آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-08:38م

أخبار وتقارير


مدينة وميناء المخاء ..هل تسحب البساط من تحت مدينتي عدن والحديدة !

السبت - 28 نوفمبر 2020 - 08:14 م بتوقيت عدن

مدينة وميناء المخاء ..هل تسحب البساط من تحت مدينتي عدن والحديدة !

الحديدة (عدن الغد) خاص :

يوما بعد يوم تشير الدلائل والمؤشرات وتثبت على أرض الواقع بأن الصراع الدولي في اليمن لم يكن طائفي كما يروج له ، بل إن الصراع الحقيقي هو على الموقع الاستراتيجي للبلد والذي ظل لقرون مهمش عمدا وذلك لعدم وجود رؤية وتقييم حقيقي للموقع الاستراتيجي للبلد، كما لعبت الصراعات المتكررة بين الانظمه التي حكمت البلد دوراً بارزا في هذا التهميش.

يوجد في البلد أهم ممر ومضيق بحري عالمي من شأنه أن يتحكم بمصير العالم ، كما يوجد شريط ساحلي يمتد لمئات الكيلو مترات ( الساحل الغربي ) ومدن ساحلية بأمكانها أن تنافس أهم موانئ مدن العالم .

مدينة المَخاء ومينائها والذي فقد  مكانتة في القرن التاسع عشر الميلادي وذلك باهتمام بريطانيا بميناء عدن وإنشاء العثمانيون لميناء الحديدة .

اندلعت ألاحداث الأخيرة في البلد في العام 2015م وفقد ميناء عدن ثلثي نشاطه ومكانتة،واصبح ميناء الحديدة شبه معطل ،ومع اضطراب الأمن والاستقرار في عدن والحديدة ، تعيش مدينة المخاء ازدهار تنموي في كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة يرشحها بأن يكون مينائها بديلاً لميناء عدن والحديدة مستقبلاً .

مراقبون وخبراء اقتصاديون وعسكريون يرون بأن موقع مدينة المخاء يعتبر من أهم المواقع الاستراتيجية العالمية لقربة من اهم مضيق وممر مائي عالمي ، كما أن مدينة المخاء مطله على اكبر واهم شريط ساحلي إذا تم استغلاله وتسخيره  سياحيا فأنه مرشح لإقامة علية أكبر المنتجعات السياحية العالمية .

اتخذ طارق محمد عبدالله صالح من مدينة المخاء موقع عسكري وقيادة عامة لقواتة التي أطلق عليها بحراس الجمهورية، وانشاء أكثر من 15 لواء عسكري، وبحسب مصادر خاصه بأن العمل جاري على قدم وساق لتأهيل الميناء من قبل شركة أجنبية متخصصة ،كما إن هناك توجه استثماري باتجاه مدينة المخاء حيث تناولت وسائل الإعلام قبل اسبوعين خبر عن تدشين رجل المال والأعمال الشيخ عصام هزاع الصبيحي  اكبر المشاريع الإستثمارية السكنية في المنطقة ،الامر الذي قد يكون الانطلاقة الإستثمارية الأولى تجاة المخاء والذي قد يجعل من الأيام القادمة المزيد من الهجرة الاستثمارية باتجاة المدينة وجعلها قبلة الإستثمار .

(( نبذة مختصرة عن مدينة المخاء .. مدينة المستقبل وقبلة المستثمرين  )) :

مدينة المخاء إحدى مديريات محافظة تعز ، تقع على ساحل البحر الأحمر ، (94) كيلو متر غرب محافظة تعز ، عاصمتها مدينة المخاء .

(( التسمية )) :

سميت بهذا الإسم نسبة إلى قهوة ( الموكا والموكاتشينو ) التي اشتهرت بها وكان الإفرنج يطلقون( MOCkA COFFEE) وتعني بن المخاء وهو من أشهر أنواع البن، وكانت تقوم بتصديرها بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر.

((المساحة وعدد السكان)) :

تبلغ مساحة مدينة المخاء 1568.5 كم2 ، ويبلغ عدد سكانها قرابة 100الف نسمه .

(( الحدود )) :

يحدها من الشمال مديرية مقبنة ومديرية الخوخة محافظة الحديدة ، ومن الجنوب مديرية المندب ، ومن الشرق مديرية موزع ومقبنة ومن الغرب البحر الأحمر .

(( ميناء المخاء )) :

يعتبر ميناء المخاء من أقدم واشهر الموانئ على مستوى شبه الجزيرة العربية ، وقد ذكر الميناء في النقوش الحميرية باسم (مخن) ، وكان ميناء المَخا يتبع الملك الحميري " كرب إل وثر " ملك ظفار ، وقد اكتسب أهمية كبيره إضافة إلى موقعه الاستراتيجي من القانون العثماني الذي طالب من جميع السفن بأن ترسو في الميناء ودفع ضريبة المرور إلى البحر الأحمر.

((المناطق والشواطئ السياحية)):

- منطقة يختل : وتضم عدداً من المساجد التاريخية القديمة وتحيط بها أشجار النخيل الباسقة بكثافة .

- منطقة الرويس: وتبعد عن الشاطئ (كيلومتراً واحداً) تظللها أشجار النخيل الباسقة والأشجار المتشابكة .

- شاطئ الزهاري: شاطئ سياحي جميل ونقي .

- منطقة الكديحة: مصب وادي زراعي غني بالفواكه والخضروات المتنوعة، وشاطئ سياحي .

- شاطئ المُلك: من أجمل الشواطئ السياحية الساحرة بجمالها ونقاء وصفاء مياهها، وجمال رمال شواطئها.

(( الإنتاج الزراعي )) :

منذ قرون من الزمن اشتهرت مدينة المخاء بزراعة وإنتاج البن واشتهرت قهوة المخاء عالمياً وسميت المخاء نسبة إلى قهوتها ولكنها تراجعت في العقود الماضية لعدة أسباب ، ومن أهم المحاصيل الزراعية في المدينة الذرة

الرفيعة والدخن ، كما يتم زراعة وتحصيل الطماطم والبصل والبامية والباذنجان والبسباس ، ومن الخضروات يتم زراعة وتحصيل الحبحب والشمام ،ومن المحصايل الزراعية والإنتاجيه الاخرى التمور ، والسمسم، والتبغ

والقطن.

(( الرعي والتربية الحيوانية )):

يعتمد سكان المدينة على الثروه الحيوانيه كمصدر من مصادر الدخل حيث  يتم تربية الإبل والأبقار والأغنام والدواجن وانواع مختلفة من الطيور ،كما يتم تربية النحل وإنتاج العسل .

(( الثروة البحرية )) :

يمارس جزء من سكان  المديرية مهنة الاصطياد البحري وذلك في إطار الجمعيات السمكية أو بصورة فردية وبكميات تجارية ويتم تسويقها إلى مختلف الأسواق في محافظة تعز والمحافظات الأخرى ،كما يتم إنتاج الملح البحري .

(( أخرى )) :

 توجد في بعض مناطق المدينة عدد من مقالع  الأحجار ، كما توجد بعض الحرف اليدوية  مثل صناعة الخزف ، والحدادة .

(( دور المدينة تاريخيا )):

قامت مدينة المَخاء بأدوار تاريخية هامة قبل وبعد الإسلام ،  فقد تعرضت مدينة المَخَاء لعدة حملات عسكرية من قبل الطامعين في اليمن أهمها حملات البرتغاليين التي انتشرت في (أوائل القرن العاشر الهجري) على سواحل اليمن ، وكانت هذه الحملات سبباً رئيسياً في تنافس الدولة العثمانية والحكومة البريطانية على المنطقة ، فقد أجرت الأولى عدة حملات عسكرية كانت نتيجتها طرد البرتغاليين من احتلال السواحل اليمنية ، ويقول الأستاذ " شرف الدين " في كتابه " اليمن عبر التاريخ " بأن الدولة العثمانية دخلت مدينة المَخا عام (954 هجرية) وكانت مدينة المَخا تشكل موقعاً عسكرياً ينطلقون منه العثمانيين لشن غاراتهم على البرتغاليين، وبعد خروج العثمانيين من اليمن عام (( 1049 هجرية) - (1640 ميلادية )) ، بدأت مدينة المَخاء تستعيد حياتها كمركز تجاري حتى بلغت في (القرن السابع عشر الميلادي) في أوج ازدهارها .

 بدأ ميناء المخاء يفقد أهميته في أواخر (القرن التاسع عشر الميلادي) مع ازدهار ميناء عدن الذي أهتم به البريطانيون ، وميناء الحديدة الذي أنشأه العثمانيون آنذاك ، كما زاد من تراجع مدينة المَخاء ما عانته خلال حربين دمرت قلاعها وهدمت منازلها وقصورها الفخمة ومتاجرها الكبيرة ، الأولى :

أثناء الحرب العثمانية الإيطالية عام (1911 ميلادية) ، والثانية : أثناء الحرب العالمية الأولى حين دمرها البريطانيين في قتالهم ضد العثمانيين عام (1915 ميلادية) ، إضافة إلى ذلك تراجع إنتاج البن في اليمن بسبب ظهور منتجين جدد للبن في العالم مثل البرازيل والمكسيك .