آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-12:34ص

ملفات وتحقيقات


(تقرير).. ما الذي تحقق من أهداف أكتوبر بعد كل هذه العقود؟

الأربعاء - 14 أكتوبر 2020 - 10:25 ص بتوقيت عدن

(تقرير).. ما الذي تحقق من أهداف أكتوبر بعد كل هذه العقود؟

(عدن الغد)خاص:

تقرير يُقيّم مسيرة ثورة 14 أكتوبر ومدى تحقق أهدافها ويقارنها بواقع اليوم..

كيف أخرجت الثورة مشروع الجنوب العربي من الباب ليعود اليوم من النافذة؟

لماذا يعتبر البعض المطالبة بعودة الجنوب العربي خيانة لهذه الثورة؟

الحنين للعهد البريطاني.. أليس ذلك دليل فشل وخيانة للثورة وتضحيات الثوار؟

ثورة 14 أكتوبر.. ما لها وما عليها !

تقرير / بديع سلطان:

بعد نحو ستة عقود من ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963، تبدو صورة جنوب
اليمن المحتل من قبل بريطانيا حينها، والذي كان ممزقاً ومتشظياً، تتجدد
اليوم في تراجيديا مؤلمة تعيشها المحافظات الجنوبية.

فالثورة التي قامت ضد الظلم والقهر، ومناهضة المناطقية والعمالة، تبدو
أسبابها وعوامل انطلاقها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية قائمة بوضوح،
وإن تلبست بملامح وصور مختلفة تلاءمت مع العصر والواقع الجديد.

فالعوامل الاجتماعية من الطبقية والفوارق بين أفراد المجتمع التي كانت
سائدة قبيل ثورة أكتوبر 1963، بالإضافة إلى العوامل السياسية المتمثلة في
تشظي الجنوب اليمني إلى سلطنات ومشيخات وإمارات متقاتلة وفق سياسة "فرق
تسد" البريطانية، وكذا العوامل الاقتصادية من الفقر والعوز والحرمان،
كلها استدعت اندلاع ثورة أكتوبر التي لم تنطفئ جذوتها إلا بعد نيل
الاستقلال الوطني الناجز.

واليوم لا يبدو الجنوب بخير، وفق ملامح الواقع المشاهد، فالعوامل
الاجتماعية من الانتماءات المناطقية والقروية، عادت من جديد، وبصورةٍ
أكثر اشمئزازاً، كما أن الواقع السياسي يؤكد أن الجنوب- بل اليمن برمته-
ممزق في كيانات متقاتلة تعطي ولاءاتها للخارج وترتهن إليه، وليس هناك ما
يمكن إخفاؤه في جانب الخدمات والأوضاع المعيشية التي تطغى عليها سمة
الحرمان.

فما الذي قدمته ثورة أكتوبر بعد 57 عاماً من قيامها، وبدء "الكفاح
المسلح" ضد المحتل البريطاني- بحسب أدبياتها؟.

وهل نجحت الثورة في تحقيق أهدافها بالفعل، أنها فشلت؛ عطفاً على ما
نشاهده من واقع مؤلم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً؟.

وما الذي أعاد عقارب ساعة الزمن إلى الوراء، وجعل الثوار الذي رفضوا
مشروع الجنوب العربي الاستعماري، يعودوا ليتبنوه بعد كل هذه العقود من
التضحيات والتجارب السياسية شرقاً وغرباً؟.

ولماذا يحن البعض لعهد التواجد البريطاني في عدن والجنوب، ويتحسر على
أيامٍ كانت فيها المنطقة رائدة في كل المجالات؟.

أم أن الثورة نجحت في إقصاء رموز التجهيل والتهميش في الجنوب، واستطاعت
قهر الإمبراطورية التي لم تغب عنها الشمس، وأسست لمجتمعٍ متحضر، وجيشٍ
قوي كانت تهابه دول الجوار؟.

أهداف أكتوبر

يستطيع أي مؤرخ أو حتى قارئ للتاريخ أن يستنتج أن ثورة 14 أكتوبر 1967،
جنوب اليمن، التي قادتها الجبهة القومية كانت من أعظم الثورات العربية
خلال النصف الثاني من القرن العشرين، بحسب مؤرخين.

ويعود ذلك إلى طبيعة أهداف ومبادئ الثورة وقواها المحركة ووسائلها
وأدواتها النضالية، كما أن هناك من يؤكد أن نتائج هذه الثورة غيرت مجرى
حياة المجتمع في جنوب اليمن.

وقامت الثورة لتحقيق مجموعة من الأهداف، تمثلت في تصفية القواعد وجلاء
القوات البريطانية من أرض الجنوب دون قيد أو شرط، وإسقاط الحكم السلاطيني
والذي صنف بأنه رجعي متحالف مع المستعمر البريطاني.

وإعادة توحيد الكيانات العربية الجنوبية سيراً نحو الوحدة العربية
والإسلامية على أسس شعبية وسلمية، واستكمال التحرر الوطني بالتخلص من
السيطرة الاستعمارية الاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى إقامة نظام وطني
على أسس ثورية سليمة يغير الواقع المتخلف إلى واقع اجتماعي عادل ومتطور.

وكذا بناء اقتصاد وطني قائم على العدالة الاجتماعية يحقق للشعب السيطرة
على مصادر ثرواته، وتوفير فرص التعليم والعمل لكل المواطنين دون استثناء،
وإعادة الحقوق الطبيعية للمرأة ومساواتها بالرجل في قيمتها ومسئولياتها
الاجتماعية.

كما هدفت الثورة إلى بناء جيش وطني شعبي قوي بمتطلباته الحديثة تمكنه من
الحماية الكاملة لمكاسب الثورة وأهدافها، وانتهاج سياسية الحياد الإيجابي
وعدم الانحياز بعيدا عن السياسات والصراعات الدولية.

ما الذي قدمه أكتوبر؟

ثمة أعمال حققتها ثورة أكتوبر خلال مسيرة اندلاعها التي قاربت الستين
عاماً، لا يمكن إغفالها أو تجاهلها، وتعتبر من الإنجازات عند أصحابها
الثورجيين.

حيث نالت دولة الثورة وفي فترة قياسية اعترافاً عربياً وعالمياً وتمكنت
من تحقيق عدد من أهدافها، بحسب محللين ومؤرخين.

حيث نجحت في توحيد السلطنات والمشيخات في كيان دولة مركزية قسمت إلى ست
محافظات، وبناء جيش وطني وامن قويين، ونشر شبكات التعليم والصحة المجانية
والطرقات والمواصلات في كل أنحاء الوطن.

بالإضافة إلى القضاء على الأمية كأول بلد عربي، ورفع مستوى مشاركة المرأة
والشباب والفئات الاجتماعية في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية،
وإحداث نهضة تنموية صناعية وزراعية ملحوظة واستقرار معيشي وامني متنامٍ.

ويتحدث المحللون عن إنجازات كبيرة وعظيمة، حققتها ثورة الرابع عشر من
أكتوبر، والتي يأتي في مقدمتها إجبار أعتى إمبراطوريات ذلك العصر، وهي
الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس، على منح الاستقلال
الوطني.

كما يرون أن الثورة قضت على الفوارق الطبقية والاجتماعية بين أبناء
الوطن، وألغيت امتيازات المشايخ والسلاطين والأمراء التي استمتعوا بها
عقوداً طويلة، على حساب المواطنين البسطاء.

حتى أن قانون مصلحة الأحوال المدينة كان يمنع تسجيل الألقاب نهاية كل
اسم، أو يلغي أل التعريف المرتبطة بالانتساب لمنطقةٍ ما، حتى لا يفتخر
أحد بقبيلته أو منطقته على حساب الآخرين.

ويعتز هؤلاء كثيراً بامتلاك دولة ما بعد ثورة أكتوبر لأحد أقوى جيوش
المنطقة، من ناحية التسليح أو العتاد أو حتى نوعية أفراده، والذي كانت
تهابه دول الجوار، وتتحاشى مواجهته.

بالإضافة إلى كل ذلك، كان في الجنوب- بفضل ثورة أكتوبر- اقتصادٌ يعتمد
على العمل والتنمية المحلية، وعملة ذات قيمة مرتفعة محمية بغطاء نقدي
خارجي.

كل تلك الإنجازات يرى البعض أنها تحققت في دولة الجنوب ما بعد ثورة 14
أكتوبر، وأنها جاءت كنتيجة واقعية للأهداف التي وضعتها لمسيرتها، وحققتها
بالفعل خلال نحو ربع قرن من عمرها (1967 - 1990).

ويعتقد هؤلاء أن مسيرة الربع قرن تلك من نجاح الثورة، لم تقطعها سوى
بالدخول في دولة الوحدة التي عملت على إسقاط وهدم كل ما تم بناؤه من دولة
في الجنوب، كانت في أوج قوتها اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.

ومع ذلك فإن هذه الثورة والحكم الوليد تعرضا لأخطاء جسيمة بسبب نظريات
إحراق المراحل والقفز على الواقع والصراعات السياسية والسير خلف الشعارات
الأممية والقومية واليمنية التي كانت طريقة وآليات الوحدة مع الجمهورية
العربية اليمنية أفدح أخطائها الاستراتيجية.

مآخذ الثورة الأكتوبرية

مع تصميم البعض على كل تلك الأعمال والنجاحات التي تحققت في ظل ثورة
أكتوبر، إلا أن ثمة من يتحدث هو الآخر عن مآخذ للثورة، وربما يتناول ما
اعتبره الآخرون نجاحاتٍ ليؤكد وجهة نظره ومآخذه على الثورة.

فهناك من يشير إلى أن الإمبراطورية البريطانية ما كان لها أن تغادر عدن
والجنوب ما لم تنتف الفائدة والأهمية التي كانت لدى ميناء عدن، بعد حرب
يونيو 1967، واحتلال إسرائيل لقناة السويس، المنفذ الشمالي لميناء عدن.

وليس كما يروّج البعض عن انتصار القوة العسكرية للجبهة القومية مقابل ما
تمتلكه بريطانيا العظمى.

وبغض النظر عن هذه الحقيقة، إلا أن إرادة الشعوب لا تقف أمامها أي قوة
عسكرية أو عتاد.

كما أن هناك من يعتقد فشل الثورة في تغيير الواقع الديموغرافي والاجتماعي
الطبقي في الجنوب، ورغم الأدبيات اليسارية والاشتراكية في الدعوة إلى
تلاشي الطبقية الاجتماعية، إلا أن الفوارق تكرست في النخبة السياسية
الحاكمة، ما بعد أحداث 1978 الدموية، والتي أفرزت فئات حاكمة متحكمة
بمقدرات وثروات البلاد بينما بقية أفراد الشعب يواجهون الطوابير والعوز
وانعدام الموارد.

بالإضافة إلى عدم نجاح الثورة في التغلب على المناطقية والقروية، التي
وإن توارت خلف خطابات الساسة ورجال الحزب الاشتراكي، إلا أنها تبرز بشكل
مخيف ومرعب بمجرد اندلاع أبسط الصراعات التي تكررت مراراً وتكراراً بين
الرفاق.

وهو ما أكدته عودة الألقاب والافتخار بالمسميات والانتماءات القبلية
والقروية، بمجرد الانتقال إلى دولة الوحدة، ما يعني عدم نجاح الثورة في
طمس معالم هذه الانتماءات الضيقة.

بينما الجيش الذي يدّعي البعض أنه كان قوياً في الجنوب ذات يوم، لم يكن
سوى أداة في يد الاتحاد السوڤييتي، يحركها لتحقيق مكاسب سياسية، ضمن
الحرب الباردة التي كانت مشتعلةً حينها، كما أن هذا الجيش لم يستخدم إلا
لمحاربة جيرانه من العمانيين والسعوديين، وإخوانه في الشطر الشمالي من
اليمن.

ولم يكن الاقتصاد بأحسن حال، فقد كان الإنتاج بيد الدولة، وكان توزيع
الموارد على المواطنين يجري وفق طريقة الحصص المحددة والمقيدة، وطوابير
الجمعيات التعاونية.

صراعات تفضي للكوارث

ثمة أمر رئيسي مهم، لا بد من التطرق إليه، وهي الصراعات التي تلت الثورة
الأكتوبرية، فقبيل الاستقلال الوطني وعشية نيل الحرية من البريطانيين،
كانت الصراعات تعصف بالبلاد، والقتل ينتشر في الأزقة والشوارع.

وعقب إعلان الجمهورية الجنوبية، لم يدم الاستقرار سوى أقل من عامين، حتى
زُجّ بقيادة الدولة الوليدة إلى غياهب المعتقلات، فيما سمي بالحركة
التصحيحية (22 يونيو 1969).

وبعد أقل من عقدٍ، تكرر المشهد ولكن بصورة أكثر دموية، راح ضحيته قادة
الدولة أيضاً (1978)، ولم تأتِ سنة 1980 حتى عاش الجنوب انقلاباً أبيض،
تغيرت بموجبه قيادة البلاد.

وتكرر المشهد الدموي هذه المرة وبشكل مرعب بداية 1986، ليتواصل مسلسل
الصراعات، الذي كان قائماً في الأساس على خلفيات مناطقية، رغم محاولات
القيادة تسييس الصراع أو أدلجته؛ ليبدو وكأنه من أجل مبادئ وثوابت فكرية
أو سياسية أو أيديولوجية.

كل تلك الصراعات أفضت في نهاية المطاف إلى كوارث اقتصادية وسياسية
واجتماعية، فشلت ثورة أكتوبر في تلافيها، رغم أنها تبنت في أهدافها عكس
تلك الخلفيات التي نتجت عنها الصراعات.

لكن أخطر ما أفضت إليه صراعات الرفاق في الجنوب، كان الفراغ السياسي
والقيادي الذي نتج عن التصفيات الدموية، والنفي القسري للنخب والشخصيات
القيادية الجنوبية، والتي أدت إلى الارتماء في أحضان تجارب فكرية وسياسية
وأيديولوجية، دون التفكير في عواقبها؛ عطفاً على الفشل الاقتصادي
والاجتماعي.

ولعل أبرزها تلك الارتماءات غير المدروسة، وغير المحسوبة العواقب،
الارتماء في أحضان الوحدة، بعد أن اتضح لقادة الدولة الجنوبية فشلهم في
تحقيق أهداف الثورة الأكتوبرية، بعد نحو ربع قرن.

كيف حارب الثوار مشروع الجنوب العربي؟

اعتبر ثوار الجبهة القومية الذين فجروا ثورة 14 أكتوبر، أن مشروع ما عُرف
ب "اتحاد مشيخات وسلطنات الجنوب العربي"، والذي أسسته بريطانيا أواخر
خمسينيات القرن الماضي، مشروعاً استعمارياً يُكرس الاحتلال.

وفي الوقت الذي كانت بريطانيا تدعي حرصها على الوحدة، وتماهت مع المشروع
القومي الوحدوي الذي بدأت إرهاصاته في الوحدة العربية بين سوريا ومصر
(فبراير 1958)، فيما عرف بالجمهورية العربية المتحدة، إلا أن القوميين في
جنوب اليمن أدركوا حقيقة المشروع البريطاني وأهدافه، ورفضوه جملةً
وتفصيلاً.

حيث اعتبروه أنه يرسخ حكم السلاطين والمشايخ والأمراء، والإبقاء على
حكمهم وسلطاتهم، بل واعتبارها أمراً واقعاً، تحت حماية المحتل البريطاني.

لهذا قاوم ثوار أكتوبر هذا المشروع الذي نظروا إليه بأنه لا يخدم الجنوب،
بل يساعد على تكريس التخلف والرجعية، بحسب أدبيات الحركة القومية.

حتى أن الثوار رفعوا شعار الوحدة اليمنية والعربية والإسلامية، كما تقدم
معنا في أهداف الثورة الأكتوبرية.

كما أن قادة اتحاد الجنوب العربي، والموالين للبريطانيين في عدن
والمحميات الجنوبية، كانوا مستهدفين ضمن الخطط الفدائية التي ينفذها
الثوار.

مشروع الجنوب العربي.. لماذا عاد مجدداً؟

غير أن هذه الحرب التي لاقاها مشروع الجنوب العربي الذي تبنته بريطانيا،
لم تستمر اليوم، بل أن البعض ممن يجاهر بانتماءاته للجنوب، يبشر بهذا
المشروع مجدداً.

حتى ذهب آخرون للمغالاة في شأن الجنوب العربي، والإعلان عن عدم انتماء
الجنوب للهوية اليمنية، واعتبار أن المحافظات الجنوبية لا تنتمي لليمن،
بل أنها تمتلك هوية مستقلة تدعى "الجنوب العربي".

وينظر محللون إلى هذا التوجه الجديد بأنه انتكاسة لجهود الثوار القوميين،
ممن فجروا ثورة أكتوبر بالاعتماد على رفض مشروع الجنوب العربي، وهو ما
ضحوا من أجل بأقدس وأغلى ما يملكون.

فيما يأتي ثوار الجنوب اليوم ليعلنوا عودتهم وتبنيهم مشروعاً قاومه
الأجداد ورفضه الثوريون، ليقينهم بتورط هذا المشروع في العمالة للمحتل.

منطقياً.. يبدو أن أسباب هذه الانتكاسة، ربما تعود إلى فشل الأهداف التي
تبنتها ثورة أكتوبر، وفشلت في تحقيقها على الواقع، فالفوارق الطبقية عادت
هي الأخرى إلى الشارع الجنوبي، بالإضافة إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية
والمعيشية.

كما أن فشل المشاريع والتجارب السياسية المتلاحقة، والتي لم تنجح في
تحسين الحياة العامة، بدءا من التجربة القومية، مروراً بالتجربة
الاشتراكية الصينية، والتجربة الشيوعية العلمية السوڤيتية، وانتهاءً
بتجربة الوحدة اليمنية، كلها مجتمعة ساهمت في عودة الحنين إلى مشاريع ما
قبل الثورة.

الحنين لبريطانيا

ويبدو أن مشاريع ما قبل ثورة أكتوبر لم تكن وحدها هي من استدعت الحنين
للماضي، والحنين للعهد البريطاني أيضاً.

وهي حقيقة- رغم أنها مؤلمة- إلا أنها متواجدة في الشارع العدني والجنوبي،
ويرددها حتى الناشطون والنخبة في المجتمع، وليس فقط عامة الناس.

وهو أمر طبيعي تسببت به المشكلات التي مرت بها مسيرة الرابع عشر من
أكتوبر، والأخطاء السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية التي
شهدتها، منذ انطلاقتها في جبال ردفان، وحتى ما قبل الوحدة اليمنية.

لكن من الطبيعي أيضاً أن يصنف متابعون هذا الارتداد القوي والحنين للماضي
وللعهد البريطاني ولمشاريع المحتل ما قبل الثورة، بأنه خيانة للثوار
وللشهداء، وللثورة ذاتها.