آخر تحديث :السبت-01 يونيو 2024-05:38م

ملفات وتحقيقات


استمرار إغلاق محال الصرافة بعدن عقب الانهيار المتواصل للريال اليمني

الأحد - 06 ديسمبر 2020 - 10:14 ص بتوقيت عدن

استمرار إغلاق محال الصرافة بعدن عقب الانهيار المتواصل للريال اليمني

(عدن الغد)خاص:

تقرير/ عبداللطيف سالمين:

تواصل شركات الصرافة لليوم الرابع على التوالي إغلاق جميع منشآت الصرافة وشبكات التحويلات ومحلات الصرافة في العاصمة عدن بعد تدهور سعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية وتدهور سعر الصرف، ، ووصوله إلى مستويات قياسية، الأمر الذي أدى إلى شلل تام في المعاملات المصرفية والتحويلات المالية في مدينة عدن.

 ويأتي إغلاق محلات الصرافة عقب إعلان جمعية صرافي عدن مساء  الأربعاء، إغلاق كافة شركات ومؤسسات ومنشآت وشبكات القطاع المصرفي ابتداء من اليوم الخميس الموافق 3/12/2020 حتى إشعار آخر وذلك بسبب التدهور الكبير للعُملة المحلية، وهذه ليست المرة الأولى، التي تعلن فيها "جمعية الصرافين" إغلاق محال الصرافة في عدن، في ظل عجز الحكومة عن وضع حل لمعضلة انهيار العُملة.

ودعت الجمعية جميع مالكي شركات الصرافة ومؤسسات وشركات القطاع المصرفي إلى إغلاق محالها، بدءًا من يوم الماضي الخميس.

وأكدت الجمعية في تعميم موجه لشبكات التحويلات المالية المحلية ومنشئات وشركات الصرافة، إن قرار الإغلاق يأتي بناءا على توجيهات الجهات المختصة، وما تقتضيها المصلحة العامة.

وكان قد أصدر البنك المركزي الرئيس بعدن في اليوم ذاته تعميماً وجهه لشركات الصرافة وشبكة الحوالات الداخلية، بتجميد حسابات حظر التعامل مع حسابات 30 شركة ومنشأة صرافة.

وحذر البنك المركزي شركات الصرافة ، من سحب أرصدة حساباتهم إلا بموافقة مسبقة منه، محملا تلك الجهات التي خاطبها مسؤولية مخالفة تعليماته.

وذكر البنك أن سبب قرار إغلاق جميع شركات الصرافة هو التدهور الكبير للعملة المحلية أمام العُملات الأجنبية، والذي بلغ رقمًا غير معهود.

وأرجع البنك الخطوة التي اقدم عليها أنها تأتي استنادًا إلى القرارات الجمهورية بشأن أعمال الصرافة

وأعتبر مراقبون إلى أن ذلك يأتي من أجل الضغط على الجهات المعنية لوضع حلول جذرية للانهيار المتسارع للريال اليمني مقابل الدولار، والجدير ذكره أن المدة الزمنية لإغلاق المحلات غير معلنة أو محددة.

ومن جهتهم طالب الصرافون البنك المركزي بتحمل مسؤوليته في الحفاظ على استقرار العملة ومنع تدهور سعر الصرف وتوفير سيولة نقدية من العملات الأجنبية.

وفي وقت سابق كان البنك المركزي اليمني قد اتهم الصرافين بالمضاربة بالعملة المحلية، ما أدى إلى تدهور الريال اليمني في السوق السوداء، ولفت حينها إلى وجود محلات صرافة تعمل دون ترخيص رسمي.

كل تلك المناوشات المستمرة تأتي في وقت صعب وحرج اقتصاديا على مدينة عدن والتي تعاني من استمرار تراجع الريال اليمني لمستوى قياسي، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في الأسعار القى بضلاله على الحياة المعيشية للمواطنين في عدن حيث وصل سعر الدولار إلى 890 ريالاً، والريال السعودي إلى 233 ريالاً للمرة الأولى.

والثلاثاء، قال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن الريال اليمني فقد 250 بالمئة من قيمته منذ بدء الحرب.

من المسؤول عن انهيار العملة؟

وبعد اغلاق محلات الصرافة واستمرار تدهور العملة المحلية عادت للواجهة مجددا العديد من الاسئلة المتكررة لأذهان المواطنين الذين تساءلوا بدورهم عن محلات الصرافة وانتشارها بشكل واسع بما يثير الدهشة والاستغراب.

واعتبر المواطنون إغلاق محلات الصرافة كل مرة وتحميلها أسباب انهيار سعر صرف الريال مجرد محاولة بائسة لتشتيت انتباه الشارع عن السبب الرئيسي في هذا الانهيار الكارثي والمتمثل في تراكمات فساد، وفشل ممنهج وعدم استقرار مبرمج لادارة مؤسسات الدولة".

وطالبوا الجهات المعنية، بوضع حلول سريعة وعاجلة، أمام التدهور الحاصل للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية. 

وعبر المواطنون عن غضبهم من استمرار تدهور سعر الصرف، مؤكدين طالبين الجهات بالقيام بدورهم في الحفاظ على الإقتصاد الوطني من الإنهيار.

وناشدوا بوقفة حازمة أمام التلاعب بالعملة، والفساد الكبير في المؤسسات الحكومية. 

وفي السياق تسائل احد المواطنين:ايعقل ان تنهار العملة اليمنية 4 اضعاف ماكانت عليه قبل "9" سنوات بينما الزيادة في رواتب الموظفين لاتتجاوز 15 الف اي لاتساوي 1%."

وتابع:"أيعقل أن يكون معاش أسرة لمدة شهر كامل "260"ريال سعودي أي (60 ألف يمني) سعر 2 بنادل قات يخزنبوها 4 نفر الجمعة ويبلوثنها اخر الليل، او ان يكون راتب شهر واحد لعامل بسيط في محل أو بسطة في السعودية 3 الف ريال = راتب سنة كاملة لموظف يمني ..فكم قرون سيساوي مقابل راتب موظف سعودي ..!

وأضاف: هل تعلمون ماذا يعني أن يكون صرف الريال السعودي ٢٣٠، ذلك يعني إنهيار العملة أكثر وسيقابله ارتفاع الأسعار، يعني هبوط أسر كثيرة تحت خط الفقر.

واختتم:" الله يستر من القادم، حتى الأسر المتوسطة الدخل لن تستطيع توفير غذائها وستهلكها الديون، وحتى بعض ميسوري الحال لن يستطيعوا تقديم الخدمات العلاجية لأسرهم.

انتعاش السوق السوداء

أغلقت محلات الصرافة في عدن فاشتغلت السوق السوداء خاصة في مديريتي الشيخ عثمان وكريتر، حيث شوهد العديد من الأشخاص يحملون أكياس من النقود ويقفون بجانب محلات الصرافة العنلقة ويصرفون للراغبين بأسعار باهظة.

وأرجع بعض المواطنون سبب انتعاش سوق الصرافة السوداء في المدينة، والتي يلجأ إليها المواطنون اضطراريًا، بعد إضراب محلات الصرافة.

وتزايدت شكاوى المواطنين من تفاقم معاناتهم جراء إستمرار إغلاق شركات الصرافة وعدم تمكنهم من استلام حوالاتهم المالية خاصة وأن شريحة كبيرة منهم  تعتمد في حياتها اليومية على الحوالات التي لم يتمكنوا من استلامها وهم بحاجة ماسة الى هذا المبالغ- كما بينوا في شكواهم لصحيفة عدن الغد.

وفي السياق قال الصحفي عادل حمران:" في الوقت الذي يلفظ الريال اليمني أنفاسه الأخيرة، توقف عدد كبير من تجار الجملة عن بيع بضائعهم، بينما أعلنت جمعية الصرافين عن إغلاق جميع منشآت الصرافة في العاصمة عدن، وتحولت بعض محلات الإلكترونيات و قطع الغيار ومحلات الزينة الى التعامل والبيع بالريال السعودي، ورغم هذا الانهيار الاقتصادي المخيف ما تزال الدماء تسيل يوميا في جبهة الشيخ سالم بمحافظة أبين وجثث المقاتلين تزداد يوما بعد الآخر وبين الجوع والحرب قد يفقد الجميع ما تبقى من ضمير ومن إنسانية ومن بقايا وطن.

وأضاف:"ورغم انهار الدماء و غلاء الأسعار و انهيار الاقتصاد ... ليس هناك حلول قريبة تبشر بانفراجه أمام كل هذا البؤس الذي بات يؤرق حياة البسطاء في كل ربوع الوطن، فاتفاق الرياض الذي تفائل فيه الجميع خيرا بات مجرد حبرا على ورق فبعد مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق لم يشهد أي تقدم وبات طرفي الحوار يتعاملون بعدم ثقة فيما بينهم"

وتابع:" من المحزن بأن شعب اليمن يموت من الجوع في الوقت الذي عقد صفقة تحالف مع أغنى دول العالم ولكننا وللأسف لم نرى سوى البؤس والوجع وانهيار في كل شيء في العملة والريال و المبادئ و القيم والراتب.

واختتم:"اعتقد باننا نحتاج عقول نظيفة و شخصيات وطنية تسعى الى إيقاف نزيف الحرب كفاية موت ودمار هل في وطني رجل رشيد يساهم في إيقاف كل هذا العبث؟ "