آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-04:17م

ملفات وتحقيقات


فرقة خليج عدن المسرحية موهبة و إبداع ونجاح كبير و ورد أحمر

الأحد - 20 نوفمبر 2011 - 07:27 م بتوقيت عدن

فرقة خليج عدن المسرحية موهبة و إبداع ونجاح كبير و ورد أحمر
مشهد من مسرحية كرت احمر التي قدمتها الفرقة قبل ايام

عدن ((عدن الغد)) خاص

كتب / لبنى الخطيب

فرقة خليج عدن المسرحية تأسست في 5/5/2005م، عمر قصير مليئ بأعمالها الناجحة، وحصدت إعجاب  الكثيرين، طاقمها ممثلين مبدعون وإداريون، لا يستغنوا في إعمالهم  عن كبار   الممثلين المسرحيين الذين عرفتهم عدن أيام وهجها المسرحي والثقافي، أو ممثلين من محافظات اليمن.

 

شباب بعمر الزهور كتفا بكتف صنعوا الإبداع  وأختطوا لنفسهم مجالاً أحبوه،عشقوا المسرح أبو "الفنون" وأصعبه وأكثره  تأثيراً في الناس،  بقيادة المايسترو الشاب رئيسها وكاتب نصوصها مخرجها المبدع المهندس  عمرو جمال، أعمالهم محفوظة في ذاكرة الكثيرين:"عائلة دوت كوم، بشرى سارة، حلاحلا يستاهل، سيدتي الجميلة، معك نازل و كرت أحمر " والعمل الحقوقي القصير الهادف"عود ثقاب"، مسلسل"أصحاب" وبرنامج"ع الماشي" من قناة السعيدة الفضائية، بالإضافة لعدد من الأفلام القصيرة أو الفلاشات الإعلانية.

 

عملت الفرقة بالنص اليمني والعالمي ليطابق واقعنا،ديكور بسيط هادف، الحوار باللهجة العدنية، مع الاقتباس من التراث الشفهي الثقافي العدني من حكم وأمثال وعبارات، ملابس "الشيدر ،الدرع والفوطة ،الكوفية الزنجباري ،وأعمال حرفية الزنبيل، القفة والمروحة اليدوية  من عزف النخيل، وأكلات الجبيز، الكبن،المطبق ،الشتني، الرز والمطفاية، أو أغاني تغنى بها فناني  عدن الكبار" ،مشاهد  و مصطلحات تذكر الجمهور ، ورسالة لتعريف الأجيال الجديدة بها، و أرث منه  مازال محافظاً عليه في عدن.

 

المعاناة تولد الإبداع، شباب الفرقة طموح يحفر في الصخر  ويتحدى الصعاب و الظروف الراهنة في الوطن، ومن إنفلات أمني في عدن، قرر أعضاء الفرقة إقامة عرضهم المسرحي"كرت أحمر" لستة ليالي في أيام عيد الأضحى المبارك، و العام الماضي عرض لأسبوعيين حضره جمهور كبير، لم  يخيب الجمهور  أمل طاقم الفرقة، وكانوا على الموعد للعام الثاني على التوالي ،وتفاعلوا مع العمل والإضافات الجديدة ضمن المشاهد الأصلية الإحدى عشر ،مشهد المبدع رائد طه "نادية شجن" في برج المراقبة ، تناول ظاهرة إنتشار حمل السلاح  في مدينة عدن الهادئة، المدنية المسالمة الحضارية الثقافية.

 

وفي مشهد تدهور الخدمات الصحية بمرافقنا الحكومية، أضيف نقداً لتغيير أسماء المباني والشوارع والمنشئات بعد "الوحدة" ،وكانت تعرف بأسماء شهداء وأعلام رواد أبدعوا في عدن،في تساؤل لماذا تطمس هوية عدن؟، هَم الوطن وعدن والفرقة حملهُ عمرو معه، أثناء مشاركته في دورة تدريبية قصيرة مكثفة بمجال المسرح في المانيا ، هذا ومع نجاح كل عمل للفرقة  عمرو جمال يساوره  الخوف في الجديد القادم من الأعمال، ويتمنى أن يكون والفرقة  عند حُسن ظن الجمهور دائما، هو حافزاً لبذلهم المزيد للحفاظ على نجاحاتهم، ونلمس من كلامه ومواقفه التواضع وجميع طاقم الفرقة.

 

بأسلوب مسرحي كوميدي وتجريبي "كرت أحمر" لامست ظواهر منتشرة في واقعنا اليمني رفع لها الكرت الأحمر في ختام كل مشهد،التي شارك في تأليف بعضها: ياسر عبدالباقي، عدنان الخضر، رائد طه: تناول العمل" تدهور مستوى التعليم، العنف ضد المرأة، ظاهرة حمل السلاح و السرقة للملكية العامة، هجرة الأبناء وقطع صلة الرحم بالوالدين، تدهور الخدمات الصحية ،الثأر، فساد شرطة المرور ،إدمان  بعض الشباب للمخدرات، فساد القضاء في محاكمنا، عمالة الأطفال والكذب بالوعود في البرامج الإنتخابية.

 

مسرحية"كرت أحمر" متعة وترفية مع الرسالة الهادفة، ولهذا برمجت كثيراً من الأسر والأصدقاء والأحبة  أوقاتهم لمشاهدتها، حيث يفتقد أهلنا في عدن الآن للأماكن الثقافية التنويرية، كما أنعشت المسرحية اقتصادياً المحلات التجارية المجاورة لقاعة "هريكن" لبيع  العصائر و المرطبات أو الوجبات السريعة، وسعد إخواننا  من سائقي الأجرة لربحهم من نقل بعض مشاهدي المسرحية بمشاوريهم الخاصة، فرقة خليج عدن أسعدت الجميع مشاهدين وطالبين رزق من الله.

 

 

تحدينا الظروف

النجم المحبوب عدنان الخضر مبدع فنان متمكن ومكتمل مساعد مخرج للعرض و للعمل المسرحي الحقوقي" عود ثقاب" قال:"أنا سعيد جداً بنجاح العرض، صممنا وأقمناه للعام الثاني، لم يخيب ظننا الجمهور، أمتلأت قاعة سينما هريكن بكريتر و تتسع لـ" 900" مشاهد، ومع الأسف كنا نعتذر لبعض الجمهور للعودة لعرض الغد لامتلاء المقاعد بالجمهور الذين حرصوا للحضور قبل العرض بأكثر من ساعة .

 

نجاحنا لمسته وزملائي، بتفاعل الجمهور وترديد بعضهم عبارات من المسرحية، دليل حضورهم للعرض أكثر من مرة، رغم التعب والجهد الذي بذلته وجميع الطاقم لهذا النجاح، ويقال"كل تعب منسي" و للنجاح طعم جميل في قلوبنا وكل ناجح يسعد بذلك".

 

ويضيف النجم عدنان الخضر :"الجانب الفني والإخراجي للفرقة تحملت عبئ كبير فيه ولكنه ممتع، رغم الضغط ثلاثة أسابيع بروفات، وما صاحبني من وعكة صحية، فالطاقم تعاون كثيراً، صحيح عمرو غائب عنا جسداً في المانيا، فهو معنا خطوة بخطوة تبادلنا الآراء وجهنا بالتواصل اليومي،كان قلقاً وجميعنا كذلك من إعادة العرض هذا العام إلا إننا تحدينا الظروف، والجمهور رحب بنا ورفع معنوياتنا كثيراً، وهدفنا الجمهور  إمتاعه وإدخال الفرح في نفسه، وبث روح المسرح في عدن رغم كل الظروف".

 

سنظل نعمل لأجل عدن

فهد شريح مدير إداري  لفرقة خليج عدن يعمل كالنحل بنشاط وهمة ودقة  تحدث:" كان قراراً صعباً التفكير في إعادة العرض، في غياب العزيز عمرو جمال، إلا انه ترك لنا الخيار قال:" أنا بعيد وأنتم الموجودون على الأرض وقرروا هل بتقدروا أم لا؟"، أجتمع طاقم الفرقة كنا متخوفين من الوضع العام في البلد و عدن وما تعانيه من إنفلات أمني، فكرنا وقررنا إن عدن "ماتستاهلش" الذي يصير فيها، وطول ما نحن نعمل مسرحيا سنظل نعمل لأجل عدن".

 

وأكد فهد شريح:" كرت أحمر لامست هموم الوطن والمواطن، والوضع الحالي في عدن دفع المخرج عمرو جمال لتلك الإضافات، وتواصلنا شبه يومي معه، وغيابه شكل فراغاٌ كبيراً هو كان يتحمل نصف عبء العمل تقريبا، وجميع طاقم الفرقة يتحمل النصف الأخر.

 

تحدينا الظروف وغياب دعم الرعاة والإنتاج هذا العام، طاقم الفرقة رحب  بإعادة العرض ليس من أجل الربح وإنما لإمتاع المشاهدين الأعزاء، وإدخال البهجة في نفوس رواد مسرحنا، وفضل عدن علينا كثير وتوفقنا بعرض من إنتاج فرقة خليج عدن المسرحية، ولتعاون الطاقم  وحرصهم على نجاح العمل، وللسمعة الطيبة للفرقة في أوساط المشاهدين والمتابعين لإعمالها".

 

ورداً لسؤالك أقول:"عدنان الخضر تعب كثيراً في العمل،و الكمال لله وحده، عدنان فنان متكامل في التمثيل والإخراج، الرقص ورسم الماكياج، وجوده نفع الفرقة كثيراً قلل تكاليف المسرحية، و هنا لا أقلل من أي زميل، عملنا  كخلية واحدة دائما تعاون رائد كثيراً إدارياً وأبدع في أدواره، ومن غير إستثناء الجميع تعاون والتزم حضور البروفات وإتباع التعليمات لإعادة عرض العمل بنجاح، بالحماس والشعور بالمسئولية، تدللت كثير من الصعاب وبزمن قصير بين قرار إعادة العرض وتقديمه". 

 

وأشار فهد:" عمرو جمال رغم سنه الصغير، إلا إنه نقول يقود وصنع فرقة متجانسة مبدعة، كنا خائفين جداً جداً من دونه  كيف بنعمل؟، قلنا نجرب وبالتواصل معه بالبروفات ولإخراج المشاهد القصيرة المضافة للعمل ،عمرو مبدع وجمع مبدعين في تناغم مع أعماله المميزة تحت راية فرقة خليج عدن المسرحية.

 

هادفة عالجت واقع معاش

إحدى المشاهدات المتابعات  لأعمال الفرقة أم هادي محمد أحمد الحوباني طبيبة قالت:" أنا من عدن ومستقرة في  الحديدة كل عيد أقضيه في عدن مع  الوالدة والأهل، حضرت فعاليات الفرقة ،و"الاسكيتشات" المسرحية التي كانت تقيمها في  الملاهي، وللعلم للعام الثاني أشاهد وأهلي  "كرت احمر"، المسرحية هادفة عالجت واقعاً معاشاً في اليمن، لامست النقاط الموجعة في حياتنا اليومية".

 

وتضيف أم هادي :" إن اشالله الناس تفهم هدف و رسالة"كرت احمر"،فبعضها من صنع البشر  مثل إدمان بعض الشباب للحبوب والمخدرات، والإنسان في حالة تطور وعليه تجنب الظواهر السلبية بالتوعية وتوعية الأجيال وكلا يبدأ من أسرته، أتمنى لطاقم الفرقة النجاح والتوفيق ولك ولعملك الصحفي".

 

عدن عرفت المسرح قبل مائة عام 

الكابتن الرياضي  صَديٌق محمود سعيد تحدث قائلا :" أنا وأفراد أسرتي  للعام الثاني نحضر" كرت احمر"، بحثاً عن المتعة والترفية وقضاء ليلة جميلة مع الكوميدية، أو الوقوف أمام النقاط المؤلمة من واقعنا، التي ترفع لها كرت أحمر، العمل هادف ومشاهده تناولت الظواهر السلبية في حياتنا اليومية، ليس في عدن وإنما كل اليمن".

 

وأضاف الكابتن صَديٌق:" نحن متابعين لأعمال الفرقة، ممثلين مبدعين وشباب كالورد متفتح تفوح منه الرائحة العطرة الجميلة، و وصلتنا أعمالهم الجميلة، يزرعوا  الفرح بقلوبنا ونعيش لحظات من المتعة والبهجة بقشاتهم بأسلوب كوميدي هادف بالسهل الممتنع.

 

 ألف مبروك للفرقة نجاحاتها ومبروك لنا جميعا، فرقة أبدعت وأمتعت عشاقها، أتمنى لهم التوفيق والاستمرارية ،ونقشوا أسماءهم بأحرف من ذهب في حياتنا الثقافية، التي حركت المياه الراكدة"مسرحيا" في عدن، وأعادوا لنا الذاكرة للخلف، والحياة المسرحية التي افتقدناها من سنين، فعدن عرفت المسرح قبل أكثر من مائة عام، أتمنى يرجع النشاط المسرحي مثل زمان وتهتم فيه الدولة".

شكر وعرفان لطاقم العمل

و بمهنية صحفية أسجل شكري الجزيل لجمهور الفرقة و طاقمها  من ممثلين معروفين للمشاهدين، و جنود مجهولين خلف نجاح"كرت أحمر" ويقيه الأعمال، وإنصافاً لجهودهم الكبيرة في إمتاعنا من: "كاتب النص ومخرجه عمرو جمال،مساعد مخرج وممثل عدنان الخضر، فهد شريح مدير إداري، رائد طه ممثل وإداري، مروان علي مفرق مدير فني وديكور، الممثلة القديرة فاطمة عبدالقوي والممثلة الرائعة الموهوبة غيداء جمال في عرض هذا العام ،بينما عرض العام الماضي مثلت فيه المبدعة المتألقة سالي حمادة، " الممثلين المبدعين" قاسم رشاد، عيدروس عبدون، هديل عبدالحكيم، هشام الحمادي والطفل عمرو باسم ممثل المستقبل، وضيف الشرف الممثل القدير نجيب طاهر وأقدم له تعظيم سلام لمساندته شريكة حياته الممثلة المبدعة المتمكنة فاطمة عبدالقوي، مؤثرات صوتية مصاحبة بفنيات المبدع والقاص ياسر عبدالباقي، الركن المكمل للعمل المسرحي الإضاءة بحنكة شادي عبدالجبار ،و بروح الجماعة كلا في مهامه إدارة للمسرح أو القاعة وشباك التذاكر وتوثيق العمل الأعزاء" خالد سفيان ،مازن خالد،أصيل عادل، أحمد غندور، صابر عقلان، علوي السقاف وسعيد عادل"، تقمص طاقم الحكام في العمل  الشباب السعداء بدورهم القصير والهادف"مصطفى العاطفي، أحمد جعفر، أسامة عصمت، صابر عوض، صبري عوض ومحمد نجيب" لقد رفعوا الكروت الحمراء في نهاية كل مشهد  للوقوف معا لمكافحة  الفساد في واقعنا اليمني.

 

نجاح لعدن وكل اليمن

 

أرجو أكون وفقت وأنصفت طاقم الفرقة المبدعين، وللعلم كل واحد منهم يستحق مقالة خاصة "فاطمة،غيداء،سالي،عمرو، عدنان، نادية شجن أقصد رائد طه فنان رائع في أدواره ،وخاصة تقمصه دور المرأة بإتقان مبهر، قاسم رشاد أكثر من مبدع في كل عمل يظهر إبداعه لأدواره المميزة، عيدروس عبدون المبدع الفكاهي والرائع بلهجته اللحجية المحبوبة، وحركاته وصوته الجميل في الغناء،الشاب هشام الحمادي أكثر من دور مثل وأبدع، صور بعض شباب اليوم وإدمانهم للحبوب والمخدرات وعاقبتهم الوخيمة الانتحار، المبدع الممثل هديل عبدالحكيم موهوب وبحرفية، خريج معهد"جميل غانم " للفنون الجميلة بعدن ، والاول على دفعته، وللأسف رجع قبل ثلاثة أشهر إلى عدن ،بعد عام دراسي في جمهورية الجزائر ولم يستطيع  مواصلة دراسة  تخصصه في المسرح الذي يبدع فيه ويعشقه، لان الظروف لم تبتسم له لتغطية نفقات دراسته من وزارة الثقافة وهو احد مبعوثيها، على الرغم هناك زملاء أخرين له يواصلوا الدراسة الآن وبتخصصاتهم لإنتمائهم  لمحافظات أخرى غير عدن، كرت أحمر أرفعه أنا  في وجهة الجهات المختصة للنظر لحالة هديل وزملائه وأخريين من عدن يعانوا تلك الظروف والتعقيدات.

 

هنيئا لطاقم الفرقة النجاحات والأماني  بالإستمرار ،المسرح مكاناً للإبداع وإطلاق الطاقات ورسالة توعوية وترفيهية هادفة  للمشاهد، وبملء الفم أقول نجاح أعمال فرقة خليج عدن المسرحية ليس لطاقمها فقط، بل نجاح لعدن وأهلها ومحبيها وكل اليمن.

-ينشر بالتزامن مع صحيفة "الطريق".