آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-06:22م

ملفات وتحقيقات


خور مكسر.. بين تكدس يومي للقمامة وتغافل لا مبرر للسلطة المحلية

السبت - 03 أكتوبر 2020 - 10:41 ص بتوقيت عدن

خور مكسر.. بين تكدس يومي للقمامة وتغافل لا مبرر للسلطة المحلية

(عدن الغد)خاص:

تقرير/ عبداللطيف سالمين:

باتت شوارع العاصمة عدن تتكدس فيها أكوام القمامة في كل مكان، وصار مشهد حرق هذه الأكوام من قبل المواطنين مألوفا، حيث لا حلول نهائية لظاهرة تواجد القمامة في الطرقات وأمام المقار الحكومية. 

ويعاني سكان المدينة من افتقادهم لابسط متطلباتهم التي تتلخص مجملها في حياة كريمة دون المساس بحياة الإنسان اليومية الصحية كانت أو البصرية وهو ما لا يمكن حدوثه ابدا عندما يسود الإهمال و تنعدم أسمى معاني الإنسانية ولا يجد الإنسان من خلالها ملجأ إلا أن يناشد المسؤلين مع تبدلهم كل مرة ولا جديد يذكر. 

في مختلف مديريات مدينة عدن تتكدس الطرقات باكوام القمامة تلك المناطق التي لا يزورها المسؤولين ولا حتى لالتقاط صورة تظهرهم وهم يقومون بحملة نظافة تبدأ حدودها وتنتهي مع التقاط الصورة.

منظر يومي بات يعيشه المواطنين في عدن مع تكدس القمامة التي باتت لا تقتصر على المناطق المهمشة لتطال أهم المديريات السكنية المكتظة بالسكان. 

تشويه المنظر في خور مكسر

مشهد القمامة تشوه بفعله المنظر العام في خور مكسر ، إلى جانب تلوث الهواء الذي يخنق سكان المديرية ، ليدق ناقوس الخطر ومطالبة الحكومة التحرك سريعا لإنهاء هذه الأزمة الخانقة.

مديرية خور مكسر تلك المنطقة المكتظة بالمنظمات والوزارات وماتبقى من السفارات بات الناس فيها يعيشون وضعا مغايرا لم يعهدوه منذ زمن فمع غياب المسؤولين في حكومة الشرعية والتي كان غالبها يهتم بالمنطقة لاحتوائها مناطق سكنهم تغير الحال وتبدل وبات المواطنين في بعض مناطقها يعيشون كارثة انسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث تفترش القمامة والمجاري جوانب منازلهم وعوضا عن نسائم البحر باتت مناطقها تفوح بريحة المجاري والقمامة في صورة تشوه ما تبقى من مدنية في مدينة عدن. 

وهو ما أكده أهالي المنطقة الذين عبروا عن سخطهم من استمرار هذه الأزمة والتي لم يقدم احد من المسئولين لحلها والقيام بواجبهم رغم المناشدات المستمرة للمحافظ والمجلس الانتقالي كل مرة ولكل من له صلاحية في تغيير الواقع للاسراع بالتحرك والاهتمام بالمديرية التي لطالما كانت واجهة مشرفة للمدينة.  

شوارع مديرية خور مكسر والتي كانت في الزمن القريب نموذجا يحتدى به بين بقية المديريات تبدل حالها مع تبدل وتعاقب الحكومات في المنطقة لتغرق المديرية في أكوام من القذارة، وحتى سوق القات الذي يعتبره المواطنين رمزا للكيف ويذهبون إليه كل يوم طمعا بالحصول على ما يجعل يومهم جميلا بات مصدر لأن تعيش بقية يومك في مزاج سيء نظرا للصورة المقيتة التي تشكله طرقاته الغارقة في القذارة هي الاخرى بانتظار من ينتشلها وبقية شوارع المديرية ويعيد لها صورتها الجميلة المشرقة.

تستمر المشكلة وتتغير الأعذار 

وما يخيف بجانب تشويه المنظر الحضاري هو وجود العديد من المنازل السكنية التي تعج بالكثير من الأسر التي تمر وتشم كل تلك الروائح السيئة ، ان تتحول الأرصفة إلى مكبات مصغرة للنفايات المتكدسة, أضحى الأمر شبه عادي  حتى وإن كانت في المداخل الرئيسية للشوارع.

هنا و هناك، وبجانب بعض البيوت السكنية البسيطة في أركان الشوارع والأحياء السكنية ، وبجانب منازل المواطنين، تجد أكياس القمامة تسد مدخل البيت وتفترش الشارع.  ان تمر وتشم كل تلك الروائح السيئة ، أن تتحول الأرصفة إلى مكبات مصغرة للنفايات المتكدسة, أضحى الأمر شبه اعتيادي حتى وإن كانت في المداخل الرئيسية للشوارع.

وأوضح سكان المديرية أن أزمة تكدس القمامة ظاهرة مزمنة تحتاج إلى حلول جذرية للتغلب عليها”.

وأضافوا “الحكومة ينبغي لها تسخير كل الإمكانيات اللازمة لحل هذه المشكلة، لأنها تهدد صحة الإنسان بتفشي الأمراض والأوبئة”.

ويؤكد المواطنين ان المديرية لم تعرف هذه الحالة السيئة والرثة بصورة متواصلة منذ فترة وكلما ظنوا أن المشكلة انتهت تعود اقوى كل مرة وبأعذار مختلفة. 

واشتكى السكان في أحاديث متفرقة" لـ" عدن الغد" من تكدس القمامة في أحياء المنطقة  بشكل كبير وقال أحد سكان حي السلام أن منطقتهم لم تعرف هذه الحالة السيئة والرثة بصورة متواصلة منذ فترة وكلما ظنوا أن المشكلة انتهت تعود اقوى كل مرة وبأعذار مختلفة. 

ولفت إلى أن السبب الرئيسي للمشكلة هو انعدام حاويات القمامة في حي يحوي شوارع عديدة ويشهد ازدحام في السكان، حيث تجد في المنزل الواحد الكثير من الأسر.

وهذا بالطبع يعني ان النفايات تكون كثيرة، ومع انعدام الحاويات تجد كل شارع يرمي القمامة في هذا المكان.

وأضاف:  إذا لم يأتي عمال النظافة لأخدها كل يوم بيومه تتراكم القمامة لتصل إلى نصف الشارع  وهذا يضرنا كثيرا خاصة الأطفال الذين يحبون قضاء وقتهم  باللعب في الشارع.

واختتم: مشكلة تكدس القمامة، من أكبر المشاكل التي  تعاني منها مدينة عدن باختلاف مديرياتها، لم تسببه من أمراض وروائح كثيرة، وتشويه للمنظر العام في الشوارع وهذا ما حدث هنا ايضا للاسف الشديد.

أكوام من القمامة بجانب ثانوية للبنات

بجانب مدرسة عبدالباري، القمامة تتكدس على مسافة شاسعة من هذا المكان في منظر أثار استياء المواطنين والطالبات واهاليهم. 

وأثار الأمر استغراب شريحة واسعة من النشطاء الذين سخروا من كيفية وجود كل هذه القمامة بجانب ثانوية عبد الباري قاسم للبنات في مديرية خورمكسر التي ينشط فيها المنظمات والمؤسسات التي تكافح فيروس كورونا. 

ودعا نشطاء محليين من العاصمة عدن المحافظة الى رفع اكوام القمامة من أمام ثانوية بمديرية خورمكسر. 

ووصفوا الأمر بالكارثة نظرا لما تجلبه من روائح كريه و هجوم الذباب والبعوض على الطالبات.

وطالبوا بتغيير موقع تكديس قاذورات المنازل والبيوت المحاصرة للمدرسة وباعة السمك الى موقع آخر بعيدا عن بيئة ثانوية عبد الباري كون الموقع ان استمر سيكون بيئة خصبة لنشر الأمراض مثل حمى الضنك والملاريا والتيفوئيد وكل الأمراض التي ينقلها الذباب والبعوض والحشرات الدقيقة الملازمة للقاذورات في مواقع تكديس قمامات كهذه.

ما هي أسباب ظاهرة تكدس القمامة

انتشار القمامة فى كل مكان ظاهرة غير مقبولة على الإطلاق، فالأضرار منها كثيرة وخطيرة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تكاثر الميكروبات وبالتالي انتشار الأمراض المعدية التي تؤثر على صحة المواطنين تأثيرا ضارا، وهذا ينعكس سلبيا على القدرة الإنتاجية لهم، ومنها توالد الحشرات الضارة والحيوانات القارضة التى ينتج عنها الأوبئة، وتراكم المخلفات على جوانب الطرقات تزيد من المشكلة المرورية، هذا بخلاف التلوث البصرى والبيئي الذي يسببه تراكم القمامة.

وعزا باحثون في الهندسة البيئية ومعالجة المياه، مشكلة البيئة في عدن إلى ثلاثة أسباب رئيسية: "أولا عدم تقدير خطورة المشكلة وتأثيرها المباشر على صحة المواطنين، ثانيا عدم الإنفاق على المشكلة؛ لأنها لا تعدّ مشكلة خطيرة عند المسؤولين، ثالثا وهو الأهم، ونتيجة منطقية لما سبق، لا يوجد إهتمام بالبحث العلمي في مجال البيئة في اليمن كل وعدن بالذات".

وانتقدوا بدورهم عدم وجود رؤية في عدن للاستفادة من القمامة، قائلين: "تتخلص الحكومة من القمامة بحرقها، ما يؤدي لمشاكل صحية ضخمة جدا لكل من يعيش بالقرب من هذه الأماكن، لاحظ أن الصين مثلا منعت استيراد القمامة البريطانية؛ لأن عندها اكتفاء ذاتيا من القمامة، ومصانعها تعمل بكامل طاقتها لمعالجة المخلفات محليا، ما يوفر فرص عمل ضخمة وثروة اقتصادية هائلة".

كيف يمكن التغلب على هذه الظاهرة 

إن مشكلة إخلاء البلاد من القمامة والمخلفات تعتبر من المشكلات التى يمكن التغلب عليها بسهولة إذا ما قورنت بمشكلة عدم نظافة اليد أو اللسان أو الفكر لأنها ترتبط بعوامل كثيرة ومتشابكة ومعقدة أيضا مثل القيم، والأخلاقيات ، والبيئة التى نشأ فيها الفرد، وطريقة تربيته، والرفاق، والظروف التى يمر بها هذا الفرد.. هذه العوامل إذا كانت سلبية أو غير سليمة أو غير مقبولة فإنه يصعب تعديلها إلى الأفضل فى وقت قصير وتحتاج إلى معالجة حكيمة، وقد تصل إلى حد المعالجة النفسية أو المعالجة القانونية.

وحتى الآن مشاكل القمامة مازالت تمثل خطرا على حياة الإنسان العدني وخاصة الأطفال التي تكون نسبة المناعة لديهم ضعيفة، خاصة أن القمامة تتجمع بشكل كبير حول عدد كبير من المدارس الحكومية ومع عودة الدراسة يوم السبت المقبل ستتفاقم المشكلة بشكل كبير.

ويوضح أكاديميون في جامعة عدن، أن مشكلة التخلص من القمامة والمخلفات ليست بالمشكلة الصعبة أو المستحيلة، فمن الممكن أن تقسم كل محافظة إلى قطاعات وتوكل كل مجموعة قطاعات إلى شركات النظافة تكون مسئولة عن إخلاء هذه القطاعات من القمامة والمخلفات، ثم يتم تدوير هذه المخلفات ليصنع منها منتجات يمكن تسويقها والاستفادة منها ماديا، وهذه الفكرة معمول بها فى كثير من الدول.