آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-06:36م

أدب وثقافة


سجال شعري بين الرويشان ووالسلطان محمد جعبل العوذلي

الخميس - 17 سبتمبر 2020 - 03:01 م بتوقيت عدن

سجال شعري بين الرويشان ووالسلطان محمد جعبل العوذلي

(عدن الغد) محمد حسين الدباء:

(عدن الغد) محمد حسين الدباء:

إن السجال الشعري في قصيدتين (بدأ وجواب)  بين صالح بن ناجي الرويشان عامل الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين على لواء البيضاء من جهة وبين السلطان محمد بن جعبل العوذلي صاحب التفكير والتدبير في السلطنة العوذلية، من جهة أخرى سيجله التاريخ بأحرف من العز والإباء للسلطنة العوذلية التي قاومت التمدد الإمامي الكهنوتي وهزمته في عدة مواقع حتى تم ترسيم الحدود بينها وبين البيضاء  في عام 1934م.

وتذكر تكتب التاريخ أنه كان قبل هذا السجال الشعري سجال حربي، حيث قام نظام الإمامة بتسيير حملة عسكرية كان الغرض منها احتلال أراضي السلطنة العوذلية واخضاع العواذل لحكم الإمامة، إلا أن العواذل استطاعوا إخراج عساكر الإمام من اراضيهم وإفشال مخططهم.

ونرى الرويشان في هذه القصيدة يوعد ويهدد العواذل بالثبور وعضائم الأمور إن هم أبو الخضوع والاستسلام لرغبة الإمام في الدخول في طاعته، إلا أن السلطان محمد بن جعبل العوذلي يرد بالمثل وأحسن، ويحذر الإمامة من مغبة تسيير حملة أخرى على بلاد العواذل لأن مصيرها سيكون مثل مصير الحملة التي سبقتها وهو الفشل والذل والهوان.

 

وهذا قصيدة بدأ صالح بن ناجي الرويشان التي أرسلها إلى السلطان محمد جعبل، حيث  قال فيها:

انا أبدع بمن للغيب والسر يعلما

ويا حي ياقدوس للخلق مبتدي

 

ويامن  بسطت الأرض يارافع السماء

وسبحان مرسيها ولا اسوى لها اعمدي

 

وماقال بن ناجي من الشعر ينظما

حروفن يخرجها على القاف سرمدي

 

وخليتها ناوه وبراقها  لما

من اقصى تهامة لا شهارة رواعدي

 

على الكور لسود ذي علينا تعيدما

وذي خان عهده بعدما قد تعهدي

 

ومقدامنا سيد محارب  وعالما

معه جيش حربي من بكيلي وحاشدي

 

ترى الجيش مثل السيل تحت الغمايما

يدك الجبال العاليات الزوايدي

 

وقم يارسولي شل خطي تزلما

إلى عوذلي حلي في الكور لسودي

 

وقل يا آل جعبل جاكم الجيش قادما

وقومان ماتحصى مثيل المجاردي

 

وشوري تصون الكور من الجيش لردما

وهذه نصيحة وكافي بما هدي

 

ويتهافتو لا طاير الموت حايما

ويلصو نيار الحرب للخصم معتدي

 

دمار العدا يوم الفوارس تلاطما

وللقامزي حلق وفي الجو عمدي

******

وهذه قصيدة جواب السلطان محمد جعبل الت يقال فيه:

 

انا ابدع بمن سانا وللرعد دمدما

وسيله نزل في كل وادي معمدي

 

وتسليم ياصالح ملا الحيد لجشما

نقيب النمارة قاطعين المواردي

 

وبيني وبينك عهد وافي مشيما

قطعته على خولان في كل محفدي

 

وعهدك عنوني به وخفت الملايما

كما العهد هو يثقل على كل جيدي

 

ومن حصن زارة ذي على الحيد لصيما

وبه ذي يرد الجيش لاجاء معفردي

 

رجال العواذل ذي تلاطم وتلطما

ويالحيد ذي ماناد سو  له معاودي

 

وجيشك خرج مسكين ذي كان حاكما

يقودو   اذانه والعساكر تجاهدي

 

ولحنا حلفنا مانطيع العمايما

ولو جاتنا القبلة بكيلي وحاشدي

 

ولا جي طريق الهون مادمت قايما

ومادام جعبل هو وخاله مشردي