آخر تحديث :الثلاثاء-28 مايو 2024-03:30ص

ملفات وتحقيقات


سوق الأحد الشعبي بمضاربة لحج تشبث بالماضي وتماشيا مع الحاضر

الأحد - 27 ديسمبر 2020 - 12:04 م بتوقيت عدن

سوق الأحد الشعبي بمضاربة لحج تشبث بالماضي وتماشيا مع الحاضر

(عدن الغد)خاص:

تقرير /بلال ومحي الدين شوتري:

تعتبر الأسواق الشعبية بمديرية المضاربة بمحافظة لحج ملتقى الناس  الأسبوعي ومحطة استراحة للتاجر المتجول القادم من المناطق القريبة، والبعيدة على حد سواء ، بدء من ذلك التاجر الذي يحمل بضاعته البسيطة على ظهره، وذلك الذي يأتي بها على ظهور الجمال والحمير والسيارات أو الدراجات النارية.

الأسواق الشعبية بمديرية المضاربه  لها نكهة خاصة، كما أنها تعكس العادات والتقاليد والثقافة الخاصة بالمديرية، فسوق الأحد بمنطقة المضاربة من الأسواق الشعبية الأسبوعية الشهيرة بمضاربة لحج ويسمى سوق الأحد نسبة لإرتياده في يوم الأحد من أيام الأسبوع الواقع في مديرية المضاربة بمحافظة لحج.

*بدايات السوق* 

تأسس هذا السوق في مطلع الستينات من القرن الماضي وحينها كانت بلدة المبيض التابع لمركز المضاربة السفلى مركزا إداريا يتبع مديرية طور الباحة قبلة للمواطنين من كل المناطق لوجود المحكمة ومراكز حكومية فيها وهو الأمر الذي خلق حاجة لوجود مثل هذا السوق الشعبي والذي يعد بمثابة كرنفال أسبوعي ينتظره التجار والباعة والسكان قبل أن يتم نقل السوق في تسعينات القرن الماضي إلى خارج مركز المبيض بسبب ضيق المكان الذي يتجمع فيه السكان وتزايد الباعة قبل أن يشهد توسعا في نوعية المعروضات والخدمات خاصة بالفترات الأخيرة.

ويعتبر مجمع للبيع والشراء ومن اقدم الاماكن الشهيرة التي يتجمع فيها السكان من مختلف  مناطق المديرية والمناطق المجاورة سواء من مناطق جنوبية أو من  محافظة، تعز،حيث  تباع فيه مختلف السلع من  المواد الغذائية و الخضروات والفواكه والأسماك والحيوانات البرية،وغيرها.

*موقع السوق 

يحتل سوق الأحد بالمضاربة موقعا إستراتيجي يربط  بين مناطق جنوبية كعدن ولحج وسكان الخط الساحلي ومناطق شمالية كمناطق بتعز والمخا ومديرية الوازعية المحاذية لمديرية المضاربة ورأس العارة وتوسطه بين مناطق من محافظات جنوبية وأخرى شمالية إضافة إلى قدمه وشهرته،جلب الكثير من أبناء هذه المناطق إليه.

*تزايد النشاط* 

ويقول المواطن علي ثابت أحد مرتادي السوق منذ فترة زمنية بعيدة: أن تزايد النشاط بهذا السوق كان  في فترة الحرب وإجتياح مديرية الوازعية حيث نزح الكثير من أبناء الوازعية الهاربين من جحيم الموت إلى مناطق مختلفة بمديرية المضاربة مما زاد النشاط التجاري في أسواق المضاربة.

ويتابع علي ثابت قوله:" كانت خدمات هذا السوق ينقصها بعض المتطلبات للمتسوقين مثل عدم وجود المنافسين الكثر لكن بعد الحرب الأخيرة للحوثيين زاد النشاط التجاري بمناطقنا خصوصا أنها لم تتضرر بالحرب وكانت مكانا لكل المتسوقين بسبب موقعها الآمن بعيدا عن الصراع ،

ويضيف ثابت قوله: أنه رغم تلك الصراعات لم يتضرر هذا السوق رغم الإرتفاع في أسعار المنتجات لكن الكثافة البشرية للمتسوقين في تزايد مستمر وزاد فيه المنافسين من أصحاب الباعة.

*خصوصية سوق الأحد.* 

يتميز هذا السوق بخصوصيات وأصول منذ القدم وحتى حاضرنا فرغم الحرب الأخيرة والتدهور الخدمي الحاصل بالبلد  وإرتفاع الأسعار إضافة إلى  العوامل الأخرى، إلا أنه لازال يحتفظ بنكهته ومتعته الشيقة،فيظل حديث الناس طوال الأسبوع لينتظره المواطن بفارغ الصبر لعله يجد فيه سلع ومنتجات جديده أو الحصول على المواشي بأسعار رخيصة ، فميزة هذا السوق مختلفة عن باقي الأسواق من ناحية الكثافة البشرية والإقبال من مختلف المناطق والقرى المتفرقة.

*الفئات الهشة والمتوسطة الأكثر إستفادا.*

ويعتبر هذا السوق الشعبي مجمع للتوفير المتطلبات للمجتمع السكاني الريفي خاصة  الفئات الإجتماعية المعدمة  بالمضاربة فوجود بعض المنتجات والسلع  تتناسب مع قدراتهم الشرائية ،ناهيك عن توفير هذا السوق الإحتياجات المتنوعة خصوصا للأسر الأشد فقرا من السلع المتنوعة والتي يكون   سعرها مناسبا فأكثر سكان المضاربة يعيشون تحت خط الفقر،ودخلهم المعيشي محدود،فالأسواق الشعبية الأسبوعية تجد أسعارها مناسبة خوفا من البائع تلفها عند إنتهاء التسوق للمشتريين ولاتوجد أيام متتالية ليعيد بيع ماتبقى من سلعة الأمس،،فيضطر للبيع أغلب الأحيان بسعر مناسب،،مما جعل المشتريين يتهافتون من كل حدب وصوب.

ويقول حسان محمد أحد البائعين بالسوق: أن بعض المواطنين من المضاربة لاتوجد لديه فرص عمل ولايستطيع الذهاب إلى أسواق المدن لبيع المنتج الذي قام بزراعته في مزرعته المتواضعه فسوق الأحد يوفر عنه تكاليف الذهاب للمدن  فيبيع بعض من الخضروات والبقوليات كالطماطم والبقل والكراث والبسباس والليم الحامض ،التي زرعها في مزرعته والمشهور زراعته بالمديرية فيبيعها هناك.

ويضيف حسان بقوله: أن البعض من  المواطنين يأخذها من مزارع بالمضاربة بقيمة معقولة مقارنة بأسعارها بمحافظة عدن ويبيعها في السوق للحصول على مصروف يومي للأسرة.

*الإرتباط الزمني بالبيع* 

يرتبط هذا السوق بوقت زمني محدد وهو يوم الأحد من كل أسبوع ،ويعد التسوق الأسبوعي لدى العديد من ساكني المناطق الريفية والقروية سلوكا إقتصاديا وإجتماعيا لامناص فيه.

ويقول عبد الحكيم محمد أحد مرتادي السوق كل يوم أحد : يأتي المتسوقين من مناطق متفرقة في هذا اليوم ، فسوق الأحد  ذاع صيته  مما توسع نشاطه على ما كان عليه سابقا.

ويضيف عبد الحكيم:" شهرته وموقعه جلب بعض التجار من مختلف المحافظات والمناطق الأخرى،سواء أبناء مناطق السهل أو الجبل.

ويضيق ايضا يمتاز بمساحة واسعة جعل التجار يأتون من مواقع مختلفة وتحت حرارة الشمس فحاجة الناس،وشغف التاجر بإكتساب رزقه جمعهم تحت أشعة هذه الشمس العمودية ،والرياح الموسمية.

*ملتقى الناس* 

دائما ماتكون الأسواق الشعبية هي رحم الشعوب الذي يحمل للناس تراث الماضي وأريج المستقبل، لذا لم يكن غريبا أن تطلق الأغاني الشعبية على هذه الأسواق، بل أصبحت هذه الأسواق ملتقى تجمع الناس من مختلف المناطق بفئاتها العمرية وألوانهم المختلفة  فيلتقي فيه جميع الناس من مختلف المناطق يتبادلون الحديث عن الأحداث الجارية أو القديمة ويحلون قضاياهم ويقضون أغراضهم ،فأصبح السوق هنا  يرمز  لقلب أمتين امتزجتا في كيان واحد فلوزرت هذا السوق لوجدت، طريقة المعاملة الجيدة التي يعامل بها الغرباء والقادمون من مختلف المناطق تحت مسمى طلب الرزق والتجارة دون النظر بنظرات سياسية.

*حراج المواشي مميزة خاصة* 

يعتبر سوق (الجلابة)من أهم ما يميز السوق حيث يقف الكل في الساحات المفتوحة مجتمعين بين من يعرض بضاعته الحيوانية ومنهم من يشتري وآخر دلال بين الطرفين حيث لشراء المواشي إقبالا.

ويقول عبد الله محمد علي أحد دلالي المواشي ومرتادي هذا السوق قوله : يأتي إلى هذا السوق من مختلف المناطق من لحج وعدن وتعز بغية شراء المواشي التي يبيعها رعاتها والتي يجلبها تجار الماشية الذي يطلق عليه عند البعض (جلاب،أوقماطه)

ويضيف عبد الله  يشتري الجلاب الثروة الحيوانية بأنواعها سواء ماعز ،كباش، بقر ،إبل، وغيرها،فيتم بيعها بسرعة وبأسعار مناسبة لكلا الطرفين .

ويستطرد عبدالله قوله:  تكثر حركة المواشي في هذا السوق وغيره مع عيد الأضحى عيد النحر فيها تشتد حركة البيع والشراء فتكون كمية الطلب كبير وأسعاره مرتفعة للمواطن الذي يريد الشراء خصوصا الذين لايمتلكون ثروة حيوانية ودخلهم المعيشي بسيط ،فحركة المواشي تزيد  من شهرة هذا السوق ويزداد فيه الإقبال والتسوق.

*سوء التنظيم* 

بالرغم من شهرته وزحمته لكنه ينعدم للتنظيم والرقابة حيث عدم وجود مراقبة لهذا السوق من قبل جهات مختصة سواء لنوعية المنتجات التي تباع أو لصلاحيتها فبعض المواطنين  بالمضاربه حياتهم بدويه لايستطيع تمييز او قراءة صلاحية الإنتاج والإنتهاء للمواد المباعة في السوق مما قد يتسبب بكارثة للأسرة.

 *مخلفات وتكدسات* 

عند إنتهاء اليوم ، عندما ينسحب الباعة من الفضاءات التي يعرضون فيها بضائعهم، تتحول هذه الأخيرة إلى أماكن تعج بالنفايات الناجمة عن بقايا الخضر والفواكه وأحشاء ورؤوس الأسماك وعُصارتها، وكل مخلفات البيع فتبقى هناك وتتكدس في ظل غياب موظفين لتنظيف المكان وهذا خطر بحد ذاته على صحة المواطن.

وناشد عماد زاهر العقلاء والتجار والباعة بإعطاء اشخاص يعملون لتنظيف مكان السوق من المخلفات والقمائم التي يخلفها الباعة والمواطنين.

وطالب عماد في سياق حديثه العقلاء بعمل حراسة السوق لفض المشاكل خصوصا مع الإزدحام البشري الكثيف فتعمل على حل القضايا والمشاكل التي تنشب بين بعض المتسوقين بسوق الأحد.