آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-09:59م

ملفات وتحقيقات


(تقرير).. لماذا لم تؤمن عدن حتى الآن.. وما أسباب العجز عن تأمين وصول طائرة؟

السبت - 02 يناير 2021 - 09:05 ص بتوقيت عدن

(تقرير).. لماذا لم تؤمن عدن حتى الآن.. وما أسباب العجز عن تأمين وصول طائرة؟

(عدن الغد)خاص:

قراءة في التصريحات والاتهامات لبعض الأطراف بالضلوع في تفجيرات المطار..

الحكومة اليمنية: خبراء إيرانيون سهلوا للحوثيين استهداف مطار عدن

هاني بن بريك: أدوات قطر وتركيا قد تقف خلف هجمات المطار

بعد ست سنوات.. لماذا لايزال الفشل الأمني مستمراً؟

هل عدن بلا أمن حقيقي.. رغم وجود تشكيلات ووحدات أمنية عديدة؟

كيف يمكن لحادثة المطار أن تشكل نقطة تحول لإعادة النظر في مؤسسة الأمن؟

من قصف مطار عدن؟!

القسم السياسي (عدن الغد):

ما زال الغموض يلف قضية تفجيرات مطار عدن الدولي، التي استهدفت طائرة
الحكومة اليمنية الجديدة لحظة وصولها المطار قادمةً من الرياض.

ورغم أن الحكومة لم يصبها أي مكروه، إلا أن الضحايا كان أغلبهم من
الصحفيين وعمال وموظفي المطار، وكلهم مدنيون دفعوا، وما زالوا يدفعون،
ثمن الصراعات الدموية.

لكن يبقى الغموض مسيطراً على تفاصيل الهجمات التي لم يكشف عمن يقف خلفها،
رغم الاتهامات الصادرة من عدة أطراف، بعضها تحمل إشارات مبهمة ومشفرة،
ولم تجرؤ على ذكرها صراحةً.

ففي اجتماعها الأول الذي عقدته في اليوم التالي مباشرةً عقب التفجيرات
التي استهدفتها، أشارت حكومة المناصفة بأصابع الاتهام إلى مليشيات
الحوثي، المدعومة من إيران.

وأشارت الحكومة في اجتماعها أن ثمة خبراء إيرانيين ساعدوا المليشيات
الحوثية بتنفيذ الهجمات الصاروخية، منعاً لعودة الحكومة الجديدة،
والاضطلاع بمهامها التنموية والخدمية والعسكرية.

اغتيال الأمل

ووصلت الحكومة الجديدة التي تضم 24 وزيراً إلى جانب رئيسها معين
عبدالملك، إلى عدن المقر المؤقت للسلطة المعترف بها دولياً، بعد أيام من
أدائها اليمين أمام الرئيس عبدربه منصور هادي في العاصمة السعودية
الرياض.

وكان اليمنيون يأملون بأن تباشر الحكومة مهامها فورا لتحسين الأوضاع
المعيشية في بلد يواجه ملايين من سكانه خطر المجاعة.

وهي آمالٌ يدرك الواقفون خلف تفجيرات المطار أنها يمكن أن تتحول إلى
واقع، بفضل التوافق بين المكونات التي تشكلت منها الحكومة.

لهذا يبدو أنهم سعوا إلى اغتيال الأمل في تغيير الحكومة الواقع الخدمي
والمعيشي، وحتى الأمني والعسكري الذي يحتاج إلى الكثير من التركيز
والعمل.

لكن.. إلى اللحظة لم يتم التأكيد على الجهة المتورطة بالوقوف خلف
التفجيرات، رغم اتهامات الحكومة للمليشيات الحوثية.

الحكومة: الحوثيون يقفون خلف التفجيرات

قال رئيس الحكومة الدكتور معين عبدالملك: "إن المجتمع الدولي لا يزال
يناقش تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، أما بالنسبة لنا، نحن في اليمن
فالأمر واضح وأفعال وجرائم هذه الميليشيات تثبت أنها تنظيم إرهابي".

وخلال الاجتماع الذي عقدته الحكومة اليمنية يوم الخميس في قصر المعاشيق
بالعاصمة المؤقتة عدن، بعد تفجير المطار الدامي الذي خلف العشرات بين
قتيل وجريح، تعهدت الحكومة اليمنية بالعمل على إعادة الاستقرار.

وعبر كلمة مصورة أعاد تغريدها السفير السعودي لدى اليمن على تويتر أكد
رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك خلال افتتاحه الاجتماع أن التحقيقات
الأولية تشير إلى أن "ميليشيات الحوثي" هي من يقف وراء الحادث
"الإجرامي".

وأضاف رئيس الوزراء اليمني أن الحديث الآن عن قذائف هاون أو متفجرات أصبح
من الماضي ومن الواضح أنها صواريخ موجهة.

وأشار إلى أن معلومات استخباراتية وأمنية أوضحت أن هناك خبراء إيرانيين
كانوا يعدون لمثل هذه الأعمال خلال الأشهر الماضية.

وشدد عبدالملك، على ضرورة أن تتعدى إدانات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي
مجرد الاستنكار، إلى الإشارة لمن ارتكب هذا الهجوم الإرهابي بوضوح ودون
مواربة.

وقال: "المجتمع الدولي لا يزال يناقش تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، أما
بالنسبة لنا نحن في اليمن فالأمر واضح وأفعال وجرائم هذه الميليشيات تثبت
أنها تنظيم إرهابي".

وأوضح أن الهجوم الإرهابي الصادم وغير المسبوق باستهداف مطار مدني، وتلك
الصور المفزعة للضحايا بينهم موظفون في الصليب الأحمر الدولي وشخصيات
كثيرة بينهم إعلاميون هي تعبير واضح عن طبيعة هذه الميليشيا وأفعالها
الإجرامية.

استمرار التحقيقات

وتواصلاً لتداعيات تفجير مطار عدن الذي ارتفع عدد ضحاياه إلى 25 قتيلا
و110 جرحى، زار عدد من المسئولين على رأسهم رئيس الحكومة د. معين
عبدالملك، وعدد من الوزراء بينهم وزيرا النقل والداخلية، ومحافظ عدن
ووكلاؤه، جرحى الهجوم الإرهابي في عدد من مستشفيات العاصمة المؤقتة،
موجهين بتقديم الرعاية لجميع الجرحى على نفقة الدولة حتى تماثلهم للشفاء.

في تلك الأثناء أفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التابعة للحكومة، بأن
وزير الداخلية ترأس اجتماعا للجنة التحقيق في استهداف مطار عدن، حيث ناقش
الاجتماع ملابسات الجريمة وما توصلت إليه التحقيقات الأولية.

يأتي ذلك فيما تعهّدت الحكومة اليمنية بالعمل على "إعادة الاستقرار"
للبلاد غداة الهجوم على مطار عدن وسقوط عشرات القتلى والجرحى.

وهو قرار لاقى الكثير من الإشادة من قبل ناشطين وسياسيين، فلا يوجد رد
أفضل من هذا القرار على تفجيرات المطار التي كان هدفها، منع الحكومة من
العمل والاضطلاع بمهامها.

تأكيدات حكومية بتورط الحوثيين

ذلك الإصرار والتصميم من قبل الحكومة على البقاء في عدن، والاستمرار
بمهامها، ترجمه وزير الخارجية أحمد بن مبارك، الذي قال: "إن الحكومة
مصممة على العمل من عدن لمواجهة التحديات، والقيام بواجباتها، ولن يثنيها
الحادث الإرهابي عن ذلك".

وأضاف أن المعلومات والتحقيقات الأولية تؤكد قيام مليشيات الحوثي بهذا
العمل الإرهابي البشع، حيث تم رصد إطلاق الصواريخ من مناطق الحوثيين،
بحسب تأكيده.

وأضاف أنه سيتم نشر الأدلة وبقية التفاصيل فور استكمال التحقيقات التي
تقوم بها لجنة برئاسة وزير الداخلية، معتبرا أن هدف الحوثيين هو استمرار
الحرب ورفض جهود تحقيق السلام.

وفي تصريحات لصحيفة (الشرق الأوسط)، أكد وزير الخارجية بن مبارك أن خيار
السلام لا يزال قائماً وممكناً، وينبغي على الحوثيين انتهاز الفرصة
ليسهموا في إنقاذ البلاد وليكون لهم مكان في فترة ما بعد الحرب.

وشدد على أنه لا ينبغي عليهم أن يراهنوا على عامل الوقت وطول أمد الصراع.

كما أوضح أن الدعم الإيراني يسعى لإحداث زعزعة ليس في اليمن فحسب بل في
الجزيرة العربية كافة، وأنه ليس من حق إيران الادعاء بأي شكل من الأشكال
تمثيل أي طائفة في اليمن.

وأضاف أيضا أن الحكومة على أتم الاستعداد للعمل مع الإدارة الأميركية
الجديدة بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

وقال بن مبارك: إن المسار الأممي المستند إلى قرارات الشرعية الدولية
والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني مسار أساسي لإنهاء الأزمة، كما
يجب النظر إلى اتفاق الرياض في أي تسويات قادمة وفي إطار الحل الشامل.

الانتقالي يتهم الإخوان ضمنياً

ووسط كل هذه الاتهامات التي حصرت المتورطين بالحوثيين، برزت أصوات تحاول
إلصاق التهمة والتورط بالوقوف خلف التفجيرات، بجهات أخرى، غير الحوثيين.

حيث غرّد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، على تويتر،
متهما من وصفهم "برجال تركيا وقطر"، في تنفيذ هجوم مطار عدن.

وحذر نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أنه من السابق لأوانه إلقاء
اللوم على مليشيات الحوثي في الهجوم الذي استهدف مطار عدن الدولي يوم
الأربعاء الماضي.

وقال بن بريك: "إن الذين صرخوا ألماً من اتفاق الرياض وإعلان الحكومة
كثر"، مضيفاً أن "رجال قطر وتركيا كان صراخهم هو الأشد من تشكيل الحكومة
واتفاق الرياض".

وذلك في إشارة، من بن بريك، إلى حزب الإصلاح اليمني، جناح الإخوان
المسلمين في اليمن، الموالي لقطر وتركيا.

وهي التغريدة التي تلقفها إعلاميو المجلس الانتقالي وروّجوا لها عبر
منصاتهم ووسائل إعلامهم، مشيرين إلى أن هناك توجها من حزب الإصلاح لإفشال
عمل الحكومة اليمنية، ومنعها من البقاء في مدينة عدن.

هل تعيش عدن فشلاً أمنياً؟

وبعيداً عن من يقف خلف التفجيرات والمتورطين فيها، والتي هي من شأن
الفنيين والعسكريين ومختصي الأمن المعنيين، وهي مهمتهم في الكشف من
المتسببين، وحتى المتواطئين، يبرز سؤال مهم، لم تتوفر له الإجابة منذ ست
سنوات.

مفاد هذا السؤال، هو: لماذا الفشل الأمني في عدن ما زال مستمراً؟..
فالمدينة ما زالت غير مؤمّنة، منذ تحريرها عام 2015، رغم وجود الكثير
والكثير من الوحدات والتشكيلات الأمنية والعسكرية التي تأسست قبل ست
سنوات.

إلا أن تلك الوحدات الأمنية لم تستطع تأمين وصول طائرة تقل شخصيات مهمة،
ولم تنجح في تأمين حياة مواطنين ومدنيين أبرياء أكثر أهمية، راحوا ضحية
الاستهتار الأمني الذي تفشى في المدينة منذ سنوات.

وهو عجز حقيقي، يرجعه محللون إلى التخبط والتعدد في التشكيلات التي تفرقت
ولاءاتها وانتماءاتها بين شخصيات وقيادات محلية وبين أطراف إقليمية.

في المقابل، يخفف البعض من وطأة تحميل المسئولية على التشكيلات الأمنية
في عدن والجنوب، وتعليق أسباب الفشل عليها في تأمين الطائرة الحكومية،
والمدنيين الحاضرين في استقبالها، ويتساءلون: "لماذا لم يوفر التحالف
صواريخ باتريوت تحمي المدينة وتدفع عنها خطر الصواريخ الحوثية أو صواريخ
غيرها من الجماعات؟".

فالتكرار المتواصل لحوادث أمنية وقصف صاروخي مماثل في عدن، يحتم على
التحالف توفير هذه المنظومات الصاروخية، استكمالاً لدورها في الوقوف إلى
جانب اليمنيين.

فالخطر الحوثي أو غيره، لم ينته بعد، وما زال متربصاً بالحكومة
والمواطنين المدنيين، وحتى بالتحالف نفسه، لهذا يتوجب نصب مثل هذه
الصواريخ حتى يتم القضاء على التهديدات الأمنية القادمة من السماء، عبر
الصواريخ الموجهة.

تفجيرات المطار.. هل تكون نقطة تحول؟

ردود الأفعال الدولية كانت أصداؤها قوية، وجميعها طالبت بتعزيز الجوانب
الأمنية، ووصف الهجمات بأنها تستهدف السلام والأمن والاستقرار.

وهو ما ظهر في ردود فعل شبيهة بما كتبته المديرة التنفيذية لمنظمة الامم
المتحدة للطفولة "يونيسف" هنرييتا فور على تويتر، حيث قالت: "يجب أن
يتوقف العنف الذي يمزق اليمن".

كما علّقت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصيب الأحمر كتارينا ريتز بعد مقتل
ثلاثة من موظفي اللجنة في هجوم المطار بالقول: "لقد سدد هذا الانفجار
ضربة موجعة للكثير من العائلات بما خلفه من قتلى ومصابين".. وتابعت "لقد
عاش اليمن أياماً حالكة السواد، ونأمل بأن يرى غداً مشرقاً في القريب
العاجل".

فيما قال رئيس بعثة الأمم المتحدة لاتفاق الحديدة إن استهداف عدن "هجوم
مباشر على السلام باليمن".

وكأن تلك الكلمات تستحث في الحكومة الجديدة، الاهتمام بملف الأمن في عدن
تحديداً، نظراً لما تقتضيه هذه الجزئية من أهمية لاستتباب الأمن
والاستقرار في البلاد.

وهو ما تبناه الكثير من المحللين الذين طالبوا الحكومة بتحويل مأساة
الهجمات الصاروخية الأخيرة إلى نقطة تحول، تمثل انطلاقة لتغيير واقع
الملف الأمني في عدن، ووضع حد للانفلات والفوضى واعتماد سياسة أمنية
واضحة.