتكا من كورونا .. فكيف سيواجهه العالم

(عدن الغد) خاص :

في الوقت الذي لا يزال فيه العالم، مرتبكا وهو يكافح وباء كورونا الذي
أودى بحياة 2.2 مليون إنسان، أثيرت المخاوف، مؤخرا، بشأن احتمال تفشي
فيروس فتاك يعرف باسم "نيباه".

حذر تقرير خاص نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية من تفشي فيروس نيباه
في الصين بمعدل وفيات يصل إلى 75%، وحذرت الصحيفة من خطورة أن يتسبب
نيباه في جائحة عالمية مقبلة تكون أخطر من وباء كورونا.

وتم إبداء هذه المخاوف الصحية في تقرير صدر بهولندا، مؤخرا، لأجل التنبيه
إلى عدم جاهزية العالم للتعامل مع تفشي فيروس جديد، رغم الدروس التي
يفترضُ أن نكون قد استخلصناها من "كوفيد 19".

وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة "أكسيس تو ميديسين" وهي منظمة غير ربحية
تنشط في مجال الصحة، إنه من المحتمل أن يكون "نيباه" هو الوباء المقبل في
عالمنا.

وتحدثت جاياسري إيير، عن احتمال تفشي فيروس "نيباه" في الصين، وربما تصل
نسبة فتكه إلى أكثر من 75 في المئة، مما يعني أن الوباء المقبل قد يكون
أسوأ بكثير من فيروس كورونا.

ووصفت الناشطة الصحية، فيروس نيباه بالمرض المعدي الآخذ في التطور ومصدر
القلق الكبير للعالم"، ثم أضافت أنه قد "ينفجر" في أي لحظة، أما الخطورة
فتكمن في أن الوباء القادم قد يكون عدوى مضادة للأدوية.



 أعراض وعلامات

وبوسع فيروس "نيباه" أن يحدث مشكلات تنفسية شديدة لدى المصاب، إضافة إلى
التهاب وانتفاخ في الدماغ، بينما تتراوح نسبة الوفيات الناجمة عن المرض
بين 40 و75 في المئة.

وتشمل الأعراض الإصابة بألم في العضلات إلى جانب الشعور بالدوار، وربما
يدخل المريض في غيبوبة خلال مدة بين 24 و48 ساعة.

ويرجح العلماء أن تكون فترة حضانة الفيروس بين 4 و14 يوما، لكن بعض
التقارير رصدت فترة حضانة أطول في بعض الحالات وصلت إلى 45 يوما.

وفي حال تمكن المصاب من الشفاء، فإنه يستعيد عافيته بشكل كامل، لكن بعض
المتعافين أبلغوا عن تأثيرات بعيدة المدى رافقت صحتهم.

وترجح البيانات في الوقت الحالي أن 20 في المئة من المرضى المتعافين
يعانون تبعات عصبية مزمنة، مثل نوبات الصرع وحتى التغير في شخصية
الإنسان.

في المقابل، تقول منظمة الصحة العالمية إن نسبة محدودة فقط من المتعافين
يعانون التهابا في الدماغ بعد التماثل للشفاء التام.



الخفاش في دائرة الاتهام

وتعد خفافيش الفاكهة حاضنة طبيعية لهذا الفيروس، فيما كانت تقارير سابقة
قد عزت فيروس كورونا المستجد إلى الخفاش الذي يعرف بـ"خفاش حدوة الحصان".

ويعد "نيباه" واحدا من بين 10 أمراض معدية أدرجتها منظمة الصحة العالمية
ضمن قائمة الأمراض الـ16 التي تشكل أكبر تهديد للصحة البشرية.

ويقدم موقع منظمة الصحة العالمية، معلومات مفصلة حول هذا الفيروس الذي
قلما سمعنا به من ذي قبل، لكنها صار يثير فضولا متزايدا.

وتوضح المنظمة، أن هذا الفيروس قادر على الانتقال من حيوانات إلى
الإنسان، وضربت مثالا بالخنازير والخفافيش.

وأضافت أن هذه العدوى الخطيرة تنتقل أيضا عن طريق الطعام الملوث، كما
تنتقل من إنسان إلى آخر، وسط غياب أي لقاح أو دواء ضد هذا المرض في الوقت
الحالي.

ولم ينتشر هذا الفيروس سوى بشكل محدود في آسيا حتى الآن، لكن خطورته تكمن
في إحداث الأعراض الشديدة والتسبب بوفاة أغلب حاملي العدوى، بخلاف فيروس
كورونا الأقل فتكا.



البدايات

وتم التعرف لأول مرة على هذا الفيروس، سنة 1999، وكان ذلك في مزارع
خنازير بماليزيا، ولم يجر رصد أي موجة تفش للمرض في هذا البلد الآسيوي
منذ ذلك الحين.

وفي سنة 2001، تم رصد الفيروس في بنغلادش، وظل الأمر يتكرر بشكل شبه سنوي
في هذه البلاد، كما جرى تشخيصه أيضا شرقي الهند.

لكن المخاطر لا تنحصر في هذه الرقعة الآسيوية، بل هي قائمة في دول كثيرة،
لأن الفيروس موجود في خفافيش الفاكهة التي تنتشر في دول عدة كمبوديا
وغانا وإندونيسيا ومدغشقر والفلبين وتايلاند.

وعندما تم رصد الفيروس في ماليزيا لأول مرة، وكانت سنغافورة قد تأثرت
بدورها، تبين أن أغلب الإصابات البشرية نجمت عن اتصال مباشر بالحيوانات
أو التعرض لإفرازاتها.

أما في بنغلادش، فانتقلت العدوى عن طريق عصير النخيل، ورجح العلماء أن
يكون بول هذه الخفافيش أو لعابهما هما اللذان أديا إلى وصول الفيروس إلى
الإنسان، وبالتالي، فهما مصدر الإصابة.

وفي وقت لاحق، انتقل الفيروس من إنسان إلى آخر، لاسيما عندما يتعرض
أحدهما إلى إفرازات الآخر، وفي الهند، تم الإبلاغ عن إصابات وسط موظفي
القطاع الصحي الذين يرعون المصابين.

في بنغلادش، مثلا، تبين أن ما يقارب النصف من إجمالي الإصابات بفيروس
نيباه بين سنتي 2001 و2008، كانت ناجمة بالأساس عن الانتقال من الإنسان
إلى الإنسان، وتم ذلك وسط من يقدمون الرعاية الطبية.

وفي سنة 2018، كان تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية قد حث على تسريع
البحوث بشأن فيروس "نيباه" حتى لا يكون مباغتا لعالمنا، في حال انتشاره.



عقبة التشخيص

ومن عراقيل التصدي لهذا المرض، أن الأعراض التي تظهر على المصاب، تشبه
أعراض أمراض أخرى كثيرة، وهو ما يعني أن رصد أي تفش لهذه العدوى سيكون
أمرا معقدا.

ويمكن تشخيص الإصابة بهذا الفيروس عن طريق فحص "تفاعل البوليميراز
المتسلسل" في إفرازات جسم الإنسان، كما يمكن رصده أيضا عن طريق الأجسام
المضادة، ويجري ذلك عن تقنية مناعية مرتبطة بالأنزيمات.

ولا يوجد أي دواء خاص بفيروس نيباه في الوقت الحالي، كما لا يوجد أيضا أي
لقاح يحمي بشكل مسبق من هذا الخطر الصحي القائم، ولذلك، فإن المطلوب،
بحسب خبراء، هو الاستثمار في العلم وإيلاؤهُ ما يكفي من عناية لأجل
استباق المخاطر، حتى لا يتكرر كابوس الوباء الذي عشناه، وربما بصيغة أكثر
ترويعا.



تأثير كبير

البروفيسور عبد الرؤوف المناعمة، أستاذ علم الميكروبات وسفير الجمعية
الأمريكية للميكروبيولوجي، يبين أنه تم اكتشاف فيروس "نيباه" لأول مرة في
عام 1998، بعد تفشي المرض في الخنازير والأشخاص بماليزيا وسنغافورة.

وفي حديث المناعمة نتج حينها عن تفشي الفيروس ما يقرب من 300 حالة بشرية،
وأكثر من 100 حالة وفاة، وتسبب في تأثير اقتصادي كبير، حيث تم قتل أكثر
من مليون خنزير خلال جهود السيطرة على تفشي المرض.

وينتمى الفيروس، وفق المناعمة، إلى عائلة "Paramyxoviridae"، جنس
"Henipavirus"، كما أنه فيروس حيواني المصدر، ومرتبط وراثياً بفيروس
"هندرا Hendra"، وهو فيروس آخر معروف بأن الخفافيش تحمله.

وتعد خفافيش الفاكهة، التي تسمى أيضاً الثعالب الطائرة (لكبر حجمها)، كما
يؤكد المناعمة، الخزان الحيواني للفيروس في الطبيعة، حيث ترتبط العدوى
بالتهاب الدماغ ويمكن أن تسبب مرضاً خفيفاً إلى شديداً قد يؤدي إلى
الموت، كما تحدث حالات تفشي المرض سنوياً تقريباً في أجزاء من آسيا، لا
سيما بنغلادش والهند.

ويعد "نيباه"، وفق المناعمة، أشد فتكاً من معظم الفيروسات، حيث تفوق نسب
الوفيات به 50%، وما يزيد المخاوف من هذا الفيروس هو قدرته على الانتقال
من شخص لآخر بعد أن ينتقل من حيوان مصاب إلى إنسان.

ولا يوجد علاج حالياً مسجل لهذا الفيروس لكن هناك محاولات لاستخدام
الأجسام المضادة وحيدة النسيلة وسيلةً علاجية، والحديث للمناعمة.

وعن طرق الوقاية من الفيروس الجديد، يوصي أستاذ علم الميكروبات وسفير
الجمعية الأمريكية للميكروبيولوجي، بتجنب التعرض للخنازير المصابة
وخفافيش الفاكهة في المناطق التي يوجد بها الفيروس، وعدم شرب عصارة
النخيل الخام (مشروب مشهور في آسيا) التي يمكن أن تكون ملوَّثة بخفاش
مصاب.

كما يوصي المناعمة بضرورة غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، وتجنب
ملامسة الخفافيش أو الخنازير المريضة، والمناطق التي من المعروف أنها
تجثم فيها الخفافيش، وتناول عصارة النخيل الخام، أو الفاكهة التي قد تكون
ملوثة بالخفافيش، أو ملامسة الدم أو سوائل الجسم لأي شخص معروف بأنه مصاب
بالنيكل.



ذعر عربي

وعلى موقع "تويتر"، أظهر الخليجيون تخوفاً من تفشي فيروس "نيباه" الجديد،
خاصةً أنهم لم يتعافوا بعد من فيروس كورونا، وتداعياته الصحية
والاقتصادية، والاجتماعية، على حياتهم.

وغرد المواطن السعودي محمد الزيد، بالقول إن العالم لم ينتهِ بعد من
جائحة كورونا، حتى يخرج لهم خطر مقبل من الصين، وهو فيروس "نيباه" الذي
يصيب الجهاز التنفسي، وسريع الانتشار، وبه نسبة وفاة عالية.

هاني العنزي وضع على حسابه بموقع "تويتر"، جزءاً من تقرير صحيفة
"الغارديان" عن الفيروس الجديد، وكيفية انتقاله، والخطورة التي سيتركها
على الأشخاص الذين سيصيبهم.

المحامي القطري عبد الله المهندي، كتب على حسابه بموقع "تويتر": "يبدو أن
هناك مؤامرة ماسونية للتحكم في البشرية، والاقتصاديات(..) فيروس كورونا
من ووهان الصينية، ويتحور مع بدء اللقاح، والآن فيروس نيباه، وهو الأخطر
من كورونا".

المختص في علم الأحياء سامي خويطر أكد أن فيروس "نيباه" أكثر فتكاً من
كورونا؛ لكون تركيبته الجينية غير معروفة، ولا يوجد له أي لقاح معتمد،
رغم أن هناك بعض الحالات التي ظهرت في التسعينيات بالهند.

ويصيب الفيروس الجديد، وفق حديث خويطر الإنسان والحيوان، ومن أكثر أعراضه
تدمير العقل، والتسبب في مشكلات تنفسية حادة للشخص المصاب.

وفي حالة تفشي فيروس "نيباه"، يتوقع المختص في علم الأحياء تسجيل إصابات
عالية بين البشر، مع وجود تداعيات اقتصادية كبيرة على البلدان التي ينتشر
بها.



استعداد كويتي

ومع الحديث عن وجود الفيروس الجديد، بدأت الكويت تستعد مبكراً، من خلال
اتخاذ وزارة الصحة خطوات وإجراءات استباقية؛ لمنع وصول الفيروس إلى
البلاد.

ونقلت صحيفة "الأنباء" المحلية عن مصادر صحية رفيعة المستوى، أن وزارة
الصحة الكويتية لديها إجراءات لمكافحة فيروس "نيباه"، من خلال اتباع
إرشادات منظمة الصحة العالمية كافةً الخاصة برصد حالات الدخول
بالمستشفيات والتعامل معها وتنفيذاً للسياسة العامة بشأن الإجراءات
الواجب اتباعها لعلاج وعزل الحالات.

ومن ضمن الإجراءات المتخذة في الكويت دعوة الأطباء في المستشفيات
الحكومية والقطاع الأهلي والمختبرات إلى ضرورة التبليغ عن جميع حالات
التهاب الدماغ الفيروسي، وذلك على نموذج تبليغ "مرض ساري"، فضلاً عن
استكمال جميع بيانات التبليغ للحالات المشتبه فيها والتي تشتمل على
بيانات المريض الشخصية والإكلينيكية ونتائج المختبر.

وتضمنت الإجراءات تسجيل حالات الدخول المشتبه فيها للمستشفى، وذلك في سجل
خاص، يشتمل على بيانات تاريخ دخول المستشفى، ممثلة باسم المريض والتشخيص
المبدئي عند الدخول ومكان العزل والعلاج وخلافه.

وعن سياسة العزل وتحويل الحالات، بينت المصادر أن الإجراءات تكون عن طريق
تحويل الحالات المشتبه فيها إلى المستشفيات العامة الحكومية بالمناطق
الصحية حسب سكن المريض.



استعداد مصري

قالت العضو في لجنة الصحة بمجلس النواب المصري، سمر سالم، إنها ناقشت مع
عدد من أعضاء اللجنة الفرعية من لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان، الخاصة
بالطب الوقائي وكورونا، مدى الاستعداد لمواجهة فيروس "نيباه" الخطير،
الذي حظرت منه مصادر عدة.

وأوضحت النائبة سمر سالم في بيان نشرته الأحد، ونقلته صحيفة "الشروق"
المصرية، أن وسائل الإعلام تناولت خبرا بشأن ظهور فيروس "نيباه" في
الصين، الذي يصل معدل الوفاة بسببه إلى 75 بالمئة، لافتة إلى أنه يعد
"الخطر الوبائي الكبير التالي للعالم، خاصة في ظل عدم استعداد شركات
الأدوية لاكتشاف علاج له، نتيجة التركيز على فيروس كورونا حاليا".

وأضافت: "نيباه يعتبر مرضا معديا ناشئا يسبب قلقا كبيرا للعالم أجمع، حيث
تظهر الأعراض بعد حدوث الإصابة بفترة تتراوح بين 4 إلى 14 يوما، كما تصل
فترة حضانة الفيروس إلى 45 يوما، وذلك وفقا لما تناولته وسائل الإعلام
الأجنبية، التي أوضحت أنه فيروس نادر وينتشر عن طريق خفافيش الفاكهة؛ مما
قد يسبب أعراضا تشبه الإنفلونزا وتلفا في الدماغ".

وشددت سالم على ضرورة القيام بأبحاث والتوصل لطرق مقاومة للفيروس، "في ظل
ما يتردد بشأن احتمالية تفشي نيباه، الذي من الممكن أن يتحول إلى وباء في
أية لحظة، في الوقت الذي ينشغل العالم أجمع بتوفير وإنتاج العقاقير
اللازمة لمواجهة فيروس كورونا".

وتعقيبا على البيان، قالت عضوة لجنة الصحة بمجلس النواب، لصحيفة "الشروق"
إن اللجنة "تبحث ما أثير حول فيروس نيباه الجديد، وما إذا كان فيروس مخلق
معمليا، أم غير ذلك".