آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-01:11ص

أخبار وتقارير


بعد وصول سعر الدبة البترول الى 7000 ريال: انذارات بعودة أزمة المشتقات النفطية بعدن وابرز ضحاياها الكهرباء

الإثنين - 14 ديسمبر 2020 - 11:57 ص بتوقيت عدن

بعد وصول سعر الدبة البترول الى 7000 ريال: انذارات بعودة أزمة المشتقات النفطية بعدن وابرز ضحاياها الكهرباء

(عدن الغد) خاص :

كثيرة هي الأزمات التي تعصف بالعاصمة عدن منذ تحريرها 

فأزمة الرواتب والكهرباء والمياه عاد تكرارها على الدوام ولا حلول نهائية تذكر , لتدخل أزمة المشتقات النفطية سباق المعاناة التي أصبح المواطن البسيط يتجرعها ويدفع قطاع الاقتصاد الثمن غاليا.

لسان حال القول أن هناك أيدي خفية هي من تعبث بالنفط ومشتقاته ومن تمهد الطريق للسوق السوداء باعتلاء صدارة الابتزاز والفوضى لتجار استغلوا فرصة الأزمة وغياب الدور الفعلي للحكومة التي لم تتمكن من ايجاد أي حل منذ أن استقرت في العاصمة عدن , اضافة للمديونية الكبيرة لوزارة النفط وعدم قدرتها على تسديدها وتخفيف حدة الأزمة ولا حتى فتح المجال لأي مبادرة أو مساهمة من قبل رجال الأعمال أو التجار اللذين يريدون محاولة خلق فرص للهروب من هذه الأزمة الخانقة ومعالجتها.

تمر عدن في الوقت الحالي بأزمة مشتقات نفطية عادت الى الواجهة من جديد لتعود معها مشاكل جمة مرتبطة بها وتتفاقم كلما بقى الوضع على ما هو عليه وتنعكس على مختلف القطاعات الحكومية والخاصة ونفسيات المواطنين بمختلف الشرائح وحال البلاد المأساوي واستمرار الحرب في بعض المحافظات التي مازالت تحت سيطرة الحوثيين وجيش المخلوع هو السبب الرئيسي لأن تطفوا أزمة المشتقات النفطية على السطح وتظل كسراب كما اراد الاقتراب منها تختفي دون معرفة الأسباب والمسببات وكيف يمكن أن نجد حلا جذريا لتفادي عودتها مجددا.

لمعرفة تفاصيل أكثر حول أزمة المشتقات النفطية وانعكاساتها على المواطنين وعلى قطاع الكهرباء اليكم التقرير التالي...

 

تقرير : دنيا حسين فرحان 

 

*غياب المشتقات النفطية وتفاقم المعاناة :

 

شهدنا في الآونة الأخيرة غياب الديزل والبترول في الكثير من المحطات النفطية بمختلف مديريات عدن وامتداد السيارات والباصات في طوابير طويلة لانتظار أن يتم رفد المحطات بكمية الوقود اللازمة لكن مع استمرار الوضع الصعب لا توجد أي وسيلة سوى ذهابهم الى السوق السوداء التي تتضاعف فيها عملية البيع والشراء والتي قد تصل الى مبالغ جنونية لا يتحملها السائقون بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة والحالة المالية المتردية لغياب الرواتب وغلاء الأسعار بعد ارتفاع سعر العملات.

المواطن اليوم وخاصة من يمتلك سيارة أو أي وسيلة نقل يسألون كل يوم عن البترول وعن سعرة وما هي المحطات التي يتواجد فيها فهو يخشى الطوابير الطويلة والسوق السوداء وأسعار البترول والمشتقات النفطية التي ترتفع كل يوم.

 

يقول محمد رائد سائق باص :

 

عندما تعود أزمة المشتقات النفطية يقف معظم السائقون ساعات بل أيام متواصلة في طوابير أمام محطات البترول في انتظار التعبئة لكن دون جدوى لا نعرف من المتسبب في هذه الأزمة ولماذا لا تتمكن الحكومة من توفير المشتقات النفطية.

نعاني كثيرا من غلاء الأسعار فكل شيء أصبح مرتفع حتى المواد الغذائية ولا نتمكن من شراء أبسط الأشياء والسوق السوداء أصبحت مكان تواجد الأشخاص المستفزين في الأسعار وفساد واضح في من سمح لهم بالتمادي واستغلال الناس البسطاء.

 هناك البعض من السائقين الغير قادرين على شراء البترول بسعرة الجديد فقد فيضطرون لترك الباصات والبحث عن عمل مؤقت وقد يكون باليومي وشاق ولكن لا يوجد أي حل آخر لتوفير لقمة العيش لأسرهم , هذا الوضع أصبح في غاية السوء ويجب التدخل لإنهاء معاناتنا يكفينا الوضع الصعب وظروف البلاد خرجنا من الحرب وخسرنا الكثير لا نريد أن نخسر أكثر ولا نستمر في مسلسل العذاب بين الفترة والأخرى.

 

*ارتفاع سعر البترول وعدم توفره بشكل يومي في المحطات:

 

بعد كل أزمة بترول يتم تدخل الحكومة ووضع سعر معين له وفي آخر مرة تم وضع سعر ما يقارب 7000 ريال ولكن أن يتم التحديد شيء وأن يتم الحفاظ على نفس القيمة شيء آخر لأن الثاني يكون صعب جدا في ظل كل المتغيرات الاقتصادية والسياسية والأزمات المتكررة الحاصلة في البلاد فكلما كان هناك ارتفاع في سعر الدولار كلما أثر على العملة المحلية وبالتالي زيادة الأسعار في كل شيء , ولا بد أن يصيب البترول نصيب من كل هذا الارتفاع فسعر البترول يرتفع تدريجيا , ونجد اليوم أن سعر البترول وصل ل5800 ريال وكل المؤشرات تقول أنه احتمال أن يزيد سعره خلال الأيام القادمة.

وليس هذا فقط ما يرعب المواطنين بل أن هناك أخبار واشاعات تتثار بأنه سينعدم من المحطات وستعود أزمة البترول مرة أخرى وهذا ما نلاحظه من ازدحام في كل المحطات من أجل تعبئة السيارات والباصات وضمان الحصول على أكبر كمية من البترول قبل أن ينعدم من المحطات.

 

*انتظار عودة مشهد الطوابير الطويلة بالقرب من المحطات:

 

عندما تبدأ أزمة البترول ندرك من أول وهله أننا سنشاهد طوابير طويلة أمام المحطات وعلى طول الشوارع الرئيسية والتي تستمر لساعات أو لأيام متواصلة من أجل الدخول للمحطة وتعبئة السيارة أو الباص , ولا يمكن أن نتناسى مشاهد العراك والصراع الذي قد يحدث بين المواطنين والذي قد يؤدي للاقتتال بسبب التسابق للحصول على البترول.

هذه الطوابير تحدث ازدحام وتضييق في الطريق ولا يمكن لأي وسيلة مواصلات المرور بسهولة ولكن لا يوجد سبيل للتخفيف من هذه الطوابير في حال خلق أزمة البترول ولا يوجد أي حل لأنهاء الأزمة بشكل نهائي وعدم عودتها مرة أخرى.

ويظل المواطنين في هاجس ارتفاع سعر البترول بأي لحظة وغضب من النتائج المترتبة عليه والتي يمكن أن تدخل المواطنين في أزمات أخرى وزيادة حجم المعاناة التي أرقتهم كثيرا , ومتى سيتم التدخل الجدي من الجهات المعنية والحكومة للحد من تكرار أزمة البترول والتخلص منها من أجل المواطنين.

 

*الكهرباء ضحية أزمة النفط المتكررة :

 

أزمة المشتقات النفطية تعد العاصفة التي تضرب المحطات الكهربائية والكهرباء هي الضحية دائما , ونتيجة نفاذ كمية الديزل والمازوت الذي يغذي المحطات ويعمل على بقاء الكهرباء أكبر وقت ممكن لوحظ خروج المنظومة الكهربائية أكثر من مرة عن العمل وتضاعف ساعات انقطاع التيار الكهربائي كاستعداد لتوقف هذه المحطات تماما في أي لحظة مالم تتوفر كميات الوقود الكافية لإعادتها للعمل من جديد.

في كل مرة يدخل فصل الشتاء بعدن يستبشر المواطن خير فتقل فيه ساعات انطفاء الكهرباء ولكن هذا العام في عدن انقلبت كل الموازين , فساعات الاقطاع أصبحت في تزايد كبير وغير متوقع والأسباب تعود لنفاذ كمية الديزل والوقود في المحطات وكثرة الأعطال وهو ما يشكو منه المواطنون اليوم بعدن.

في كل مرة تتداول أخبار عن دخول سفينة محملة بالوقود وتتحسن الكهرباء ليوم أو يومين ولكنها مع الأسف تعود مرة اخرى بعد نفاذ الكمية وهذا ما يخشى منه المواطن فكيف سيكون الحال خلال الفترة القادمة في حال نفذت كل كميات الوقود ولم يجدوا أي بديل أو تدخلات من الجهات المعنية من أجل وضع حل نهائي لهذه المشكلة.

 

*الى متى سيستمر هذا الوضع الصعب الذي يتجرعه المواطن كل يوم في ظل هذه الأزمة التي القت بظلالها على الوضع الاقتصادي للبلاد بشكل عام؟؟ ولما لا توجد حلول جذرية لمشكلة انعدام المشتقات النفطية التي تتكرر من فترة لأخرى ولا يتجرع معاناتها سوى المواطنون البسطاء الذين لا يعرفون سوى الأزمات والمشاكل في مختلف القطاعات وأهمها قطاع الكهرباء.