آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-06:01م

أدب وثقافة


يا رئيس

الجمعة - 23 أكتوبر 2020 - 03:37 م بتوقيت عدن

يا رئيس

(عدن الغد) خاص:

يا رئيس (للكاتب/ معاذ مدهش)

مرحبًا سيدي الرئيس، عمت مساءً أو عمت صباحًا، لا أدري كيف حالك؟ أنت بخير لأنك الرئيس... سأقص عليك سبب كتابتي لك. البارحة كان الوقت مملًا في المساء، فعشت تجربة تشابه أحداث مسرحية منتظرو غودو، أعني أردت أن أتغلب على الملل بنفس طريقة أسترغون وفلاديمير. أنت لا تعرف المسرحية ولا صموئيل، حسنا ليس من أجل المسرحية أحدثك، لكني شعرت كما قلت لك بمللٍ عميق ليلة البارحة، ففتحت محادثة مع فتاة عدنية! تحدثنا كثيرًا عن الصحوة الإسلامية وكيف جاءت معادية للحياة وللمرأة بالذات حتى انها جعلتها آلة للطبخ والصلاة فقط، هكذا قالت الفتاة، ربما انها متأثرة بمحمد شحرور.

طلبت منها مواصلة حديثنا وجهًا لوجه! ظننت انها سترفض أو سترتب لقاءً آخر غير هذا، وللحقيقة تفاجأت برسالة منها، "بعد عشرين دقيقة سأكون هنا" أرسلت اسم مقهى بنفس الشارع الذي أمكث فيه، حاولت أن أوصل فكرة لها إني أمزح، قلت: أنا في لحج اليوم، وموضوع اللقاء اختلقته لأقيس مدى تقبلكِ للطرف الآخر...
تملصت عن المحادثة لنفس الأسباب التي تمنعك من الظهور أمام شعبك يا رئيس. لم أستطع الرد على رسائلها الأخيرة، وبختني وقالت: أن الرجال حُمق مهما تظاهروا بغير ذلك، كالت لي اللعنات وواصلت السب بطريقة انتقامية وكأن بيننا ثأر كبير. أحسست بالخزي، وبالعار يا رئيس.

موقف واحد يا هادي جعلني في مأزق، موقف شخصي لا علاقة له بأي كائن آخر سواي؛ رغم أن الموقف ذاته طبيعي ولا يستحق هذا الشتات....
هل تترك الأحداث في نفسك أثرًا يا رئيس مثلنا نحن الناس؟ 
كيف يمر يومك وأنت تر الحوثي يمارس أعلى درجات الانتهاك والاستلاب؟ ماذا تقول لنفسك حين تضع ساقًا على ساق وتبتسم بتواضع جم أمام مآسينا؟. أتدري أنهم الآن يحتفلون أما بيتك؟ يرقصون، ويبتهجون، اتشعر بالخجل لكونك غير قادرًا على أن تفعل شيئا إزائهم، أتشعر أنك خاوٍ وبائس وملعون مثلي الآن